13-يوليو-2018

أعلنت فولكسفاغن عن تخصيص أكثر من 17 مليار دولار لأبحاث المتعلقة بالسيارات الكهربائية في الصين (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

وقعت شركات تصنيع السيارات الألمانية، مثل شركة "بي إم دبليو"، وفولكسفاغن، على عدد من الاتفاقيات مؤخرًا من أجل المضي قدمًا في تطوير السيارات الكهربائية والسيارات الذكية ذاتية القيادة في الصين.

يتجه عمالقة صناعة السيارات في ألمانيا، إلى الاستثمار في الصين باعتبارها باب مستقبل السيارات الكهربائية

وتزامنت هذه الاتفاقيات مع زيارة إلى برلين قام بها رئيس الوزراء الصيني لي كيغيانغ. كما أن هذه الاتفاقيات تعكس حالة من الاقتناع المتزايد بأن الصين هي باب المستقبل لقطاع تصنيع السيارات الكهربائية.

وكانت المصانع الصينية قد أنتجت حوالي 25 مليون سيارة في العام الماضي، وفق الجمعية الدولية لصناع المركبات. وتعد الصين بطبيعة الحال أكبر سوق لعدد من الشركات العالمية لتصنيع السيارات، نظرًا إلى أن سائقي السيارات فيها يشترون مركبات أكثر مما يتم شراؤه في أي سوق أخرى في العالم. لذا أعلنت كل من شركة "بي إم دبليو" وفولسكفاغن، عن توقيع ما مجموعه ست اتفاقيات هذا الأسبوع فقط.

سيارات كهربائية في الصين
الصين أكبر أسواق السيارات الكهربائية في العالم

وكانت شركة فولكسفاغن قد أعلنت عن تخصيص 15 مليار يورو (17.6 مليار دولار أمريكي) للأبحاث في الصين في مجالات متعلقة بالنقل الكهربائي، وإنترنت الأشياء، والقيادة الذاتية. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، هيربرت دايس، إن الشركة ستعمل على التوسع بشكل منهجي في شراكاتها مع الصينيين.

أما شركة "بي إم دبليو" فقد وضعت خططًا من أجل إنتاج سيارة "الميني" بنسخة كهربائية في الصين، وذلك عبر مشروع مشترك مع شركة "غريت وول" للسيارات. كما تم الاتفاق بين "بي إم دبليو" وشركة "أبولو - Apollo"، وهو مشروع للقيادة الذاتية أطلقتها شركة الإنترنت الصينية بايدو.

ومددت الشركة الأم التي تتبع لها شركة مرسيدس بنز، وهي شركة دايملر، اتفاقها مع جامعة تشينغوا من أجل متابعة الجهود لتطوير السيارات المؤتمتة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة دايملر، دايتر زيتشا: "الصين هي أكبر سوق لنا، وحين نريد أن نطلق السيارات ذاتية القيادة، فإن علينا أولًا أن نتأكد من أنها ستنجح في الصين".

كما وقعت شركة كونتينينتال الألمانية لقطع غيار السيارات، اتفاقية مع شركة ديدي شوكسينغ، المنافسة لشركة أوبر، لتطوير سيارت كهربائية وسيارات ذاتية القيادة.

وكان إعلان الصين مؤخرًا عن تخفيف القيود على المشاريع المشتركة، بما يسمح للشركات الأجنبية أن تعمل باستقلالية أكبر في البلاد، قد جذب اهتمام رؤساء شركات تصنيع السيارات، ومن بينهم بطبيعة الحال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا.

وكانت شركة تيسلا قد أعلنت العام الماضي عن أنها تجري مباحثات مع المسؤولين في شنغهاي بخصوص بناء مصنع هناك،.وأكدت الشركة في الـ10 من تموز/يوليو الجاري، أنها توصلت إلى اتفاق لبناء المصنع بالفعل. وقالت الشركة إنها تحتاج سنتين على الأقل حتى تبدأ عمليات الإنتاج في المصنع الجديد.

شراكة بين الصين وشركة فولكسفاغن
قالت فولكسفاغن إنها ستوسع شراكاتها مع الصينيين بشكل منهجي

وقد تبوأت الصين مكانة رائدة عالميًا في قطاع السيارات الكهربائية، ولاسيما مع تشجيع الحكومة على خفض مستويات التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتطوير هذا القطاع في البلاد. كما ستعمل الحكومة الصينية العام المقبل على إقرار قوانين تلزم صناع السيارات بتخصيص جزء كبير من عملياتهم لتصنيع السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة.

يقول آل بيدويل، وهو مدير في شركة "إل إم سي" للسيارات، إن "جعل تصنيع السيارات الكهربائية أمرًا إلزاميًا في البلاد يعني عمليًا أن الصين ستصبح بلا شك سوقًا ضخمة لهذه السيارات"، موضحًا أن "شركات تصنيع السيارات حريصة على ألا تصل متأخرة إلى هذا السوق".

كما تتعاون بكين مع الشركات العالمية التي تعمل على تطوير تقنيات القيادة الذاتية. وقد أعلنت شركة دايملر الأسبوع الماضي عن أنها أول شركة أجنبية تحصل على رخصة لاختبار السيارات ذاتية القيادة في شوارع بكين.

تتبوأ الصين مكانة رائدة عالميًا في عالم السيارات الكهربائية، خصوصًا مع تشجيع الحكومة على تطوير هذا القطاع

وعليه فإن الشركات الألمانية تبقى الرائدة عالميًا على مستوى الابتكار وعقد الاتفاقيات الواعدة، ولاسيما مع الصين، وذلك حسب ما أفاد به إريك توتارو من مؤسسة "يورو مونيتور إنترناشونال".