رفعت شركة إكس X (تويتر سابقًا)، لصاحبها الملياردير إيلون ماسك، دعوى قضائية بحق ولاية كاليفورنيا الأمريكية للطعن في دستورية أحد قوانين الولاية، الذي يضع متطلبات جديدة للشفافية تسري على شركات التواصل الاجتماعي، على أن تتضمن تحديد الوسائل التي تتبعها تلك الشركات لضبط ومراقبة المعلومات المضللة وخطابات الكراهية والتطرف.
هذا القانون يأتي بتأييد من جماعات الحقوق المدنية، مثل مركز مكافحة الكراهية الرقمية وجماعة مكافحة التشهير، التي رصدت زيادة ملحوظة في خطاب الكراهية الموجه نحو فئات معينة من المجتمع
وأشار بيان صادر عن منصة إكس للتواصل الاجتماعي إلى أن هذا القانون- المعروف باسم مشروع قانون الجمعية رقم 587- يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق حرية التعبير بمقتضى التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الأمريكية، ودستور ولاية كاليفورنيا. وتقدمت شركة إكس بشكوى إلى المحكمة الفيدرالية في مدينة ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا، وجاء فيها إنّ "الغرض الحقيقي" لهذا القانون هو تسليط الضغوط على شركات التواصل الاجتماعي لإزالة المحتوى الذي ترفضه الولاية.
وتقول الشركة في معرض شكواها إنّ الولاية، بتصرفها هذا، تجبر الشركات على تبني وجهات نظرها فيما يخص القضايا المشحونة سياسيًا، وهذا الأمر بحد ذاته "ضربٌ من ضروب التعبير بالإكراه".
وكان إيلون ماسك، الذي يصف نفسه بأنه من أنصار حرية التعبير، قد اشترى في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي موقع تويتر سابقًا مقابل 44 مليار دولا أمريكي، وهو إلى ذلك يملك أيضًا شركة السيارات الكهربائية تسلا، وشركة سبيس إكس (SpaceX) المختصة بمجال استكشاف الفضاء.
وحسبما يبدو فإنّ هذا القانون يأتي بتأييد من جماعات الحقوق المدنية، مثل مركز مكافحة الكراهية الرقمية وجماعة مكافحة التشهير، التي رصدت زيادة ملحوظة في خطاب الكراهية الموجه نحو فئات معينة من المجتمع، مثل اليهود والسود وغيرهم، منذ استحواذ ماسك على المنصة.
وعلى العموم يقتضي مشروع قانون الجمعية رقم 587 أن تصدر منصات التواصل الاجتماعي الكبرى تقارير نصف سنوية تستعرض إجراءاتها المتبعة لمراقبة المحتوى، فضلًا عن توفير بيانات بأعداد المنشورات غير اللائقة وطريقة التعامل معها. ويشترط القانون على الشركات أيضًا تقديم نسخ من شروط الخدمة لديها، وهو إلى ذلك يتضمن غرامات قدرها 15000 دولار أمريكي لكل انتهاكٍ يوميًا إن امتنعت الشركات عن الامتثال لهذه الشروط.
وكان جافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا من الحزب الديمقراطي، قد وقع على هذا القانون في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وقال حينها إنّ الولاية لن تغض الطرف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث الكراهية والمعلومات المضللة.
سرّح ماسك آلاف الموظفين عقب شراء تويتر، وهو الآن يلقي باللائمة على منتقديه، وفي مقدمتهم جماعة مكافحة التشهير، ويحملهم مسؤولية انخفاض أرباح الإعلانات في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 60% تقريبًا
ومن المعروف أن ماسك قد سرّح آلاف الموظفين عقب شراء تويتر، وهو الآن يلقي باللائمة على منتقديه، وفي مقدمتهم جماعة مكافحة التشهير، ويحملهم مسؤولية انخفاض أرباح الإعلانات في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 60% تقريبًا.
وفي هذا الصدد يقول إي. جي. براون، الذي كان رئيس قسم سلامة العلامة التجارية في شركة X، إنّ التغييرات الأخيرة في سياسة المنصة حدّت من ظهور المنشورات غير اللائقة عوضًا عن إزالتها، وبذلك يتعذر إقناع المعلنين بأن المنصة مكان آمن لهم.