01-يونيو-2024
ريال مدريد

لقاء مرتقب بين ريال مدريد وبوروسيا دورتموند في نهائي دوري الأبطال

تتجه أنظار مئات الملايين حول العالم إلى ملعب ويمبلي مساء اليوم السبت، والذي تجري فيه موقعة نهائي دوري أبطال أوروبا، بين سيّد المسابقة الأبدي ريال مدريد، وأسود فيستفاليا نادي بوروسيا دورتموند.

هي مباراة تمثّل الختام الرسمي لموسم كرة القدم في أوروبا، وأهم مباراة تخص الأندية على الإطلاق، وتحوي في ثناياها الكثير من التفاصيل والحوافز. ريال مدريد يسعى لزيادة عدد أختامه في صكّ ملكيّته لدوري أبطال أوروبا، من خلال تتويجه باللقب الخامس عشر، فيما يطمح بوروسيا دورتموند لتتويج ثان بالمسابقة، بعد غياب دام 27 عامًا.

فرصة لتعويض جماهير دورتموند

في ختام موسم 2022-2023، تلقّت جماهير دورتموند واحدة من أعنف الضربات في تاريخها، حينما كان فريقها قريبًا للغاية من التتويج بلقب الدوري الألماني، وأعدّت العدّة لكرنفالات احتفالية داخل الملعب وخارجه، لكنّ لاعبي دورتموند فشلوا في تحقيق فوز متوقع على ماينز، تزامن ذلك مع تسجيل بايرن ميونيخ هدف الفوز على كولن بالدقيقة الأخيرة، لتتحول أحلام دورتموند في التتويج ببطولة الدوري الألماني إلى كوابيس، وتصاب جماهير دورتموند بخيبة كبرى، ويتصدّر بكاء لاعبي أسود فيستفاليا وفي مقدّمتهم جود بيلينغهام قبل رحيله للريال المشهد.

أيًا كانت نتيجة موقعة ويمبلي اليوم، فإن تاريخًا جديدًا سيُكتب، وأرقامًا قياسية جديدة ستكون حاضرة في تاريخ المستديرة

على الرغم من هذه الكارثة الكروية، بقي جمهور ملعب سيغنال إيدونا بارك وفيًّا لفريقه، وسلّم الأكثرية منهم بأن الفريق فقد فرصة لن تتكرر طيلة أعوام، وهذا ما حدث، ففي الموسم التالي 2023-2024 لم يكن الفريق منافسًا على بطولة الدوري الألماني، وأوقعته قرعة دوري أبطال أوروبا في مجموعة حديدية مع باريس سان جيرمان وإي سي ميلان ونيوكاسل يونايتد.

بداية دورتموند في دوري الأبطال كانت كما توقعها الكثيرون، تذيّل مجموعته في أول جولتين، قبل أن ينتفض ويحقق 3 انتصارات متتالية، جعلته يضمن العبور لدور الستة عشر، بل أنهى المجموعة متصدرًا لمجموعة الموت، ومن بعد ذلك استمرّ هدير المحركات الألمانية في الأدوار الإقصائية، فتخطى دورتموند كلًا من آيندهوفن الهولندي، وقلب التوقعات حينما أطاح بأتلتيكو مدريد من ربع النهائي، قبل أن يفعلها ويتفوّق على باريس سان جيرمان بفوزه عليه ذهابًا وإيابًا، ليحجز لنفسه مقعدًا في نهائي ويمبلي، في وقت كانت الأضواء تسلّط على منافسيه كونهم المرشحين الأبرز لتخطيه.

فجأة وجد لاعبو بوروسيا دورتموند أنفسهم أمام فرصة مثالية لتعويض جماهيرهم عن خيبة ماينز، ولو فعلوا ذلك فسيكون التعويض بأضعاف مضاعفة، فأحزان خسارة البوندسليغا سيزيلها الفوز بدوري الأبطال، وعن ذلك تحدث المدرب إيدين تيرزيتش: " آخر مباراة لنا في الدوري في الموسم الماضي أصبحت جزءًا من حياتنا وجزءًا من طريقنا نحو النجاح". وأكمل "سأكون صريحًا لا أعتقد أن هذه كانت أجمل مرحلة في حياتي ولكني أعتقد أنها أهم مرحلة لأنها تظهر لك أن بغض النظر عن صعوبتها، عليك أن تنهض وتعيد المحاولة". وقال "في العام الماضي اكتشفنا كيف يمكن أن تكون الأمور صعبة، ولكن هذا لا يهم الآن، حيث إننا في نهائي دوري أبطال أوروبا وهذا هو الجزء الجميل من رياضتنا".

الرقصة الأخيرة

نهائي دوري أبطال أوروبا سيكون الأخير في مسيرة توني كروس الكروية مع الأندية، حيث أعلن النجم الألماني اعتزاله عقب نهاية يورو 2024، مع احتمال أن يكون النهائي هو الأخير للوكا بقميص الريال، فلو لم يجدد النادي الملكي عقده فسيعتزل الكرة عقب يورو 2024 أيضًا.

نهائي دوري أبطال أوروبا سيمثّل الرقصة الأخيرة أيضًا لماركو رويس قائد بوروسيا دورتموند، اللاعب الذي ارتبط بالنحس أكثر من غيره، فشل في مسيرته مع دورتموند في الفوز ببطولة الدوري الألماني، منذ أن انضم للفريق موسم 2012-2013، وفي أول مواسمه مع أسود فيستفاليا لعب نهائي دوري الأبطال وخسر المباراة أمام بايرن ميونيخ، لذلك تبدو هذه المواجهة هي أهم مباراة في تاريخ ماركو رويس، والذي حرمته الإصابة من المشاركة مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 2014، فلم يكن من اللاعبين الذين فازوا بالمونديال.

نهائي الأرقام القياسية

يعيش ريال مدريد أزهى فتراته محليًا وقاريًا، فنحن أمام جيل استثنائي سيتذكره عشاق كرة القدم لعقود قادمة.

مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي هو أكثر مدرب فاز بذات الأذنين الطويلتين بالتاريخ، فعلها 4 مرات، ويطمح لتعزيز رقمه القياسي بالفوز باللقب الخامس.

لو فاز ريال مدريد باللقب، فسيدخل 3 لاعبين التاريخ من أوسع أبوابه، وهم توني كروس ولوكا مودريتش وناتشو، فكلّ منهم حقق دوري الأبطال 5 مرات في تاريخه، والفوز على دورتموند يمنحهم البطولة السادسة، وسيصبحون بالاشتراك مع باكو خينتو أكثر من فاز بدوري الأبطال عبر التاريخ.

لو فاز ريال مدريد على دورتموند، سيتوج ببطولته الـ15 في دوري الأبطال، وسيختم بها النظام الحالي لمسابقة دوري الأبطال، وسيؤكد نجاحه الذي لا يتفوّق عليه به أحد في المباريات النهائية لدوري الأبطال، فمنذ خسارته أمام ليفربول في نهائي موسم 1980-1981، لم يخسر ريال مدريد أي مباراة نهائية، حيث لعب 8 مباريات نهائية، وانتصر بها جميعًا، وكانت على الترتيب أمام يوفنتوس وفالنسيا وبايرليفركوزن وأتلتيكو مدريد مرتين ويوفنتوس مرة أخرى وليفربول مرتين.

أيًا كانت نتيجة موقعة ويمبلي اليوم، فإن تاريخًا جديدًا سيُكتب، وأرقامًا قياسية جديدة ستكون حاضرة في تاريخ المستديرة، فلمن ستكون الغلبة اليوم، هل سينال ريال مدريد اللقب الـ15، أم سيرفع دورتموند الكأس للمرة الثانية في تاريخه؟