في محاولة لإجبارها على سحب استثماراتها في الشركات التي تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دخل عدد من الطلاب في جامعة "ماكغيل" الكندية في إضراب مفتوح عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
واختار هؤلاء الطلاب الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بعد أشهر من الاحتجاجات والاعتصامات في الجامعة، من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، ضد الحرب الإسرائيلية العدوانية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتملك الجامعة، التي تُعد من الجامعات المرموقة في كندا، استثمارات في عدة شركات داعمة للاحتلال أو على علاقة معه، من بينها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للصناعات العسكرية، و"سافران" الفرنسية للصناعات الجوية والدفاعية.
تبلغ قيمة استثمارات جامعة "ماكغيل" في الشركات والمؤسسات الداعمة لدولة الاحتلال حوالي 20 مليون دولار
وقالت رانيا أمين، وهي من الطلاب المضربين على الطعام، لـ"الغارديان"، إن الجامعة لم تترك لهم أي خيار: "لأنهم تجاهلوا الاحتجاجات السلمية، والإجراءات التي اتخذها الطلاب والمجموعات الطلابية في الحرم الجامعي".
وأضافت الطالبة للصحيفة البريطانية: "لقد دفعتنا (ماكغيل) في النهاية إلى اتخاذ هذا الشكل المتطرف من العمل ووضع أجسادنا وصحتنا وحياتنا على المحك لنجعلهم يعرفون أنه من غير المقبول على الإطلاق أن يستخدموا أموالنا الدراسية للاستثمار بهذه الطريقة".
وأوضحت أمين أن إدارة الجامعة اعترفت بالإضراب، ووافقت على عقد منتدى عام حول هذه القضية، لكنها عادت وألغت الاجتماع فيما بعد.
وقال طالب آخر يُدعى شادي، رفض نشر اسمه الأخير، أمضى أكثر من 20 يومًا في الإضراب عن الطعام: "نحن مضربون عن الطعام من أجل سحب الاستثمارات وسنظل فيه على المدى الطويل".
وتابع قائلًا: "لقد أثبتنا بالفعل أننا سنستمر في ذلك على المدى الطويل فقط من خلال العدد الهائل من الأيام التي قمنا فيها بذلك".
وفي تصريح آخر لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني قال شادي: "نحن نتحدث عن استثمارات بقيمة 20 مليون دولار في شركات تعمل إما بشكل مباشر في تصنيع الأسلحة - أعتقد أن هذا المبلغ يعادل 7 ملايين دولار - والباقي شركات تمول الاحتلال والإبادة الجماعية والفصل العنصري الحالي في فلسطين".
وبحسب الموقع نفسه، فقد دخلت الطالبة رانيا أمين إلى المستشفى بعد أن أُغمي عليها، أمس السبت، بسبب الإضراب الذي بدأته في 19 شباط/فبراير الفائت. وذكر الموقع، نقلًا عن بعض الطلاب، أنها في حالة مستقرة وتحت المراقبة.
وكان معظم طلاب جامعة "ماكغيل" قد صوتوا، في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، لصالح إدانة الحرب الحصار الإسرائيليين على غزة، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم "إسرائيل"، وقطع التمويل والعلاقات مع الجامعات الإسرائيلية.