10-أكتوبر-2024
لم يظهر قائد فيلق القدس علنًا منذ مدة (AFP)

(AFP) لم يظهر قائد فيلق القدس علنًا منذ مدة

تتزايد التكهنات حول مصير قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الغائب عن المشهد منذ فترة، وقد كان آخر ظهور له بعد يومين من اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، إذ ظهر في مكتب ممثل الحزب في طهران، عبد الله صفي الدين.

لكن غيابه عن حضور خطبة المرشد الأعلى، علي خامنئي، لإحياء ذكرى حسن نصر الله، خاصة بعد توارد أخبار عن انقطاع الاتصالات معه بعد سفره لبيروت، بالتزامن مع قصف إسرائيلي عنيف على ضاحية بيروت الجنوبية، أثار الكثير من التساؤلات.

كان آخر ظهور له بعد يومين من اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أين تواجد في مكتب ممثل الحزب في طهران، عبد الله صفي الدين

وفي هذا السياق، كشفت مصادر متعددة، لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، على قيد الحياة ولم يصب بأذى، لكنه محتجز وتحت الحراسة ويخضع للاستجواب حول خروقات أمنية كبيرة أدت إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران.

وتحدثت عشرة مصادر في طهران وبيروت وبغداد، بما في ذلك شخصيات شيعية بارزة ومصادر مقربة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، لـ"ميدل إيست آي"، بأن قاآني وفريقه قيد الاحتجاز، بينما يبحث المحققون عن إجابات حول العمليات التي استهدفت قادة حزب الله.

ووفقًا لمصادر الموقع البريطاني، فإن قاآني وصل إلى لبنان بعد يومين من اغتيال نصر الله، برفقة العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني وشخصيات أخرى "لتقييم الوضع على الأرض". وبالتزامن مع وجوده في بيروت شنت طائرات الإسرائيلية أعنف هجوم على ضاحية بيروت الجنوبية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، استهدف اجتماعًا لمجلس شورى حزب الله، حضره رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، وأحد أبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله.

وبعد الهجوم انقطع الاتصال مع هاشم صفي الدين وإسماعيل قااآني. وتصاعدت التكهنات في وسائل الإعلام بأن قائد الحرس الثوري الإيراني أصيب أو قتل في القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. لكن مصدرًا في الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين عراقيين كبار قالوا لـ "ميدل إيست آي" إن قااآني لم يصب ولم يكن مع صفي الدين في اجتماع مجلس شورى حزب الله.

واعترف قائد فصيل مسلح مقرب من إيران لـ "ميدل إيست آي" أن "الإيرانيين لديهم شكوك جدية في أن الإسرائيليين اخترقوا الحرس الثوري، خاصة أولئك الذين يعملون في الساحة اللبنانية، لذلك فإن الجميع قيد التحقيق حاليًا".

وأشار المصدر إلى أن الخرق داخل الحرس الثوري جدي، لكن ليس بالإمكان تأكيد شيء في هذه المرحلة، وقال: كل ما يمكن قوله الآن هو أن الخرق كبير جدًا، والخسائر التي تسبب فيها هذا الخرق أكبر بكثير مما يمكن أن يتوقعه أي شخص".

المكان الذي تم فيه استهداف حسن نصر الله

وزادت الشكوك حول اختراق الحرس الثوري حين تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في تموز/يوليو الماضي، في دار ضيافة يقوم الحرس بتأمينه، أثناء زيارته إلى طهران، لحضور تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وعن اغتيال حسن نصر الله، قال مصدران مقربان من حزب الله ومصادر عراقية مطلعة، إن الأمين العام لحزب الله كان خارج الضاحية في الليلة التي سبقت اغتياله، لكنه عاد إلى المنطقة للقاء نائب قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفوروشان، والعديد من قادة الحزب في غرفة العمليات المحصنة المعتادة.

وكشف المصدران أن نيلفوروشان سافر إلى بيروت في ذلك المساء من طهران، ونُقل مباشرة من الطائرة إلى غرفة العمليات الواقعة تحت الحي السكني في حارة حريك. وقد وصل إلى هناك قبل وصول حسن نصر الله.

في المقابل، صرح نائب قائد فيلق القدس، إيرج مسجدي، خلال كلمة ألقاها بمؤتمر في العاصمة طهران، الاثنين الماضي، أن قاآني يتمتع بصحة جيدة ويواصل أداء مهامه، رغم المزاعم عن إصابته جراء هجوم إسرائيلي على لبنان. بحسب وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.

كما نقلت الوكالة عن مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، إبراهيم جباري، قوله: إن قاآني يشرف على أنشطة الحرس الثوري في الخارج، وهو بخير وسيستلم وسام الفتح من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، قريبًا.