للمرة الأولى منذ عام 2008، وصل فريقان إنجليزيان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث حقق كل من ليفربول وتوتنهام ما يشبه الإعجاز الكروي في الدور نصف نهائي، فرجع الأول من خسارة أمام برشلونة في الكامب نو بثلاثة أهداف نظيفة، ليفوز في الإياب برباعية نظيفة أبهرت العالم.
للمرة الأولى منذ عام 2008 وصل فريقان إنجليزيان إلى نهائي دوري الأبطال، إذ حقق ليفربول وتوتنهام إعجازًا كرويًا في نصف النهائي
والثاني، أي توتنهام، خسر مباراة الذهاب على أرضه بهدف وحيد أمام أياكس أمستردام الذي مثّل مفاجأة البطولة، وتأخر إيابًا بهدفين في الشوط الأول، قبل أن يعود ويسجّل ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، وسط دهشة جماهير ملعب يوهان كرويف في أمستردام، والتي شعرت بأن اللقمة أُخذت من فمها.
اقرأ/ي أيضًا: تألق إنجليزي في بطولات كرة القدم الأوروبية.. فهل ستعود الألقاب؟
وشهد دوري أبطال أوروبا هذا العام، الكثير من المباريات المثيرة واللحظات الجنونية. ورأى بعض النقاد أن هذه هي أكثر النسخ إثارةً في تاريخ المسابقة. والمفارقة أن الفريقين الذي سيلعبان المباراة النهائية، كانا قريبين جدًا من الخروج من الدور الأول، واحتاجوا إلى الحظ لعبور دوري المجموعات.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن تشيلسي وأرسنال وصلا إلى نهائي الدوري الأوروبي، وبالتالي فإنها المرة الأولى في التاريخ التي يصل فيها أربع فرق من نفس الدولة، إلى نهائي البطولات الأوروبية، الأمر الذي يعكس الطفرة الكبيرة التي تعيشها الكرة الإنجليزية في الفترة الأخيرة.
سنة الريمونتادا بامتياز في دوري الأبطال
"ريمونتادا"، هي كلمة إسبانية تعني العودة أو الرجوع. وشهدت هذه النسخة من دوري الأبطال، أعلى عدد من الريمونتادا على الإطلاق. وترافقت هذه المباريات مع أحداث مثيرة ومفارقات وأرقام طريفة وغريبة.
في مباراة ليفربول وبرشلونة في الأنفيلد، خرج روبرتسون مصابًا بين الشوطين، وحلّ مكانه اللاعب فيجنالدوم، فشاءت الأقدار أن تكون الضرة نافعة، ليسجل اللاعب هدفين في الدقيقتين 52 و54. والغريب أن ليفربول كان قد سجل في نفس الدقيقتين في الريومنتادا الشهيرة ضد ميلان في نهائي 2005 بإسطنبول.
كما سجل المهاجم أوريجي هدفين في المباراة، علمًا بأنه بقي حبيس مقاعد البدلاء طوال السنة، حتى أصيب فيرمينو ليأخذ أوريجي مكانه، ويكون بطل المباراة.
والطريف أن أوريجي يرتدي القميص 27، وهو نفس الرقم الذي يلبسه لاعب توتنهام البرازيلي لوكاس مورا، الذي سجل هاتريك ضد أياكس، ليكون بطل الريمونتادا، علمًا بأن لوكاس مورا لعب أساسيًا بسبب إصابة مهاجم الفريق هاري كاين!
وكان أياكس قد حقق الريومنتادا مرتين في هذه المسابقة: الأولى في ثمن النهائي بعدما خسر 2-1 أمام ريال مدريد في الذهاب، وبدا أن الفريق الملكي قد وضع قدمًا ونصف في ربع النهائي، لكن الفريق الهولندي قدم مباراة رائعة في الإياب، ونجح في الفوز بـ4-1 في السانتياغو برنابيو، ليخرج حامل لقب النسخات الثلاث الأخيرة من الباب الضيق.
ثم حقق أياكس ريمونتادا أخرى في ربع النهائي، بعد أن تعادل على أرضه 1-1 مع يوفنتوس، وتأخر في الإياب بهدف، قبل أن يعود ويسجل هدفين ويخطف بطاقة التأهل من قلب إيطاليا. يبدو أن أياكس يلعب خارج ملعبه بصورة أفضل!
وفي واحدة من أبرز المباريات، نجح مانشستر يونايتيد في تحويل خسارته بنتيجة 2-0 على أرضه أمام باريس سان جرمان، إلى فوز تاريخي 3-1 في البارك دي برنس، ليصبح أول فريق في تاريخ البطولة ينجح في العودة من الخسارة بفارق هدفين أو أكثر على أرضه، ويعود ويتأهل في مباراة الإياب.
سنة أولى VAR.. كيف أثرت على مجريات البطولة
استخدمت تقنية الفار (VAR) للمرة الأولى في النسخة الحالية لدوري الأبطال، ابتداءً من دور الثمن النهائي، مع العلم بأن الأخطاء التحكيمية كانت السمة الأساسية في السنوات الأخيرة. واعتبرت كثير من الجماهير أن فرقها تعرضت لظلم تحكيمي، وخرجت على إثرها من البطولة. وكان للفار دور حاسم في تحديد نتائج بعض المباريات، وبالتالي تحديد مصير بعض الفرق.
في الثواني الأخيرة من مباراة الإياب بين مانشستر يونايتيد وباريس سان جرمان، عاد الحكم السلوفيني دامير سكومينا لتقنية الفيديو، ومنح ضربة جزاء قاتلة سجلها ماركوس راشفورد منح بها فريقه التأهل، في الوقت الذي كانت الجماهير الباريسية تنتظر صافرة النهاية لتحتفل بالتأهل.
وفي واحدة من أكثر المباريات إثارة في السنوات الأخيرة، والتي كان الفار حاسمًا في تحديد نتيجتها، نجح توتنهام بالتأهل على حساب مانشستر سيتي بالرغم من الخسارة أمامه إيابًا 3-4.
شهدت المباراة أحداثًا مثيرة وتاريخية، فعند الدقيقة العاشرة كانت النتيجة تشير إلى التعادل 2-2، وهي أسرع أربعة أهداف تسجل في تاريخ المسابقة.
وسجل لورينتي هدف التأهل لفريقه في الدقيقة 73، وسط اعتراض لاعبي السيتي الذين احتجوا بوجود لمسة يد، فعاد الحكم التركي جنيد شاكير للفار، وشاهد اللقطة أكثر من ست مرات، قبل أن يحكم بصحة الهدف، الذي أثار بلبلة كبيرة في الصحافة الإنجليزية والعالمية.
شهد دوري الأبطال 2019، أعلى عدد من الريمونتادا على الإطلاق، في مباريات ترافقت مع أحداث مثيرة ومفارقات طريفة وغريبة
ولم تنته إثارة المباراة هنا، بل خبأت جل أسرارها حتى الثواني الأخيرة، حيث سجل رحيم سترلنغ هدف التأهل القاتل في الثواني الأخيرة، وهو هدف احتفل به غوارديولا بشكل جنوني، قبل أن يعود الحكم ويلغيه بسبب التسلل!
أرقام قياسية سجلت في دوري أبطال أوروبا 2019
- ميسي يحرز هدفه الـ22 ضد الفرق الإنجليزية، أكثر من أي لاعب آخر.
- مانشستر يونايتد يصبح أول فريق في تاريخ البطولة يتأهل بعد خسارته بفارق هدفين على أرضه، وهو أمر لم يحصل في السابق للفريق.
- لم يسدد مانشستر يونايتيد أي تسديدة على المرمى في مباراة الذهاب ضد برشلونة.
- فاز مانشستر سيتي على شالكه 10-2 بمجموع المبارتين، وهو أكبر فوز تاريخي لفريق إنجليزي في البطولة.
- بعد خسارته أمام ليون في دور المجموعات، أصبح غوارديولا أول مدرب لفريق إنجليزي يخسر أربع مباريات متتالية في البطولة.
- وصول أربع فرق من نفس البلد لنهائي مسابقتين أوروبيتين، وهو أمر لم يحصل من قبل.
اقرأ/ي أيضًا:
توتنهام يحقّق أحدث معجزات كرة القدم.. نهائي إنجليزي خالص في دوري الأبطال
ليفربول يصنع معجزة الموسم.. وميسي يمشي وحيدًا خارج دوري الأبطال