عادة ما تمر المعارض الفنية في عالمنا دون صخب كبير، وإن أثارت جدلًا في مناسبات قليلة، فلأسباب فنية عادة. لكن معرضًا هذه الأيام في برلين، أطلق عليه "معرض الشهداء" تسبب في موجة غضب واستياء واسعة وردود فعل مختلفة بعد تضمنه صورًا لإرهابيين. في هذا المقال، المترجم عن الغارديان البريطانية، تفاصيل الأمر.
تسببت منصة فنية في برلين مخصصة لـ"الشهداء" بموجة غضب كبيرة بسبب عرضها لصورة أحد الجهاديين المشاركين في هجمات باريس إلى جانب أمثال مارتن لوثر كينج وسقراط. ووصفت السفارة الفرنسية هذا العرض بأنه "صادم بشدة". وتعرض هذه المنصة، التي سميت "متحف الشهداء" والتي أعدتها مجموعة فنية دنماركية، صورًا لعشرين شخصًا على مر التاريخ "ماتوا بسبب قناعاتهم" إلى جانب سير ذاتية قصيرة لهم.
أشعل معرض فني أطلق عليه "متحف الشهداء" في برلين موجات هائلة من الغضب في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل بعد تضمنه صورًا لمرتكبي عمليات إرهابية
ويضم المعرض صورة للجهادي الفرنسي إسماعيل عمر مصطفى، وهو واحد من ثلاثة مسلحين وانتحاريين اقتحموا قاعة حفلات باتكلان في باريس في 2015 وقتلوا 90 شخصًا. وتظهر في منصة العرض، إلى جانب صورته، تذكرة دخول إلى باتكلان.
اقرأ/ي أيضًا: مركز آرت هير.. ملتقى لدعم فناني سوريا في تركيا
وعلى نفس الجدار الذي يعرض صورة رمز حركة الحقوق المدنية الأمريكية مارتن لوثر كينج والفيلسوف الإغريقي سقراط، نجد صورة محمد عطا، أحد الطيارين الذين صدموا طائرة الركاب في واحد من برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
افتُتح هذا العرض، الذي يدوم أسبوعًا والذي أقامته مجموعة فنية تسمى "العين الأخرى للنمر"، يوم الأربعاء الماضي في مركز كونستكارتير بيثانيان الفني. وأشعل هذا المعرض موجات هائلة من الغضب في وسائل الإعلام الألمانية والفرنسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد عبرت السفارة الفرنسية في برلين عن "ذعرها" ووصفت القرار بضم صور المهاجمين إلى المعرض بأنه "صادم بشدة". وقالت السفارة في تصريحها "على الرغم من أننا نضع في الاعتبار التزامنا بحرية التعبير الفني، فإننا ندين الخلط هنا بين الشهادة والإرهاب إدانةً شديدة".
دافعت المجموعة الفنية عن المعرض قائلة إنها تدين أي نوع من العنف وأن المعرض قصد إبراز النظرة الواسعة لتعبير "شهيد"
لكن المجموعة الفنية دافعت عن المعرض قائلة إنها تدين أي نوع من العنف أو الإرهاب، وأن المعرض قصد إبراز النظرة الواسعة لتعبير "شهيد".
اقرأ/ي أيضًا: أفريقيا في تمرين فني
قالت المجموعة في تصريح لها: "كل الشهداء في هذا العمل الفني اعتُبروا شهداء إما من قِبل دولة أو دين أو منظمة. لم يطلق الفنانون على أي منهم هذا المصطلح". ونفت إدارة قاعة مدينة برلين أي ارتباط لها بالمشروع وقالت في تصريح لها إنها "لا تدعمه"، ولم تقدم أي دعم مالي له.
وقد أثارت نسخة مبكرة من "معرض الشهداء" في كوبنهاغن في 2016 جدلًا واسعًا أيضًا، حيث قدم النقاد شكاوى لدى الشرطة متهمين الفنانين بـ "تشجيع الإرهاب".
اقرأ/ي أيضًا: