23-أبريل-2019

الصحفي السوري علي محمود عثمان (يوتيوب)

الترا صوت - فريق التحرير

قالت شبكة مراسلون بلا حدود، إن الصحفي السوري علي محمود عثمان من المحتمل أنه قتل تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ عام 2013، في إطار الحملة التي نفذتها قوات النظام السوري ضد الصحفيين المعارضين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بسبب تغطيتهم للأخبار الواردة من سوريا، وتعاملهم مع وسائل إعلام غربية.

علي عثمان.. إعلامي "عاصمة الثورة"

وفي بيان صادر عنها قالت شبكة مراسلون بلا حدود إنه من المحتمل أن يكون علي محمود عثمان قد فارق الحياة منذ عدة سنوات، وفقًا لمعلومات حصلت عليها عائلته مؤخرًا، مشيرًة إلى أن عائلة عثمان كانت قد تلقت خبر مقتله تحت التعذيب في سجون النظام نهاية عام 2013، ومضيفةً أن العائلة طالبت بتأكيد صحة المعلومات المتداولة حوله، وتسليم جثته في حال صحة خبر مقتله.

وفق شبكة مراسلون بلا حدود، فمن المحتمل  أن الصحفي السوري علي محمود عثمان قد قتل تعذيبًا في سجون النظام  عام 2013

اقرأ/ي أيضًا: وفق مؤشر "مراسلون بلا حدود".. العالم العربي هو الأخطر على الصحفيين!

وكان عثمان واحدًا من بين عشرات الصحفيين الذين شاركوا في تغطية قمع النظام السوري للمظاهرات السلمية، والقصف العشوائي الذي كان يستهدف الأحياء السكنية. وخلال مسيرته الصحفية كان مديرًا لمركز حمص الإعلامي الذي شارك بتأسيسه حتى ما قبل تاريخ اعتقاله في آذار/مارس 2012 في مدينة حلب، حيث عمل على مساعدة الصحفيين الأجانب في الدخول إلى سوريا لتغطية انتهاكات قوات النظام بالاشتراك مع ميليشيا الدفاع الوطني.

وفي شباط/فبراير 2012، عندما قصفت قوات النظام المركز الإعلامي لحي بابا عمرو الحمصي، الذي كان خاضعًا خلال تلك الفترة لحصار خانق، كان عثمان متواجدًا داخل المركز مع الصحفيين الفرنسيين ماري كولفين وريمي أوشليك اللذين لقيا مصرعهما في القصف، بينما نجا عثمان مع الفرنسية إديث بوفير. 

وبعدما ساعدها عثمان على الخروج من سوريا، قالت في تصريح لصحيفة لوفيغارو الفرنسية إن عثمان أعرب عن خوفه من توجيه النظام السوري اتهامات له بالتواطؤ مع دولة معادية.

وبعد اعتقاله بشهر خرج عثمان في لقاء مع الإعلامي رفيق لطف على قناة الفضائية السورية التابعة للنظام السوري، أجبر خلاله على الإدلاء باعترافات مرتبطة بصوره، وعلاقته مع المتظاهرين السلميين والصحفيين الأجانب، حيثُ كان من بين الصحفيين الذين يخرجون بمداخلات مباشرة على الهواء مع الإعلام العربي والغربي لإيصال حقيقة ما يجري داخل سوريا، وأشارت الشبكة إلى النظام السوري أجبر عثمان على تصوير الاعترافات تحت التعذيب.

صحفيو سوريا.. اختفاء قسري وقتل تحت التعذيب

يعيش الصحفيون ملاحقة أمنية من كافة الأطراف المتحاربة داخل سوريا، حيثُ تشهد المناطق التي يتقاسم النظام السوري، وقوات المعارضة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، انتهاكات دائمة ضد الصحفيين في محاولة لترهيبهم، وثنيهم عن نقل الانتهاكات التي تجري ممارستها بشكل يومي ضد المدنيين.

وفي أحدث تقرير صادر عنها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مشاركة قوات النظام "بشكل لا يقبل الشك" بنسبة 90% من مجمل الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين السوريين، دون أن يتم التمييز بين مواطن صحفي ذكر أو أنثى أو طفل أو حتى بين الصحفيين السوريين والأجانب. 

وتقول الشبكة إنها وثقت مقتل 543 تحت التعذيب أو في عمليات القصف العشوائي التي نفذتها قوات النظام منذ آذار/مارس 2011 حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2018، إضافة لتسجيلها 346 حالة خطف واعتقال على يد قوات النظام.

وطالبت رابطة الصحفيين السوريين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإعلامية، بممارسة الضغوط على النظام السوري لتسليم جثة عثمان لذويه، كما دعت الجهات عينها بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين، والعمل على الدفاع عنهم وعن حرية الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا، وتفعيل اتفاقية مناهضة التعذيب ومحاكمة ومحاسبة مرتكبي التعذيب في سوريا، وتفعيل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بحماية الأشخاص من الاختفاء القسري.

ويأتي بيان مراسلون بلا حدود ليعيد من جديد تسليط الضوء على الانتهاكات الممارسة ضد الصحفيين السوريين من قبل جميع الأطراف المتحاربة في سوريا، فقد وثقت الشبكة السورية مقتل ما لا يقل 689 صحفيًا خلال السنوات السبع الماضية، بالإضافة لقرابة 1131 حالة اعتقال وخطف، وما لا يقل عن 418 حالة اختفاء قسري.

وفي هذا الإطار شدد مكتب الشرق الأوسط لشبكة مراسلون بلا حدود، على ضرورة إطلاق النظام السوري سراح الصحفيين الذين لا زالوا على قيد الحياة في سجونه "دون مزيد من التأخير وإعادة الجثث إلى عائلات الصحفيين الذين فارقوا الحياة أثناء الاحتجاز"، مطالبًا بالكشف عن أسماء المسؤولين على عمليات التعذيب والقتل التي تمارس في سجون النظام السوري.

قتل ما لا يقل عن 689 صحفيًا في سوريا خلال السنوات السبع الماضية، وأخفي قسريًا ما لا يقل عن 418 صحفي

وكانت مراسلون بلا حدود في تصنيفها السنوي لحرية الصحافة للعام الجاري، قد قالت إن "وتيرة الكراهية" ضد الصحفيين "تصاعدت إلى درجة جعلتها تبلغ حد العنف"، مشيرًة إلى أن ذلك "أدى إلى تنامي الشعور بالخوف"، واستمرارية "تقلص دائرة البلدان التي تُعتبر آمنة، حيث يمكن للصحفيين ممارسة مهنتهم بأمان، في حين تشدد الأنظمة الاستبدادية قبضتها على وسائل الإعلام أكثر فأكثر"، حيث جاء تصنيف سوريا في المرتبة 174 من أصل 180 دولة جرى تصنيفها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 4 صحفيين قتلوا خلال الأشهر الأخيرة

الإعلاميون المختطفون لدى داعش.. مصير مجهول وتجاهل مريب من المعارضة المسلحة