ألترا صوت – فريق التحرير
رحل الكاتب والصحافي السوري نصر الدين البحرة (1934 - 2021) في مدينة دمشق، بعد معاناة مع المرض.
عمل نصر الدين البحرة في التعليم وكان له دور هام في ذاكرة النخبة الدمشقية كمعلّم ذي أثر لا يُنسى، إلى جانب ذلك عمل في الصحافة منذ أواسط خمسينيات القرن الماضي، وعُرف على الدوام بخفة دمه ونوادره وحبّه للمجالس الأدبية.
من بين الأعمال الكثيرة التي وضعها نصر الدين البحرة يبقى كتاب "دمشق الأسرار" مرجعًا في بابه، وفي الطريقة العاطفية التي كتب به
يعد البحرة من جيل المؤسسين في القصة القصيرة في سوريا، إلى جانب عبد السلام العجيلي وأديب النحوي وحسيب كيالي وألفة الأدلبي. وقد استفاد في كتاباته القصصية من التراث العربي، ومن أعمال كتّاب الواقعية العالميين أمثال تشيخوف وموباسان وأوهنري، لكن الميزة الأشد وضوحًا هي أن قصصه مأخوذة من فضاء الحياة الاجتماعية اليومية، في دمشق بشكل خاص.
اقرأ/ي أيضًا: عز الدين المناصرة.. رحيل كنعاني معاصر
نشر أول قصة قصيرة له في مجلة "الرقيب" الدمشقية سنة 1951 بعنوان "حكمة الشيطان". أما مجموعته القصصية الأولى فحملت عنوان "هل تدمع العيون" نشرت عام 1957، وحظيت باهتمام كبير من النقّاد عند صدورها، وقد ضمت قصة بعنوان "أبو دياب يكره الحرب"، وهي بالأساس القصة التي فازت بالجائزة الأدبية الثانية في مهرجان وارسو العالمي للشباب عام 1955، وكان رئيس لجنة التحكيم آنذاك الشاعر التركي ناظم حكمت.
إلى جانب القصة القصيرة، كتب الشعر العمودي وقصيدة النثر والمقالات والدراسات الأدبية السينمائية والتاريخية، وعُرف أيضًا كمقدم للبرامج الثقافية في إذاعة دمشق.
من بين الأعمال الكثيرة التي وضعها الراحل يبقى كتاب "دمشق الأسرار" مرجعًا في بابه، خصوصًا في طريقة العرض العاطفية التي كتب بها، حيث بدا الكتاب كأنه قصيدة في حبّ دمشق التي يقول في بداية الكتاب إنها أكبر من كل الروابط التي عرفها: البنوّة والأخوّة، بل والعقيدة: "كأني منها ذلك الجنين المرتبط بها بذلك الحبل السري".
كتب الأديب الراحل عادل أبو شنب عنه: "زاملته منذ الصغير في الحارة الدمشقية والمدرسة، وكانت لنا رحلة مشتركة في الحياة، وفي الأدب والإذاعة. أثارت قصصه نقاشًا كبيرًا بسبب مواقفه. سجن. علّم وتعلّم، واستفاد من مكتبة أبيه خريج السوربون. مثقف ثقافة تراثية. عمل في الصحافة فكان محررًا ورئيس تحرير، وأفاد من عمله في السلطة الرابعة وفي ليونة أسلوبه وبعده عن التقعر".
مجموعاته القصصية هي: "هل تدمع العيون؟"، "أنشودة المروض الهرم"، "رمي الجمار"، "رقصة الفراشة الأخيرة"، "محاكمة أجير الفَرَّان". أما في مجال الدارسات فله العديد من المؤلفات نذكر منها: "الأدب الفلسطيني المعاصر بين التعبير والتحريض"، "دمشق الأسرار".
اقرأ/ي أيضًا: