نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية تقريرًا حول القرار النرويجي بوقف تصدير السلاح والمعدات العسكرية للإمارات، بسبب تورطها في جرائم التحالف السعودي في اليمن. ويُعد هذا القرار من النرويج، أولى الخطوات العملية، بعد شهور من النداءات، لوقف التحالف السعودي الذي تشارك فيه الإمارات، عند حده. في السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا بتصرف.
علقت النرويج صادراتها من الذخائر والأسلحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يبدو أنه جزء من خطة احترازية استنادًا إلى تقييمها للوضع في اليمن التي تعرف حربًا بين التحالف الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات، وبين الحوثيين، منذ نحو ثلاث سنوات.
أعلنت النرويج إيقاف تصدير الأسلحة للإمارات بسبب دورها في الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي في اليمن
وصرحت وزيرة الخارجية النرويجية، إين إيريكسن سورييد، بأنه ليس لديها أي معلومات تشير إلى استخدام أي من صادرات النرويج العسكرية لدول التحالف في اليمن؛ إلا أن هناك "قلقًا كبيرًا" حيال الأزمة الإنسانية هناك. وفي المقابل لم تعلق الإمارات على قرار النرويج.
اقرأ/ي أيضًا: الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات: مرتزقة بتمويل إماراتي لمزيد انتهاك اليمن
ويقود التحالف السعودي حربًا ضد الحوثيين في اليمن منذ أذار/مارس 2013، إلا أنّه لم يحرز تقدمًا يذكر، مسببًا شلالًا من الدماء ودمارًا شبه كامل للبلاد، في حين لا يزال الحوثيون المدعومون من إيران، يسيطرون على العاصمة صنعاء، والجزء الأكبر من الشمال اليمني.
اليمن الذي هو بلدٌ فقير أصلًا، دُمّر بشكل شبه كامل، وقتل على إثر الحرب عشرات الآلاف من المدنيين، يتورط في دمائهم بالدرجة الأولى التحالف السعودي، فضلًا عن انتشار المجاعة والأوبئة وعلى رأسها مرض الكوليرا الذي أُصيب به ما لا يقل عن مليون يمني.
وكانت صحيفة "فيردنز غانغ" الناطقة باللغة النرويجية، قد نشرت مقطع فيديو للحوثيين يزعمون فيه أنهم استولوا على "غواصة تجسس أمريكية". وقال الفيديو، إنها عبارة عن مركبة ذاتية التحكم تحت الماء من طراز "ريموس 600" المصنوعة من قبل مجموعة كونغبرغ النرويجية.
ومنذ 2010، بدأت النرويج في تصدير الأسلحة والذخائر والمواد العسكرية للإمارات. وقد صدر قرار وقف بيع المواد العسكرية في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، لكنه لم يُعلن عنه إلا هذا الأسبوع فقط، وفقًا لوزيرة الخارجية النرويجية.
وذكرت وكالة الأنباء النرويجية "إن تي بي"، أن صادرات النرويج من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الأخرى للإمارات، بلغت قيمتها أكثر من 100 مليون كرونة (وهو ما يعادل تسعة ملايين جنيه إسترليني) خلال عام 2016.
من جهتها، وصفت لينا هينغا، من فرع منظمة المساعدات الدولية لإنقاذ الأطفال، في النرويج، قرار الحكومة النرويجية بـ"الخطوة الهامة والصحيحة"، مُؤكدةً أنه "كان يجب القيام بها من قبل".
يمثل القرار النرويجي بوقف تصدير السلاح للإمارات، خطوة أولية على طريق إيقاف التحالف السعودي عند حده لتفاقم جرائمه في اليمن
وأضافت لينا هينغا في بيانٍ لها، أن "القرار الذي اتخذته الحكومة النرويجية يمكن أن يكون مثالًا يحتذى به للدول الأخرى المصدرة للأسلحة لدول التحالف، للتصرف بمسؤولية فى مواجهة الانتهاكات المتكررة للقانون الإنساني الدولي".
يُذكر أنّ الأمم المتحدة، قد أدرجت التحالف السعودي في اليمن، على القائمة السوداء، بسبب انتهاكاته، ومنها قتل الأطفال وهدم المدارس والمستشفيات، وذلك في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
اقرأ/ي أيضًا:
كارثة اليمن الإنسانية.. متى يتحرك الغرب لوقف طيش ابن سلمان؟!
دولة الانتهاكات.. تقرير أممي يفضح تورط الإمارات في أنشطة عسكرية غير مشروعة