15-سبتمبر-2024
الاحتلال الإسرائيلي

تصاعد الدخان بفعل صاروخ الحوثيين وسط الأراضي المحتلة

أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن "أنصار الله"، اليوم الأحد، قصفها مدينة تل أبيب وسط إسرائيل بصاروخ باليستي، متوعدة الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من "الضربات والعمليات النوعية القادمة".

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال إن "القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية نوعية، استهدفت من خلالها هدفًا عسكريًا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا في فلسطين المحتلة"، وأضاف أن الاستهداف تم "بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له، وقطع مسافة تقدر 2040 كيلومترًا في غضون 11 دقيقة ونصف دقيقة".

ونوّه يحيى سريع إلى أن العملية تأتي في إطار "المرحلة الخامسة"، التي سبق أن أعلن الحوثيون إطلاقها ضمن عمليات بدأتها الجماعة في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، ردًا على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.

الصاروخ الحوثي سبب الذعر في أوساط المستوطنين، فأصيب 9 مستوطنين أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ، كما أجبر مئات الآلاف وسط "إسرائيل" على الدخول إلى الملاجئ

وأكد سريع أن العملية جاءت "تتويجًا لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهودًا جبارة في تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها مع العدو الصهيوني، وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز كافة العوائق والمنظومات الاعتراضية في البر والبحر منها الأميركية والإسرائيلية وغير ذلك".

وأخطر سريع قوات الاحتلال بضرورة توقعها للمزيد من "الضربات والعمليات النوعية القادمة" مضيفًا أن "عوائق الجغرافيا والعدوان الأميركي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي" لن تمنع اليمن من تحقيق ذلك.

ردود فعل إسرائيلية غاضبة

صباح اليوم الأحد، أعلن جيش الاحتلال بأن صاروخًا أطلق من اليمن، وسقط في منطقة مفتوحة دون إصابات، حيث كانت الأضرار مادية فقط وفق زعمه، حيث تسبب بحرائق في مناطق حرجية، وأضرار مادية في محطة قطارات رئيسية قرب مستوطنة "موديعين" وسط إسرائيل.

المتحدث باسم جيش الاحتلال قال إن أصوات الانفجارات التي تم سماعها بعدة مناطق نتجت عن الصواريخ الاعتراضية، والتي لم تنجح في التصدي للصاروخ، والذي حسب وكالة رويتزر فإنه الأول من نوعه، إذ لم يسبق للصواريخ الحوثية أن اخترقت عمق المجال الجوي الإسرائيلي، والصاروخ الوحيد الذي أصاب الأراضي الإسرائيلية سقط في منطقة مفتوحة بالقرب من ميناء إيلات على البحر الأحمر في آذار/مارس الفائت.

الصاروخ الحوثي سبب الذعر في أوساط المستوطنين، حيث أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 9 مستوطنين أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ، فيما أكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الصاروخ اليمني أجبر مئات الآلاف وسط إسرائيل على الدخول إلى الملاجئ للمرة الأولى منذ أشهر.

فشل الاحتلال الإسرائيلي في اعتراض الصاروخ اليمني سبّب غضبًا كبيرًا في "إسرائيل" حيث قال رئيس حزب العمل، يائير غولان، إن الإسرائيليين تلقوا هذا الصباح تذكيرًا بالفشل المستمر لحكومة اليمين، وأضاف يائير غولان: "بدلًا من إغلاق جبهات القتال، تجرّنا حكومة الصفر إلى حرب وصراع داخلي إلى الأبد"، ودعا غولان لمواصلة الضغط الشعبي من أجل إسقاط حكومة نتنياهو: "الضغط الشعبي الذي لا هوادة فيه هو الذي سيسقط الحكومة، وعلينا أن نتظاهر كل يوم".

جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم في تحقيقه الأولي أن صاروخ الحوثيين تحطم بالجو، وأشار إلى أنه جرت عدة محاولات اعتراض من منظومتي حيتس والقبة الحديدية وما زالت نتائجها قيد المراجعة.

فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى فشل أقمار التجسس في رصد الصاروخ، حيث أفاد موقع "والا" العبري أن أقمار التجسس الإسرائيلية والأميركية التي يفترض أن تتعقب مواقع الإطلاق المحتملة باليمن فشلت في رصد الصاروخ، حيث "كان يفترض أن تلتقط الأقمار الصناعية الأميركية الحرارة الكبيرة الناتجة عن محرك الصاروخ وأن يبلغ الجيش الإسرائيلي بذلك".

وواصل موقع "والا" العبري استعراض فشل الاحتلال في رصد الصاروخ: "كان يفترض أن ترصد رادارات سفن البحرية الأميركية والإسرائيلية بالبحر الأحمر الصاروخ وهو في طريقه إلى إسرائيل، وكان يفترض رصد الصاروخ من قبل رادار إكس البعيد المدى في النقب الذي يشغله جنود أميركيون أو رادار نظام آرو".

وفي أبرز الردود الرسمية على ضربة الحوثيين، توعّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الحوثيين، وقال: "على الحوثيين أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمنا باهظا لكل محاولة للمساس بإسرائيل"، وصرّح نتنياهو بأن الوضع الحالي في شمال "إسرائيل" لن يستمر، والحكومة ستفعل كل ما يجب لإعادة السكان إلى "منازلهم".