02-سبتمبر-2024
مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية يرفع شارات النصر من أمام أحد مباني المجمع المدمرة (منصة أكس)

مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية يرفع شارات النصر من أمام أحد مباني المجمع المدمرة (منصة أكس)

بعد عدة أشهر من محاصرته من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وقصفه ومن ثم اقتحامه وتدميره على نطاق واسع، وطرد الجرحى المتواجدين في أقسامه والنازحين في باحاته وقتل المئات منهم واعتقال العاملين فيه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن إعادة تشغيل قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

وقال الوكيل المساعد لوزير الصحة الفلسطينية، الدكتور ماهر شامية، إن القسم الذي يضم 70 سريرًا وغرفة عمليات، إضافة إلى 10 أسرة عناية حثيثة وخدمات أخرى، سيبدأ باستقبال المرضى وتقديم خدماته، فيما سيتم إعادة الخدمات العلاجية لمرضى الكلى والقلب قريبًا.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع عن إعادة تشغيل قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمدير المجمع، الدكتور محمد أبو سلمية، وهو يرفع شارة النصر من أمام إحدى بنياته المهدمة.

يذكر أن أبو سلمية تعرض للاعتقال من قبل جنود الاحتلال خلال الهجوم البري الذي استهدف مدينة غزة خلال بدايات العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتم الإفراج عنه في شهر حزيران/يونيو الماضي، بعد أن تعرض لتعذيب شديد طيلة فترة اعتقاله.

ونقل أبو سلمية معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، الذين يعيشون في ظروف جد مأساوية، حيث يتعرضون للضرب والإهانة، كما تعمد إدارة السجون الإسرائيلية إلى حرمان الأسرى من الأكل والشرب لفترة طويلة.

وكشف خلال مؤتمر صحفي بعد إطلاق سراحه أن: "جميع الأسرى خسروا من أوزانهم ما يصل إلى 30 كيلوغرامًا نتيجة الحرمان من الطعام، إذ إنّ الأسرى لم يأكلوا سوى رغيف خبز واحد يوميًا لمدة شهرين"، معتبرًا أن تدمير مجمع الشفاء يعني إنهاء المنظومة الصحية في غزة عن العمل، وهو ما يريده الاحتلال.

وبث "التلفزيون العربي" مشاهد من داخل المجمع الطبي، وقال مراسلها في غزة، إسلام بدر، إن وزارة الصحة الفلسطينية قررت إعادة تشغيل جزئي المستشفى عبر تعمير أحد المباني التي لم يدمر بشكل كامل، وهو قسم العيادات الخارجية الذي تحول لقسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء، بقدرة سريرية تعد الأكبر في مدينة غزة.

وقال مدير دائرة التمريض في المستشفى، جاد الله الشافعي، للتلفزيون العربي: "هذا القسم الذي تم افتتاحه هو عوض القسم الذي تم تدميره من قبل جيش الاحتلال في آذار/مارس الماضي، يحتوي على 35 سرير طبي، بنصف القدرة السريرية لقسم الطوارئ والحوادث الذي كان موجودًا في السابق"، وأضاف أن هذا: "القسم سيستقبل جميع حالات الأمراض الباطنية، وبعض الأشخاص الذين يتعرضون للإصابات". وعبّر الشافعي عن أمله أن يحقق القسم الحد الأدنى من الخدمة الطبية في مدينة غزة.

وكشف مراسل "التلفزيون العربي" عن خطط طموحة لإعادة إعمار أجزاء أخرى من المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة، مثل قسم النساء والولادة ومرضى الكلى، وغيرها من الأقسام التي يجري العمل على إعادة تشغيلها. ولفت بدر إلى أن هناك رمزية أخرى غير القيمة الطبية لإعادة تشغيل مستشفى الشفاء، متمثلة في قيمة هذا المستشفى باعتباره العصب للمنظومة الطبية في قطاع غزة.  

ومطلع نيسان/أبريل، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بعد نحو أسبوعين من شن عملية عسكرية استهدفت المجمع الطبي وقامت بحصاره وقصفه ومن ثم اقتحامه، مخلفةً مئات الشهداء ودمارًا واسعًا في مباني المجمع، لاسيما مبنى الجراحات التخصصي، حيث دمرت قوات الاحتلال الأجهزة الطبية وأحرقت صالات المجمع. كما أظهرت مقاطع مرئية تم تداولها على منصات التواصل خروج معظم أقسام المجمع عن الخدمة، بعد تعرضها للتخريب والحرق من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن تدمير مستشفى الشفاء في غزة يرقى إلى "نزع قلب" النظام الصحي في القطاع، وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.