ألترا صوت – فريق التحرير
توفي الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة (1946 - 2021)، مساء أمس الأحد، في العاصمة الأردنية عمان، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
والمناصرة، شاعر وناقد وأكاديمي فلسطيني، من مواليد بلدة بني نعيم، في مدينة الخليل، وحاز على عدة جوائز كأديب وكأكاديمي، اقترن اسمه بالثورة والمقاومة الفلسطينية، غنى قصائده مارسيل خليفة وغيره واشتهرت قصيدتيه "جفرا" و"بالأخضر كفناه".
عز الدين المناصرة: "إن مساقط رأسي كثيرة. والألفة فسيفساء. كأن روحي مجموعة من الشظايا"
تنقل الراحل في أمكنة متعددة، في بلده فلسطين، وفي الأردن ومصر وتونس والجزائر وبلغاريا. نُشرت أولى قصائد المناصرة في صحيفة القدس عام 1962، وانتمى إلى جماعة الأفق الجديد في مدينة القدس بين عامي 1961 و1966. بدأ بنشر قصائده في مجلة الآداب البيروتية اعتبارًا من عام 1965، وصدرت مجموعته الشعرية الأولى "يا عنب الخليل" عام 1968.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "خرائطية المنفى".. في فن محمود درويش الشعري
من أعماله الشعرية: الخروج من البحر الميت، قمر جَرَشْ كان حزينًا، رعويّات كنعانية، يتوهج كنعان. ومن أعماله النقدية: إشكالات قصيدة النثر، موسوعة الفن التشكيلي الفلسطيني في القرن العشرين، نقد الشعر في القرن العشرين، النقد الثقافي المقارن.
من المعروف أنه تطوع في الدورة العسكرية في جامعة القاهرة صيف 1967 عقب الهزيمة، حيث تم تكليف جيش التحرير الفلسطيني بمهمة تدريب الطلبة الفلسطينيين على استخدام السلاح، لكنه لم يشترك بأي عمل مسلح إلى أن انتقل إلى بيروت عام 1974. وهناك اشترك في القتال في جنوب لبنان. تم انتخابه عضوًا في قيادة جبهة جنوب بيروت ضمن صفوف القوات الفلسطينية - اللبنانية المشتركة عام 1976، ثم تولى مسؤولية قيادة عدة محاور عسكرية في منطقة جنوب بيروت. في يونيو/ حزيران 1976 قام المناصرة بقيادة معركة المطاحن، بهدف تخفيف الحصار عن مخيم تل الزعتر الذي تم تدميره لاحقًا. وفي فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 انحصر نشاطه في الجانب الإعلامي في جريدة المعركة، إلا أنه شارك كمقاتل في معركة المتحف الشهيرة خلال حصار بيروت. سرد المناصرة تفاصيل المرحلة الأولى للحرب الأهلية اللبنانية في كتابه المعنون بـ "عشاق الرمل والمتاريس".
في حوار سابق معه مع مجلة "مشارف" عام 1996 قال: "سكنت ما يقارب 27 منزلًا في حياتي، وها قد دخلت عامي الخمسين في 11/4/1996، ومعنى ذلك أنني لم أشعر بالاستقرار حتى الآن، ولا أرغب أن يكون وطني "منفاي الأخير". لهذا قلت إن مساقط رأسي كثيرة. والألفة فسيفساء. كأن روحي مجموعة من الشظايا. لقد عشت في فلسطين، مصر، الأردن، بيروت، صوفيا، بيروت، تونس، الجزائر، عمان. فالبنية الرئيسية في شعري هي المؤقت. لهذا هربت الى الطفولة الاكيدة رغم انها الآن ليست أكيدة، وهربت نحو الأمكنة الراسخة (وهل هي راسخة وثابتة فعلًا) لا أدري! تمركز شعري حول دولة كنعانيا العربية المتحدة (فلسطين، الأردن، سوريا، لبنان) إلا أن أعمالي الشعرية اتسعت لطقوس الحياة في مصر والجزائر وتونس والمغرب وأوروبا الشرقية حيث عشت فيها، وباريس وفرانكفورت وأثنيا وإسطنبول وموسكو وغيرها، ولا أستطيع تحديد مصادر الصورة الشعرية باستثناء بعض القصائد. لقد أكسبتني المنافي ثقة بأمكنة طفولتي، فالكنعنة في شعري عالمية ومفتوحة على العالم الواسع.
اقرأ/ي أيضًا:
الرّجاء وضع قناع واق من الغازات قبل الدّخول إلى "بلاد الثلاثاء"