يفتتح في بيروت خلال الشهر الجاري، تحت شعار "خمسة سنوات في خمسة أيام"، فعاليات "مهرجان السينما الروسية في لبنان"، الذي تنظمه شركة إنتاج الأفلام "Buta Films" الروسية، بالتعاون مع المركز الثقافي في بيروت، وذلك تحت رعاية وزارة الخارجية الروسية وسفارتها في لبنان، إضافًة لوزارتي الثقافة والسياحة للبلد المضيف.
"مهرجان السينما الروسية في لبنان" تأكيد على محاولات التسلل الروسي إلى لبنان
وأعلن في الـ11 من الشهر الجاري رسميًا في فندق "فينيسيا" في العاصمة اللبنانية، عبر الشركة الروسية عن تنظيم المهرجان بين الـ24 والـ28 من الشهر الجاري، والذي سيعرض أهم الأفلام الروسية (الطويلة، القصيرة، الوثائقية، والرسوم المتحركة) التي أنتجت خلال السنوات الخمس الفائتة، على أن تستضيف عروض المهرجان صالتي (سينما سيتي، ومتروبوليس أمبير صوفيل).
اقرأ/ي أيضًا: "قوميّ" القاهرة.. السفير الإسرائيلي مرّ من هنا
وبحسب برنامج المهرجان، فإنه من ضمن الأفلام التي سيتم عرضها، يبرز فيلم "ليدكول" الذي تم عرضه منذ فترة قصيرة في روسيا، للمخرج نيكولاي خوميريكي، وفيلم "We Can't Live without Cosmo"، للمخرج "Konstantin Bronzit"، وفيلم الرسوم المتحركة "Listening To Beethoven"، للمخرج " Garri Bardin"، بعد أن سبق وشارك في النسخة الأخيرة لمهرجان "كان" السينمائي.
وتشهد الأوساط الفنية في لبنان مؤخرًا، جدلًا واسعًا، على خلفية منع الأمن العام اللبناني عرض فيلمين، خلال مهرجان بيروت السينمائي، الذي تجري عروضه حاليًا، الأول للسوريين الأخوين ملص، بعد طلبه حذف بعض المشاهد من فيلم "كأس العالم"، أُشير فيهما لتدخل "حزب الله" في سوريا، والثاني فيلم "أمور شخصية" للمخرجة الفلسطينية مها حاج، لحصوله على تمويل من "صندوق الدعم السينمائي الإسرائيلي".
كما أن فيلم "ليالي شارع زايندة" للمخرج الإيراني المعارض محسن مخملباف، كان مهددًا بمنعه من العرض، وهو الذي كان منع في إيران، خلال فترة التسعينيات لنقده للنظام القائم فيها، واختفى يومها في سراديب الأمن الإيراني، قبل أن يعثر مخملباف على نسخة، ويهربها خارجًا ليعيد ترميمها وتصبح النسخة الحالية 63 دقيقة بدلًا عن 100 دقيقة، ولقي الفيلم حفاوًة عالية في مهرجان "البندقية" الأخير، حيث كان عرض الافتتاح لظاهرة الأفلام الكلاسيكية.
بات تأثير "حزب الله" واضحًا على قرارات الأمن العام اللبناني، وتحكّمه بمفاصل الحياة الاجتماعية، رغم مطالبات القائمين على مهرجان بيروت السينمائي، من بينهم مديرة المهرجان، كوليت نوفل، بـ"عدم إقحام الاعتبارات السياسية في الثقافة والفن"، لكن على ما يبدو أن لبنان بدأ يحاول أن يصبح أكثر قربًا من الحكومة الروسية، الداعم الأساسي لنظام بشار الأسد، ومجازره التي يرتكبها يوميًا ضد المدنيين في سوريا.
بات تأثير "حزب الله" واضحًا على قرارات الأمن العام اللبناني، وتحكّمه بمفاصل الحياة الاجتماعية
اقرأ/ي أيضًا: "ضفة ثالثة".. منصة ثقافية في زمن الاستقطابات
نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أعلن في وقت سابق عبر تصريحات صحفية، أن الهدف من المهرجان "تعزيز التعاون مع لبنان وتطوير العلاقات الثقافية بين روسيا وبلدان الشرق الأوسط"، وأن الجمهور اللبناني سيتمكن من التعرف على المنجز السينمائي الروسي، في الـ12 فيلمًا المقرر عرضها.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في فندق "فينيسيا"، قيل أن عروض المهرجان ستكون مجانًا للجميع، إضافة لأن اليوم الختامي سيشهد حفلًا موسيقيًا لفنانين من روسيا، وهو ما يعكس حجم اهتمام الأخيرة في عرض منتجها الثقافي الذي يُحاكي وجهة نظرها، للجمهور اللبناني الذي يشهد انقسامًا حادًا في الرأي حول ما يحصل في سوريا.
ويبقى أن ننوه إلى أن أكثر ما يميز المهرجان أن منع الأمن العام لبعض الأفلام، أو حذف مشاهد منها، لن يكون حاضرًا في المهرجان الروسي، لأن الأفلام المقدمة كانت قد خضعت سابقًا لرقابة الحكومة الروسية، وإلا لما كانت دعمت إقامته في الأساس، كما أنها تبنّت جميع أهدافه التي قالت إنها ستساعد الاستثمارات في المشاريع التجارية مستقبلًا.
اقرأ/ي أيضًا: