ألترا صوت - فريق التحرير
أنجز المترجم السوريّ خالد الجبيلي ترجمة رواية "علاج شوبنهاور" للكاتب والروائي الأمريكيّ إرفين د. يالوم (1931). الرواية التي صدرت للمرّة الأولى سنة 2000، تستعد "منشورات الجمل" لإصدارها باللغة العربية قريبًا، بعد أن سبق وأصدرت للمؤلّف نفسه رواية "عندما بكى نيتشه" بترجمة الجبيلي أيضًا.
تروي "علاج شوبنهاور" حكاية طبيب نفسي يكتشف مصادفةً، أنّه مصابٌ بسرطان الجلد، ليجد نفسه منصرفًا إلى التمعّن فيما حقَّقه في حياته المهنية
في روايته هذه، يكمل إرفين د. يالوم اشتغاله في حقل المعالجة والتحليل النفسي والفلسفي لشخصيَّات الرواية. فبعد أن وضع الفيلسوف الألمانيّ الشهير فريدريك نيتشه بطلًا لروايته السابقة التي دارت حول علاج الأخير من الكآبة، وتحوّلت شيئًا فشيئًا إلى جلسات نقاشٍ وسجالاتٍ فلسفية بين نيتشه وطبيبه؛ يختار من الفيلسوف الألمانيّ آرثر شوبنهاور، المعروف بتشاؤمه وسوداويته وإصابته الدائمة بالكآبة؛ بطلًا لروايته هذه التي تناولت حياته وفلسفته. هكذا، يضعنا إرفين د. يالوم إزاء رواية دسمة من حيث حجمها والأفكار والأحداث التي تناولتها.
تروي "علاج شوبنهاور" حكاية طبيب نفسي يُدعى جوليوس هيرتزفيلد، يكتشف مصادفةً أنّه مصابٌ بسرطان الجلد، ليجد نفسه حينها منصرفًا إلى التمعّن فيما حقَّقه في حياته المهنية، باحثًا عن مرضاه الذي أخفق في علاج حالاتهم النفسية. وهكذا إلى أن يتواصل مع مريضٍ سابق كان قد عالجه من الإدمان الجنسي منذ عشرين عامًا. المريض الذي يُدعى فيليب سلايت، يُخبر الطبيب هيرتزفيلد أنّه تمّكن من علاج إدمانه من خلال فلسفة آرثر شوبنهاور، ومن هنا، تبدأ حياة الأخير بالظهور في الرواية شيئًا فشيئًا.
في حديثه لـ "ألترا صوت"، يقول المترجم خالد الجبيلي أنّ أهمية الرواية تنبع من تناولها لجلسات العلاج النفسي الجماعي، ومجيئها على ذكر مختلف الفلسفات الشرقية، ومنها فلسفة آرثر شوبنهاور.
يضيف: "لهذه الرواية أهمية متميّزة لأنّها تناولت بين دفتيها التحليلات النفسية والفلسفة بأسلوبٍ روائي شيّق ومبسَّط يبتعد عن التعقيد في الصياغة والسرد. ومقارنةً بأعمال إرفين د. يالوم، ولا سيما "عندما بكى نيتشه"، فإن "علاج شوبنهاور" لا تقلّ عنها أهمية، وعن جميع أعماله أيضًا".
ويشير خالد الجبيلي في حديثه إلى أنّ إرفين د. يالوم يعدُّ واحدًا من أهم وأبرز أساتذة علم النفس والتحليل النفسي في الجامعات الأمريكية التي يحتلّ فيها مكانةً مهمة ومرموقة. وما يميّزه عن غيره من الأدباء الأمريكيين هو الطابع الفلسفي والفكري القوي الذي تحمله رواياته.
وفي نهاية حديثه، يقول: "ما دفعني إلى ترجمة هذه الرواية، بالإضافة إلى روايته السابقة، هو أنّها روايات فكرية من الطراز الأوّل، وأرجو أن أتمكّن من إنجاز روايته الثالثة "مشكلة سبينوزا" قريبًا".