أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا"، حديثًا، العددين 64 – 65 من مجلة "سياسات عربية"، وهي دورية علمية محكمة تُعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتصدر كل شهرين.
اشتمل العددان على 7 دراسات تناولت مواضيع مختلفة تنوعت بين تعريف الفلسطيني والصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقضاء الدستوري في الأنظمة السلطوية، والقانون الدولي للمياه، والثقافة السياسية في البلدان العربية، والشعبوية في السياسة الأميركية، والسياسات الاقتصادية تجاه المستوطنات الإسرائيلية، ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وتناول كل من ياسر العموري ومي بركات في الدراسة الأولى "إعادة تعريف الفلسطيني وفقًا لتشريعات دولة فلسطين وإشكالية المساس بالصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية"، الإشكالية المركبة التي تطرحها التشريعات الصادرة عن دولة فلسطين فيما يتعلق بإعادة تعريف الفلسطيني، لكونها تقدم مفهومًا مختلفًا ومجتزأ للفلسطيني الذي حسمته مواثيق منظمة التحرير الفلسطينية.
تناولت دراسات العدد المزدوج 64 – 65 من "سياسات عربية" مواضيع مختلفة تمحورت غالبيتها حول فلسطين
وأعاد رشاد توام وعاصم خليل في دراستهما "الوظيفة المزدوجة للقضاء الدستوري في الأنظمة السلطوية والتجربة الفلسطينية"، إثارة سؤال قديم/جديد: ما الذي يدفع نظامًا سلطويًا، أو بالأحرى قيادته، يفصّل التشريع على مقاسه، وينتهكه إذا شاء، ويستبد بالسلطات ويجمع بينها إذا شاء، إلى أن يدعم وجود قضاء يبدو مستقلًا "شكلانيًا"، ويسمح له بمناكفته بالحد من سلطاته والتضييق عليه في مصالحه؟ وقد اتخذا من الحالة الفلسطينية حالة دراسية.
وتحت عنوان "القانون الدولي للمياه والاتفاقات الدولية والنزاع في حوض النيل الشرقي"، تناقش سحر فريد يوسف استخدام الدول لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية في أوقات النزاعات لدعم حججها القانونية، خاصةً في حالة مصر وإثيوبيا وتلخص المواد ذات الصلة من الاتفاقية، وتناقش المعاهدات التاريخية محل النزاع التي تولت تخصيص الحقوق في مياه نهر النيل على مدى القرن العشرين، إضافةً إلى استخدام مصر وإثيوبيا مبادئ القانون الدولي للمياه لدعم موقفهما القانوني في سياق نزاعهما.
ويبحث إبراهيم المرشيد والحسين شكراني وإبراهيم منصوري في دراستهم "نحو بناء مؤشر إحصائي لقياس الثقافة السياسية في البلدان العربية: أي منهجية في حقل العلوم السياسية؟"، في إشكالية بناء مؤشر إحصائي لقياس مستوى الثقافة السياسية في البلدان العربية. خلصت الدراسة إلى نتيجة رأى الباحثون أنها مشجعة في سياق يتسم بضعف المستوى التعليمي وتمركز الساكنة في الأرياف.
ويقدّم فيصل مخيط أبو صليب في دراسته "الشعبوية في السياسة الأميركية: حالة إدارة الرئيس دونالد ترامب (2017 – 2021)"، دراسة في ظاهرة الشعبوية في السياسة الأميركية من خلال التركيز على حالة شعبوية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتحديد أهم مظاهر الشعبوية في خطابه، وتحليل أهم العوامل التي ساهمت في صعود الشعبوية في الولايات المتحدة، إضافةً إلى رصد الجذور التاريخية لظهورها أميركيًا.
وفي سادس دراسات المجلة "السياسات الاقتصادية تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967"، سعى امطانس شحادة وإيناس خطيب إلى دراسة سياسات الحكومات الإسرائيلية الاقتصادية تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ضمن منظومة الاستعمار الاستيطاني، ودورها في تعزيز الاستيطان وتوسيعه بهدف السيطرة على أوسع مساحة من الضفة الغربية، منذ هيمنة اليمين على السلطة في إسرائيل مع عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة منذ 2009 إلى الآن.
ويحاول نزار أيوب في دراسته "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القانون والممارسة"، استكشاف أبرز معالم نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" الإسرائيلي في فلسطين في القانون والممارسة منذ إقدام الصهيونية بوصفها مشروع استعمار إستيطاني إحلالي، على التهجير الجمعي للفلسطينيين في عام 1948، للحفاظ على أغلبية يهودية مهيمنة ومسيطرة على فلسطين.
وتضمن العدد المزدوج الـ64-65 في باب "دراسات مترجمة"، دراسة لأستاذة العلوم السياسية في جامعة نيويورك كانشان شاندرا بعنوان "ما الهوية الإثنية؟ وما أهميتها"، نقلها إلى العربية عبد الكريم أمنكاي، وتقدّم تعريفًا يغطي تصنيف الهويات الإثنية المتعارف عليها في علم السياسة المقارنة.
أما باب "التوثيق"، فقد اشتمل على تقرير يوثق أبرز محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربي في المدة بين 1 تموز/يوليو وحتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ووثائق سياسية ذات صلة بالتحول الديمقراطي في الوطن العربي، وذلك إضافةً إلى تقرير يوثق لأهم الوقائع الفلسطينية والأحداث المرتبطة بالصراع العربي – الإسرائيلي خلال المدة المذكورة.
وفي باب "مراجعات كتب"، قدّم عبد الوهاب الأفندي مراجعة لكتاب المفكر العربي عزمي بشارة "الانتقال الديمقراطي وإشكالياته: دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة"، فيما قدّم هوكر طاهر توفيق مراجعة لكتاب "الحركة القومية الكردية: نشأتها وتطورها"، لوديع جودة.