20-أغسطس-2019

عبداللع الدبعي يدرب الشباب على العزف بالكمان (صحف يمنية)

يقاوم اليمنيون مآسي الحرب كل بطريقته، فيعبر البعض عن آمالهم بتحقيق السلام في وطن موحد يتسع الجميع، عبر الموسيقى. 

يتجاوز اليمني عبدالله الدبعي الحرب وآثارها من حوله بالموسيقى، جاهدًا في مواجهة الشحن الطائفي باستخدام آلة الكمان

يتجاوز اليمني عبدالله الدبعي الحرب وآثارها من حوله بالموسيقى، جاهدًا في مواجهة الشحن الطائفي باستخدام آلة الكمان. 

اقرأ/ي أيضًا: الفنانون في جنوب اليمن.. حرمان من الفنّ ومن الحياة!

في العاصمة صنعاء، وتحديدًا في المركز الثقافي، يقيم الدبعي دورات في فن العزف على الآلات الموسيقية للعشرات من الشباب الهواة للموسيقى، والذين يرون في العزف وتعلمه، حلمًا كان بعيد المنال، وأيضًا هربًا من بؤس الواقع حولهم.

الموسيقى في مكان واحد فقط

يعتبر المركز الثقافي، الوحيد الذي يعمل على تعليم الموسيقى في اليمن، فالجماعات المتشددة ترى في الموسيقى حرامًا، والعادات والتقاليد ترى في عزفها عيبًا ونقصًا، ما حال دون وجود العديد من المعاهد لتدريس الموسيقى في البلاد، كما يقول عبدالله الدبعي في حديثه لـ"الترا صوت".

عبدالله الدبعي
الموسيقار اليمني عبدالله الدبعي

عبدالله الدبعي، وهو أحد أعضاء الفرقة الوطنية للموسيقى في اليمن، يُعلّم الطلاب في المركز أساسيات وقواعد العزف على الآلات الموسيقية، دون مقابل، مع طموح بأن يفد إليه هواة العزف وأصحاب المواهب من كل مكان في اليمن.

وليس عبدالله الدبعي باستثناء يمني، فقد نال من الأزمة الاقتصادية نصيبه، فهو في كثير من الأوقات يقطع عدة كيلومترات مشيًا على الأقدام من منزله للوصول إلى المركز الثقافي لعدم قدرته على دفع تكاليف المواصلات.  

يطمح الموسيقي اليمني الذي حصل على شهادتين دولية وعربية، في يتشكيل فرقة أوركسترا وطنية محترفة، بعد تدهور الفرقة الوطنية الحالية التي يعد الدبعي نفسه أحد مؤسسيها، وتضم 24 عازفًا، لم يتبق منهم اليوم سوى ستة فقط.

ويشير عبدالله الدبعي، إلى أن أكثر طلابه في المركز الثقافي من الفتيات، الأمر اللافت للانتباه في ظل مجتمع يمني، ارتد كثيرًا على عقبيه نحو الرجعية كواحدة من الآثار التقليدية للحروب. 

لكن جهود عبدالله الدبعي ومن ورائه المركز الثقافي، ينقصها التمويل والدعم الكافيين للمزيد من الإنتاج: "الآلات الموسيقية قليلة ومتهالكة"، يقول عبدالله الدبعي، مشيرًا إلى أن معظم الطلاب يتدربون على آلات اشتروها بأنفسهم.

عبدالله الدبعي
بدأ عبدالله الدبعي دورات تعليم الموسيقى في المركز الثقافي منذ 2017

يُذكر أن الموسيقي اليمني عبدالله الدبعي، قد بدأ دوراته في تعليم الموسيقى والعزف في المركز الثقافي، منذ عام 2017.

التأخر الموسيقي في اليمن

عن سبب تأخر دراسة الموسيقى في اليمن، أكد الدبعي أن السلطات المتعاقبة في اليمن، منذ العام 1978 "لم تفكر بالفنون، فهي تنظر إلى عزف الموسيقى باعتباره أمرًا حصرًا على المناسبات الوطنية، وفي استقبال المسؤولين من الخارج!".

يؤكد الدبعي أن سبب دراسة تأخر الموسيقى في اليمن أن السلطات المتعاقبة لم تفكر بالفنون وحصرت عزف الموسيقى في المناسبات الوطنية

قد يبدو حلمًا بعيد المنال، غير أن عبدالله الدبعي يأمل بالمساهمة في إعلاء صوت الموسيقى يومًا ما، على صوت الرصاص في اليمن، جزءًا من المساهمة في إعادة إنتاج نهضة ثقافية وفنية في بلاده غارقة في الحرب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فن الشارع.. صوت اليمن على جدرانه

رقية الواسعي.. فنانة يمنية ترسم لوحاتها على حطام الحرب