ألترا صوت - فريق التحرير
"طعم النوم" رواية جديدة للروائي المصريّ طارق إمام، صدرت حديثًا عن "الدار المصرية اللبنانية"، لتُضاف إلى خمس رواياتٍ سابقة في رصيده؛ "شريعة القطّة" (2003)، و"هدوء القتلة" (2007)، و"الأرملة تكتب الخطابات سرًّا" (2009)، و"الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" (2012)، و"ضريح أبي" (2013).
تقرأ رواية "طعم النوم" لطارق إمام التاريخ المصريّ المُعاصر في نحو خمسين سنة، وصولًا لأسئلة اللحظة الراهنة
تحكي الرواية قصّة فتاة تعيش في منزلٍ يُدعى "منزل الجميلات النائمات"، تُقرّر ألّا تكون موضوعًا روائيًا لأحد العجائز، وإنّما أن تكون هي الكاتبة هذه المرّة، وأن يكون العجوز النائم في المنزل موضوعًا لروايتها. بهذه الشكل، تتقاطع رواية طارق إمام مع روايَتي "الجميلات النائمات" لياسوناري كاواباتا، و"ذاكرة غانياتي الحزينات" لغابرييل غارسيا ماركيز. وتختلف عنهما بأنّها تنطلق من وجهة نظرٍ عكسية، إذ إنّ الفتاة النائمة هنا هي الراوية.
اقرأ/ي أيضًا: رواية "جبل المجازات" لأحمد كامل.. أساطير الريف المصري
بعيدًا عن منزل "الجميلات النائمات" والقصص التي تُحاك في داخله، تقرأ الرواية، بحسب إمام، التاريخ المصريّ المُعاصر في نحو خمسين سنة، وصولًا لأسئلة اللحظة الراهنة. إنّها كما يعرّفها مؤّلفها للقارئ رواية أجيال بطرحٍ مُغاير، تُقدَّم عبر ثلاثة أجيالٍ من النساء اللاتي ظللن صامتات في جميع القصص التي يُفترض أنهنّ بطلاتها. هكذا، سيكون القارئ أمام فتاةٍ تكتب حكايتها وحكاية المنزل التي تعيش فيه أيضًا، ناهيك عن "استعراضها لتقاطع التاريخ الشخصي بتاريخ وطن وجرح الذاكرة الفردية بألم الذاكرة الجمعية، على شرف مدينةٍ قلِقة هي "الإسكندرية"، المتخبّطة في سؤال هويتها بين ماضيها المتعدد كمدينة للعالم وحاضرها المنكفئ كبيتٍ معزول، والتي تحضر هنا بطلًا حقيقيًا وليس مجرد مسرح للحدث"، يقول طارق إمام في حديثه لـ "ألترا صوت".
كتابة "طعم النوم" بالنسبة لمؤلّف "مدينة الحوائط اللانهائية" كان حلمًا قديمًا، أي كتابة رواية تتقاطع مع "الجميلات النائمات" و"ذاكرة غانياتي الحزينات". يقول إمام: "شعرتُ دائمًا أنّ "الجميلات النائمات" تناديني لأكتب الجانب المسكوت عنه فيها، وفي رواية ماركيز، وهو "الفتاة النائمة"، تلك التي لم تنطق أبدًا وكانت مجرد جثة في الروايتين، لذا فهذه الرواية تدور على لسان الفتاة النائمة، وبصوتها، كما تكشف شخصية القوادة، صاحبة منزل الجميلات النائمات، وتاريخها كمؤسِّسة للمكان".
ولأنّ روايتي كاواباتا وماركيز تدوران في مدينتين بحريتين، اختار من قدّم "طيور جديدة لم يفسدها الهواء" من مدينة الإسكندرية مسرحًا لأحداث روايته. مؤكّدًا في الوقت نفسه أنّ هناك جانبًا آخر لاختياره هذه المدينة تحديدًا، وهو انشغاله "بسؤال الإسكندرية كمدينة فنية، وكمكان مشغول بسؤال هويته، ومتأرجح بين صورته في الذاكرة وحقيقته في الواقع. الإسكندرية مرآة عاكسة في ظنّي لأغلب الأسئلة الشائكة في تاريخ مصر الحديث، هي المدينة العالقة بين انتمائها وقطيعتها". يٌضيف: "وإذا كنت جربت في "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" (2012) استنطاق اسكندرية القرن التاسع عشر وحتى أواسط القرن العشرين، فقد شيدتُ "طعم النوم" في الإسكندرية
خلال ما يزيد على نصف قرن بين ستينيات القرن العشرين وعام 2014، وهي الفترة التي شهدت عديد التحولات التي ما نزال نعيش مناخاتها إلى الآن".
"طعم النوم" رواية أجيال بطريقةٍ أراد مؤلّفها طارق إمام أن تكون مختلفة، إذ تسرد سيرة الفرد في تقاطعها مع سيرة المدينة
هكذا، تكون "طعم النوم" رواية أجيال بطريقةٍ أراد مؤلّفها أن تكون مختلفة، إذ تسرد سيرة الفرد في تقاطعها مع سيرة المدينة، عبر ثلاثة أجيال من النساء، يقول إمام إنهنّ يعشن في الظلام "ظلام المدينة والتاريخ معًا، منبوذات، أخلاقيًا واجتماعيًا، وعائشات على حافة كلّ الأحداث الكبرى من هزيمة يونيو 1967 وحتى الآن رغم أن بإمكانهنّ، لو تحدثن، أن يُعِدن كتابة التاريخ بشكلٍ مغايرٍ تمامًا".
اقرأ/ي أيضًا: مكاوي سعيد في ذكراه.. قلب مفتوح كمقهى
يُذكر أنّ طارق إمام روائي مصري من مواليد 1977. أصدر عشرة كتب بين روايات ومجموعات قصصية، من أبرزها "هدوء القتلة"، "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، "مدينة الحوائط اللانهائية". تُرجمت أعماله إلى عدّة لغات، وحازت على العديد من الجوائز المحلّية والعربية.
اقرأ/ي أيضًا: