14-أغسطس-2024
خرج محمد أبو القمصان ليستلم شهادة ميلاد توأميه (وكالة الأناضول)

تحول فرح محمد إلى حزن وقهر لا يمكن وصفهما (وكالة الأناضول)

تحول فرح الشاب الفلسطيني محمد أبو القمصان بولادة طفليه التوأم إلى حزن وقهر لا يوصف، بعد أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي شقة في دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد التوأمين ووالدتهم وجدتهم.

ولد التوأمين آيسل (أنثى) وآسر (ذكر) قبل ثلاثة أيام من استشهادهما، بعد عملية قصيرة صعبة خضعت لها الأم جمانة عرفة.

وملأت الفرحة قلبي الزوجين وعائلتيهما بقدوم التوأمين، ونشرت والدتهم خبر ولادتهم على صفحتها على فيسبوك، حيث تلقت التبريكات والتهاني ليتحول الأمر لكابوس، فبعدما كانت التعليقات تبارك سلامة الطفلين ووالدتهما أصبحت كلها نعوات ودعوى بالرحمة للأم وتوأمين.

ولد التوأمين آيسل (أنثى) وآسر (ذكر) قبل ثلاثة أيام من استشهادهما، بعد عملية قصيرة صعبة خضعت لها الأم جمانة عرفة

ففي صباح أمس الثلاثاء، خرج محمد من منزله من أجل موعد لتسلم شهادة ميلاد طفليه، ليتلقى اتصالًا هاتفيًا يخبره باستهداف مدفعية الجيش الإسرائيلي المتمركزة شرق مدينة دير البلح الشقة السكنية التي كانت تؤوي عائلته.

وبعد هذا الاتصال دب الرعب في قلب محمد، حيث توجه مسرعًا إلى مستشفى شهداء الأقصى والخوف يتملكه على مصير عائلته.

وصل محمد إلى المستشفى وهو يحمل بيديه شهادة ميلاد طفليه، لينهار باكيًا من هول الصدمة بمجرد أن شاهد جثث طفليه وزوجته على أبواب ثلاجة الموتى داخل المستشفى.

يقول أبو القمصان لمراسل "وكالة الأناضول"، وهو ينظر إلى شهادات الميلاد الرسمية لتوأمين: "قبل قليل أصدرت شهادة الميلاد لآيسل وآسر، فقد ولدا قبل يومين فقط والله لست محظوظًا".

ويضيف وهو يبكي بحرقة: "قبل يومين ولدتهم جمانة، وكنت خارج المنزل لاستكمال الإجراءات الرسمية وإحضار شهادة الميلاد، آسر وآيسل، ولدا في 10 آب/أغسطس، وبالأمس قمت بتسجيلهم رسميًا في وزارة الداخلية الفلسطينية، واليوم موعد تسلم شهادة الميلاد".

وتابع حديثه بعدما تمالك نفسه واستجمع قواه: "ذهبت لتسلم الشهادة، وجاءني اتصال بأن الشقة استهدفت، ولم أتوقع أن أجدهم قد استشهدوا جميعًا".

وبنبرة مليئة بمشاعر الصدمة والحزن أنهى الشاب الفلسطيني حديثه بالقول: "آيسل وآسر هما أول فرحتي وآخرها، حتى فرحتي كانت منقوصة ولم تكتمل، حسبي الله ونعم الوكيل". لينهار ويسقط مغشيًا عليه من هول الصدمة.

وعلى الجهة المقابلة، كان شقيق زوجته جمانة يبكي هو الآخر على جثمان والدته، ريم جمال البطراوي، البالغة من العمر 50 عامًا والتي استشهدت هي الأخرى في القصف الإسرائيلي الذي استهدف الشقة، بينما كانت ترعى ابنتها وتوأميها.

ويقول الشاب، وهو يحتضن جثمان والدته وينظر إلى جثمان شقيقته وطفليها، لمراسل وكالة "الأناضول": "هؤلاء أول أحفادنا، أول فرحتنا في البيت، لم نفرح بقدومهما بعد، لقد ولدا قبل يومين فقط". وتساءل: "ما ذنبهم؟! لماذا قصفهم الجيش الإسرائيلي؟".

استشهدت الدكتورة جمانة فريد عرفة وطفليها التوأم حديثي الولادة آيسل وآسر أبو القمصان ووالدتها ريم البطراوي، أمس الثلاثاء، في قصف مدفعي إسرائيلي لشقة سكنية في أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح، دون سابق إنذار.

وكانت العائلة قد نزحت من شمال غزة هربًا من القصف الإسرائيلي إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، لتلقى هذا المصير المأساوي.

وبعد استشهاد التوأمين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن 115 رضيعًا وُلدوا ثم استشهدوا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. في حين بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا أثناء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة نحو 16.500 طفل.

وقالت الوزارة: "باستشهاد الطفلين الرضيعين آيسل وآيسر أبو القمصان، بلغ إجمالي عدد الأطفال الرضع الذين وُلِدوا واستشهدوا في الحرب 115 طفلًا، عاشوا لحظات قصيرة من الحياة قبل أن تُزهق أرواحهم تحت وطأة القصف والعدوان".

وأضافت الوزارة: "التوزيع الجغرافي للأطفال الشهداء يُظهر أن 7 منهم استشهدوا في شمال القطاع، و26 في مدينة غزة، و62 في المحافظة الوسطى، أما في جنوب القطاع فقد استشهد 11 طفلًا في خان يونس و9 آخرين في رفح".

وأظهرت الإحصاءات أن 48 من هؤلاء الأطفال لم يبلغوا شهرهم الأول، بينما تراوح أعمار 47 منهم بين شهر و3 شهور، و15 شهيدًا بين 4 و6 شهور، و5 شهداء بين 6 و8 شهور، بحسب الوزارة.

وذكرت الأمم المتحدة، في وقت سابق، أن عدد الأطفال الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال 4 أشهر يفوق العدد المسجل خلال 4 سنوات من الحروب في أنحاء العالم.