ألترا صوت – فريق التحرير
صدر حديثًا عن "دار المدى" العراقية كتاب "أنطولوجيا الشعر الأفغاني الحديث"، الذي أعدته وترجمته الشاعرة العراقية مريم العطار، ليصبح الكتاب الرابع في رصيدها على صعيد الترجمة والإعداد حيث قامت في السنوات الماضية بترجمة كتاب "أنطولوجيا الشعر الفارسي الحديث" 2016، و"الأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة الإيرانية المعاصرة فروغ فرخزاد" 2017، ورواية "مرة أخرى.. المدينة التي أحب" 2021 للروائي الإيراني نادر ابراهيمي.
الشعراء الأفغان الذي صدرت ترجمة قصائدهم في أنطولوجيا شعرية جديدة هم شعراء شباب وجَدوا في ميادين الحرب وخنادق التعصب بذرة المحبة
ما قاد العطار لترجمة هذه النصوص من الشعر الأفغاني، وهو الأول من نوعه في مسيرتها الإبداعية في عالم الترجمة هو: التشابه. وفي هذا الصدد تقول لـ"ألترا صوت": "شعرت أن ثمّة تشابهًا كبيرًا بيني وبين هذا النوع من الشعر؛ الشعر القادم من مناطق مظلمة وباردة لا يصلها الضوء، شعر يأتي من الهامش والفقر والحروب، شعر محوره في الأساس الإنسان، الإنسان الذي رغم كل هذا الفيض من المعاناة استطاع أن يواصل عملية الكتابة والخلق والإبداع".
اقرأ/ي أيضًا: مكتبة مريم العطّار
وتضيف صاحبة ديوان "وأد": ما بين القراءة والترجمة وجدتُ أنَّ للشعر الأفغانيّ الحديث صوتًا جديدًا مغايرًا، ونظرًا لما يحتويه هذا الأدب من قيمٍ جَمالية وفنية وعلى مستوى رفيع وعالٍ قررت أن أضعه بكل أمانة بين يدي القارئ العربي".
وفي وصف الشعراء الأفغان الذين ذكرت نصوصهم في الكتاب تقول العطار: "شعراء شباب وجَدوا في ميادين الحرب وخنادق التعصب بذرة المحبة، تحدوا كل الصعوبات التي تواجههم، لهم لغة تسمعها الإنسانية، ينتقدون الواقع بكلَّ شاعريةٍ وجرأة، كتبوا ونشروا منجزاتهم في الدول المجاورة، همهم الوحيد حريةُ التعبير، والشعورُ بالآخر. اطلعت على آثارهم من خلال التواصل مع شعراء ومحبينَ للحرف".
أما عن خصائص هؤلاء الشعراء فتقول صاحبة ديوان "شتائم مجانية": الشعراء في هذا الجيل لم تُثنهم الرقابةُ عن تحقيق أهدافهم ولدى متابعتهم؛ يجد القارئ طرحًا لمواضيع حساسة يرتسمُ جليًا في كنه أعمالهم، هؤلاء كتبوا في عدة مجالات وأصابوا قَصَبَ السبق فيها، نجد نقد الواقع محورًا أساسيًا. في نصوصهم النقد موجّه إلى السياسيين أصحاب القرار، وفي الوقت ذاته تكتشف أن الذي يكتبونه مفعم بطعم مرارة الحروب، عشاق لا يتوهمون، وواقعيون في سرد يومياتهم الحزينة. في الشعر الحديث تلتمس حرية التعبير في الكتابة عن المحظورات والممنوعات".
وفي حديثها عن أهم المعوقات التي تواجه الشاعر الافغاني تقول العطار: "الشعر الأفغاني الحديث يواجه صعوبات عديدة، أبرزها عدم وجود مؤسسات لحماية المنابع والآثار الأدبية للأديب الأفغاني، وأيضًا مشاكل مادية تخص الطبع، إذ أنَّ أغلب الشعراء الأفغان يطبعون آثارهم في الدول الأخرى".
من الكتاب
فضلاتٌ عاطفيةٌ لإنسان متحضر
عاصف حسيني
أقراطُكِ فراشاتٌ ميتةٌ
لماذا تبحثينَ عن عبّادِ شمسٍ بلاستيكي؟
السعادةُ فوقَ أظافركِ
بنفسجي
أحمر
أزرق
امسحي وراءَ جفنيكِ حلمَ طيرِ السنونو
هذا العالمُ أقصرُ ممّا تتصورينَ.
مستنقعٌ
زهراء زاهدي
المدينةُ هادئةٌ
حياتُنا هادئةٌ
البيتُ هادئٌ
نتوجعُ بهدوءٍ
نتفسخُ بهدوءٍ
نموتُ بهدوءٍ
هل ترى:
كيف يتشكلُ هذا المستنقعُ بهدوءٍ؟
صَدّقْ كلّ شيءٍ
مارال طاهري
حانَ موعدُ النومِ
صدّقْ الحريةَ
إنّها تشبهُ شفتي المتورمةِ من الكذبِ
صدقْ المقبرةَ
الموتى هم الطيبونَ
في منتصفِ الليلِ،
أبحثُ عن صوتِ شاعرةٍ
تغفو بين نباتاتِ الكراويا
تبحثُ عن حلقتها
تبحثُ عن شَعرِكَ الذي سَقَطَ
في بالوعةِ الحماماتِ العامةِ
تبحثُ عن عُشّاقٍ يخبئِونَ الشِعرَ في رئتيهم،
المصابةِ بالتدرنِ
أينَ أصابعَكِ الرشيَقة؟
أينَ خبزنا؟
أين ذلك البيت؟
اعزفْ للشوقِ،
للعودةِ، لرائحةِ الترابِ المبللِ..
أبحثُ عن صوتٍ جديدٍ
المطرُ قريبٌ منّا
الفطرياتُ تتكاثرُ تحتَ أقدامِنا.
اقرأ/ي أيضًا: