توّج ريال مدريد بكأس السوبر الأوروبي، بفوزه على آينتراخت فرانكفورت الألماني بهدفين دون رد، الريال عادل الرقم القياسي الخاص ببرشلونة وميلان، حينما ظفر باللقب للمرّة الخامسة في تاريخه.
حينما تُلعب مواجهة السوبر الأوروبي، تتجه أسهم الترشيحات نحو بطل المسابقة الكبرى، دوري أبطال أوروبا، ويبقى بطل الدوري الأوروبي المرشّح الأقلّ حظًّا من منافسه، فكيف لو كان ممثل المسابقة الكبرى هو ريال مدريد..!
منافس ريال مدريد هو آينتراخت فرانكفورت الذي سجّل حضوره التاريخي ببطولة السوبر إثر ظفره بمسابقة الدوري الأوروبي، النادي الألماني سبق له أن واجه الريال في نهائي دوري الأبطال قبل اثنين وستّين عامًا، وقتها انتصر الريال بسبعة أهداف لثلاثة، في عصر ذهبي للميرينغي رسم لوحته أساطير أمثال بوشكاش ودي استيفانو.
منذ تلك الهزيمة لم يخسر النادي الألماني أمام أي فريق إسباني، في تسع مباريات لعبها آينتراخت فرانكفورت فاز في ستّ وتعادل بثلاث، لكنّ فارق الإمكانيات واضح بين الطرفين، موقعة هلسنكي ستمثّل المباراة الرسمية الأولى للميرينغي هذا الموسم، فيما سبق للألمان خوض الجولة الأولى من الدوري الألماني أمام النادي البافاري، الأخير سحق بطل الدوري الأوروبي في عقر داره بستّة أهداف لهدف.
وفقًا لهذه المعطيات، أي نتيجة غير انتصار الريال، ستمثّل مفاجأة كبرى، الميرينغي يسعى لنيل لقبه الخامس في السوبر الأوروبي، علّه يعادل رصيد برشلونة والميلان في المسابقة، وهما صاحبي الرقم القياسي بخمسة ألقاب لكلّ منهما، فيما يطمح النادي الألماني لكسب اللقب للمرّة الأولى في تاريخه، علمًا أن مدرّب الريال كارلو أنشلوتي سبق وحمل الكأس لوحده كمدرّب في ثلاث مناسبات، اثنتان منها مع الميلان عامي 2003-2007، وواحدة مع ريال مدريد 2014، لو رفع الكأس للمرّة الرابعة فسينفرد بالرقم القياسي، حيث يشاركه غوارديولا بألقابه الثلاثة.
بدأت المباراة بنسق بطيء من الطرفين، رويدًا رويدًا دخل آينتراخت فرانكفورت أجواء اللقاء، فأهدر الياباني كامادا فرصة هدف محقّق، حينما انفرد بالحارس كورتوا وصوّب كرة قويّة، الحارس البلجيكي كان بالموعد على عادته وأنقذ الموقف.
ردّ ريال مدريد بفرصة لا تقلّ خطورة، فينيسوس جونيور صوّب كرة تجاه المرمى، تخطّت الحارس كيفن تراب، لكنّ اللاعب لوكاس سيلفا انتشلها من على خطّ المرمى قبل ولوجها الشباك، ثمّ جرّب فرانكفورت حظّه مرّة أخرى بتسديدة لكناوف أنقذها كورتوا مجدّدًا، ليأتي الدور مجدّدًا على فينيسيوس جونيور من أجل الرد، البرازيلي صوّب كرة قويّة من خارج منطقة الجزاء أبعدها الحارس تراب بصعوبة إلى ركنيّة.
وصلت الكرة من ركنيّة إلى رأس كاسيميرو، والذي هيّأها بدوره لألابا الخالي من الرقابة، النمساوي يسجّل الهدف الأوّل في اللقاء بالدقيقة 38، وهو أوّل نمساوي يفعل ذلك في كأس السوبر، كاد بنزيما أن يزيد من محنة فرانكفورت بهدف ثان، لكنّه أهدر فرصة هدف محقّق، حينما صوّب الكرة جوار المرمى، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم بطل أوروبا بهدف دون رد.
دخل آينتراخت فرانكفورت الشوط الثاني بنوايا هجوميّة واضحة، تسجيل هدف التعديل من خلال الضغط العالي سيمنح الفريق بارقة أمل من أجل الفوز، ومع ذلك كاد فينيسيوس جونيور أن يضيف الهدف الثاني، من تسديدة داخل منطقة الجزاء حرف مسارها كريم بنزيما، ومع ذلك تألّق تراب في التصدّي لها، ثمّ تهادت الكرة لكاسيميرو من خارج منطقة الجزاء، فنفّذ البرازيلي تصويبة قويّة بيسراه ردّتها العارضة.
ما زال آينتراخت يحافظ على آماله في العودة، خصوصًا بعد إهدار الريال لفرصتين محقّقتين، فحاول كناوف بكرة أرضيّة تصدّى لها كورتوا، قبل أن ينهي كريم بنزيما آمال الألمان، بهدف ثان من تمريرة لجونيور، أكملها في منتصف المرمى، هدفٌ أكّد تتويج الريال بالسوبر الأوروبي للمرّة الخامسة في تاريخه، بداية مثالية لبطل أوروبا، في موسم جديد بدأه بلقب، ويسعى لأن يختمه بآخر.
