لا تنحصر التكنولوجيا الجنسية في بعض الروبوتات والألعاب الجنسية المتداولة. فقد ظهر مؤخرًا موقع Girl on the Net، الذي يقدم ابتكار التكنولوجيا الجنسية الجديد لغولدسميث. وقد أتاح معرض تقنيات الجنس مؤخرًا إمكانية التعرف على تقنيات جديدة ومختلفة تمامًا، في هذا التقرير، المترجم عن الغارديان البريطانية، سنتعرف عليها وأي تجربة جنسية تقدم للبشر.
في كنيسةٍ قديمة في مكانٍ ما جنوبي لندن، تضجع المحاضرة البارزة في علوم الحاسب الآلي، الدكتورة كيت ديفلين، فوق كيس نوم، وتستسلم لعناق الروبوت. ولكنه لا يشبه الروبوت الذي في مخيلتك: فهذا الروبوت بلا وجه، ولا يدين، ولا يحمل أي ملامح جنسية، كتلك الروبوتات الجنسية المنتشرة على وسائل الإعلام. بل هو مجموعة من الأنابيب البلاستيكية القابلة للنفخ في الجزء العلوي من فراش النوم، والذي يلتف من حولك، ويُحدِث نبضات عن طريق الهواء -محدثًا ضغطًا واحتضانًا لأي شخص يمتلك الشجاعة الكافية للاستلقاء فوق هذا الفراش ويجربه. في رأيي، إنه أحد الأمور الأكثر جاذبيةً جنسية، التي قدمتها تكنولوجيا غولدسميث الجنسية.
على الرغم من حداثتها، إلا أن حيل التكنولوجيا الجنسية قد قدمت بالفعل مجموعة من الأفكار التي غيرت جذريًا الطريقة التي نفكر بها في الجنس والتكنولوجيا
على الرغم من أنها السنة الثانية فقط، إلا أن حيل التكنولوجيا الجنسية؛ قد قدمت بالفعل مجموعة من الأفكار التي غيرت جذريًا الطريقة التي نفكر بها في الجنس والتكنولوجيا. تلك المنتجات التي اعتدنا رؤيتها على نطاقٍ واسع في عروض البيع، والتي تُعد تطورًا كبيرًا للألعاب الجنسية -كالهزازات التي تُوصَّل بالإنترنت، والتي تعمل من مسافةٍ بعيدة، أو الروبوتات الجنسية التي هي في الأصل دمىً جنسية مضاف إليها بعض الأدوات. ولكن بالنسبة لحيل التكنولوجيا الجنسية الجديدة، فإن رؤية المشاركين للمستقبل استثنائيةٌ تمامًا، إذ تقدم استكشافًا مختلفًا للمتعة الحسية، وإلقاء نظرة جديدة على كيفية تواصُلنا بشكلٍ وثيق.
اقرأ/ي أيضًا: الابتزاز الجنسي الرقمي..عندما تتحول لحظة حب إلى كابوس حقيقي
لقد كان الروبوت الجنسي الذي اختبرته الدكتورة ديفلين، نتاجًا للأفكار الخيالية لفريق Sense Me - فقد أرادوا صناعة آلة لا تُوحِي بأنها مجرد آلة، بل شيءًا رقيقًا بإمكانه احتواؤك كما لو كان يحتضنك. فتلك الأنابيب الشريطية البلاستيكية القابلة للنفخ التي تلتف حول المستخدم، وتضغط على جسمه، وتُحدِث نبضات، صُممت لتكسبك شعور الراحة والاسترخاء.
بحث فريق SucCUMb فكرة التلامس الكامل للجسم أيضًا، وشجعوا الناس لاستكشاف تفاصيل أجسادهم بنفس الطريقة التي يستكشفون بها تفاصيل شركائهم الحميميين. يتضمن النموذج الأولي الذي قدمه الفريق واقعًا معززًا عن طريق العديد من المحركات الصغيرة التي تُولِد الاهتزازات. إذ يكون المستخدم مستلقيًا على السرير، وناظرًا إلى شاشة في الأعلى، حيث يرى جسمه في بيئة مختلفةٍ تمامًا -تأمل فيلم الجمال الأمريكي للممثلة مينا سوفاري، عندما كانت مستلقية بلا ملابس على سريرٍ مليء ببتلات الورود. فكلما "تساقطت" بتلات الزهور تلك من الشاشة، شعر المستخدم بهزات صغيرة على جسده. ولتعزيز الشعور بأن جسمك ليس بجسمك، فقد جعلوا هذا الروبوت أيضًا يُصدر صوت تنهدات، بالتزامن مع صدور اهتزازات على حلق المستخدم، لجهله يشعر كأن هذه الأصوات صادرة من فمه، ما يمنح المستخدم شعورًا غريبًا بالمتعة التي تقدمها الآلة.
على نفس المنوال فإن فريق العمل اكتشف طُرقًا تُعزز الأصوات خلال ممارسة الجنس. في حين لا توجد قاعدة واضحة وسريعة تخبرنا بما يستمتع به الناس على الأسرة، الكثير منا إذا استطعنا إصدار أصواتٍ بأنفسنا أو سماع الشريك وهو يستمتع بالأمر صوتيًا. كما يصف الفريق الأمر: هل نئن لأننا نحب الأمر أم أننا نحب الأمر لأننا نئن؟ الإجابة هي (قليلٌ من الإثنين).
حتى الآن تحدثنا بشكلٍ كبير عن الجنس المفرد لكن أحد الموضوعات التي دُعِي الفريق لاكتشافها كانت الحميمية، والتي لا تتطلب تفاعلًا جسديًا دائمًا. جذب انتباهي بشكلٍ خاص تطبيق يُسمى( Touch Pairing) والذي يقرن شاشات الهاتف، ويُظهر إيماءات اللمس للهاتف الآخر عبر خطوط ضوئية ملونة. بإمكان الشخص الذي قرن هاتفه معك أن يتتبع إيماءاتك وتتشاركا لمسات الأصابع من مسافة بعيدة.
ركزت فرق أخرى على المشاكل الموجودة حاليًا في عالم الدمى والمنتجات الجنسية: قرر الفريق "سوفتدونجز" مخاطبة مشكلة المعبئات packers، وهي أعضاء ذكرية ناعمة مصنوعة من السليكون ترتديها لتمنح نفسك بروزًا زائدًا. لكن ليس من السهل دائمًا إيجاد المعبئ المناسب لجسمك وأسلوبك. بنى هذا الفريق أداةً تسمح لك بتصميم المعبأ الخاص بك، ثم النظر إليه من جميع الزوايا في بيئةٍ افتراضيةٍ ثم تصنع قالبًا منها عبر طابعةٍ ثلاثية الأبعاد لتشكيل المعبأ الخاص بك من السليكون.
"تجربة الجنس في الواقع الافتراضي" خلقت مجموعة من ألعاب الواقع الافتراضي التي تسمح للمستخدمين بفعل أشياء جنسية في عالم افتراضي. تتنوع هذه الألعاب ابتداءً من النوع المثير للفضول (رؤية قضيب صناعي حر يتحرك إلى أعلى وأسفل على ذراعك الافتراضية في حين يحرك المشغل في العالم الحقيقي أصبعه في نفس الخط، وهي تمثيل جنسي افتراضي لوهم اليد المطاطية) إلى النوع الحسي (علق جهاز التحكم على حزامك وأترك هذا الروبوت الافتراضي يتمتع).
العديد من ألعاب الواقع الافتراضي صارت تسمح للمستخدمين بفعل أشياء جنسية افتراضيًا وتتنوع هذه الألعاب
اقرأ/ي أيضًا: "الميمات" في المغرب .. عالم جنسي سري
من السهل تخيُل الإمكانات التي يتيحها الواقع الافتراضي وذلك بالسماح لنا بعيش خيالات لا يمكننا أن نعيشها في العالم الواقعي. في العالم الافتراضي، يكون لديّ عضو ذكري أُمتع به شريكي الآلي. بنفس القدر أستطيع تغيير جسدي لجعله أصغر أو أكبر أو مختلفًا كليًا في جوانب أخرى. هل حلمت يومًا بممارسة الجنس مع وحش كارتوني ذو مجسات؟ في العالم الافتراضي يمكنك تحقيق هذا الحلم.
استكشفت مشاريع أخرى أشياء مثل إكساب الأشياء جوانب جنسية، أو تشجيع الناس على دفع المال مقابل الأفلام الإباحية، أو كيفية تحسين التواصل في غرفة النوم عبر التعرف على الإيماءات. أفكار العام الماضي شملت كل شيء، ابتداءً من ذيل الطاووس الذي يستجيب للإثارة الجسدية، أو حمالة الصدر التي تكتسب ألوانًا مختلفة بناءً على مدى إثارتك، أو الروبوت الذي يكتب سيناريوهاته الجنسية الخاصة.
كل شيء، الأفكار التي توصل إليها الفريق صنعت في عطلة نهاية الأسبوع، وبالرغم من أن معظم المشاريع لن تُباَع في السوق أبدًا إلا أنها تظهر جميعًا كيف تساعد التقنية في إعادة تخيُل الطريقة التي نتلقى بها المتعة ونمنحها.
لماذا لا تشبه الأشياء التي ابتكروها الألعاب الجنسية التي نراها في السوق اليوم؟، جزئيًا أعتقد أن السبب عائد إلى الاختلاف في المضمون. شركات الألعاب الجنسية (التي تنتج بعض أكثر الألعاب إبداعًا وبعضها كان من رعاة المعرض نفسه) تبحث في كيفية ممارسة الجنس بنفس الشكل لكن بطريقة أفضل. تُصنّع أجهزة هزازة أكثر قوة أو أحزمة استمناء أكثر شدةً إلى أخره. كما أنها مرتبطة بالسوق حيث يقلق المستهلكون من شراء الأشياء التي تبدو مختلفة عن تلك التي اعتادوا استخدامها. لكن معرض تقنيات الجنس هو نافذة للممكنات حين لا تكون مقيدًا بالأفكار التي استهلكناها في الماضي. عندما لا نشاهد (روبوتات جنسية) باعتبارها نساء آلية أو (الألعاب الجنسية) باعتبارها أشياء تحك بها أعضائك الجنسية.
في الوقت الذي تجذب فيه صناعة تقنيات الجنس اهتمامًا متزايدًا، وتأسر فيه قصص الروبوتات والأجهزة المزودة بالإنترنت اللاسلكي خيالات المستهلكين فهناك فرص كبيرة تلوح في الأفق. في حين تتقيد شركات الألعاب الجنسية إلى حدٍّ ما بتوقعات المستهلكين فإن مناسبات مثل معرض تقنيات الجنس يُسلِّط الضوء فيها على مستقبل أكثر إثارة. ليس فقط نسخًا أفضل من الألعاب التي نستخدمها لكن ألعابًا جنسية تسمح لنا بتجربة أقصى حدود المتعة وتمنحنا طرقًا جديدة لاستكشاف المتعة.
اقرأ/ي أيضًا:
إدمان الجنس عبر الإنترنت.. آثار اجتماعية ونفسية تلاحق الفتاة أيضًا
هل المواد الإباحية مضرة؟ إليك أبرز الحقائق والادعاءات حول البورنو