20-يونيو-2024
الرصيف العائم في غزة

(رويترز) الرصيف العائم في غزة

نقلت وكالة رويترز عن مسؤولَين في الإدارة الأميركية قولهما إنه من المتوقع استئناف عمل الرصيف العائم في غزة، اليوم الخميس، وذلك لتفريغ مساعداتٍ إنسانيةٍ تمس حاجة الفلسطينيين إليها.

وأضاف المسؤولان، اللذان تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، أنّ الرصيف أعيد ربطه بالشاطئ، أمس الأربعاء، بعد فصله مؤقتًا الجمعة الماضي بسبب سوء الأحوال في البحر.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع حديثٍ متزايدٍ عن عودة شبح المجاعة إلى شمال غزة، وتسجيل حالات وفياتٍ بين الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والدوائية.

وكان بيانٌ لحركة حماس، أمس الأربعاء، قد قال: "إن المجاعة في قطاع غزة قتلت 40 طفلًا، في حين يواجه 3500 طفلٍ خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات بسبب الحصار والقصف المتواصل".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في آذار/مارس عن خطةٍ لإقامة رصيفٍ بحريٍ لإيصال المساعدات مع اقتراب المجاعة في قطاع غزة المحاصر الذي يسكنه 2.3 مليون شخص.

أدّت المجاعة إلى وفاة 40 طفلًا في القطاع وتهدد حياة 3500 طفل بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات بسبب الحصار والقصف المتواصل

وشيدت الولايات المتحدة الرصيف العائم في 17 أيار/مايو، وتشير تقديرات الجيش الأميركي إلى أن تكلفة الرصيف بلغت أكثر من 200 مليون دولار خلال التسعين يومًا الأولى، مع عمل نحو ألف من أفراد الخدمة، وذكرت إحاطةٌ لوزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء الماضي أنّ الرصيف سمح حتى الآن بوصول ما يزيد على 3500 طن من المساعدات إلى شواطئ غزة.

وبحسب معطيات الأمم المتحدة فقد  نقلت المنظمة الأممية عبر الرصيف العائم حمولات 137 شاحنة مساعدات إلى المستودعات، وهو ما يعادل نحو 900 طن. وذلك قبل أن تعلن واشنطن أن أمواجًا هائجة دمرت الرصيف، مما اضطر إلى إجراء إصلاحات، وبالمجمل "أدى سوء الأحوال الجوية والاعتبارات الأمنية إلى الحد من عدد الأيام التي كان يعمل فيها".

ومن غير الواضح إلى متى سيستمر عمل الرصيف في ظل عجزه عن الانتظام من جهة، وتشكيك أوساطٍ فلسطينية في الغرض من إنشائه.

يشار إلى أنّ  المتحدث باسم القوات الجوية، باتريك رايدر، رفض خلال كلمةٍ في البنتاجون، الثلاثاء الماضي، تحديد متى قد يوقف الجيش عمليات الرصيف تمامًا.

وقال المتحدث: "مع التنويه إلى أن المقصود دائمًا أن يكون هذا رصيفًا مؤقتًا، لست على علمٍ في هذه المرحلة بأي تاريخٍ محددٍ للوقت الذي سنتوقف فيه".

مضيفًا: "ومرة أخرى، بالعودة خطوةً إلى الوراء هنا، الصورة الكبيرة: سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو، الولايات المتحدة تستخدم كل السبل لتوصيل المساعدة إلى غزة”.

صعوبات

تواجه الرصيف العائم صعوبات عديدة، لا تقتصر فقط على تحديات ارتفاع أمواج البحر، بل تتجاوز ذلك إلى التكلفة الباهظة لإدخال المساعدات من خلاله، في حين أن تلك التكلفة أقل بكثير في حال إدخال المساعدات الانسانية عبر المعابر البرية المخصصة لها، لكن جيش الاحتلال يصر على إغلاق المعابر البرية ويمنع آلاف الشاحنات المكدسة والمحملة بالمساعدات الانسانية من الدخول إلى القطاع لتوزيعها، ما فاقم الوضع الانساني وجعله يزداد سوءًا حدّ الوصول إلى خطر المجاعة وموت الأطفال جوعًا، بسبب نقص الغذاء والمكملات الغذائية والأدوية الكافية.

وبسبب الصعوبات التي واجهت الرصيف العائم، قررت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، الجمعة الماضي "نقل الرصيف مؤقتًا من موقعه على شاطئ غزة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي مجددًا" بسبب ما قيل إنها توقعات بارتفاع أمواج البحر.

وأكدت سنتكوم في بيانها أنها "لم نتخذ قرار نقل الرصيف مؤقتًا باستخفافٍ، إلا أنه ضروريٌ لضمان استمرار الرصيف المؤقت في تقديم المساعدات لغزة مستقبلًا" وفق قولها.

يشار إلى أن أوساطًا فلسطينيةً ترجح أنّ الغرض من إنشاء الرصيف العائم هو "خدمة مصالح سياسيةً خفيةً لإسرائيل والولايات المتحدة، على خلاف ما يتم تصويره من جانب واشنطن وتل أبيب من أنه "خطوة إنسانية لإدخال المساعدات المستعجلة.