أكّد موظفون حاليون وسابقون في شركة تويتر إن مئاتٍ من زملائهم قد رفضوا يوم أمس الخميس التوقيع على تعهد بالعمل لساعات أطول، بحسب مطالب المالك الجديد للشركة، وهو ما قد يعني موجة جديدة من التسريحات أو الانسحابات بين الموظفين، على نحو يهدد قدرة بعض عمليات الموقع على الاستمرار، ويدفع إلى نقاشات سريعة بين المدراء حول آليات سريعة لإنقاذ الموقف.
يتبنى إيلون ماسك إستراتيجيات مثيرة للجدل في سعيه لتغيير الوضع في شركة تويتر بعد استحواذه عليها
وبحسب ما نقلت واشنطن بوست عن أشخاص مطلعين داخل الشركة، أصروا على التحدث بشرط التكتم على أسمائهم خوفًا من تعرضهم لإجراءات انتقامية من طرف ماسك، فإنه قد تم تخفيض عدد المهندسين الذين يعملون على أنظمة ذات حساسية بالغة داخل الشركة إلى موظف واحد أحيانًا أو اثنين فقط.
وقد جاءت هذا التصعيد من قبل عدد من الموظفين كرد على إنذار نهائي أصدره الملياردير إيلون ماسك يوم الأربعاء يطالب فيه الموظفين بالتوقيع على تعهد بالعمل بجدية أكبر يوميًا، وفي حال عدم التوقيع التعهد فإن ذلك يعتبر إقرارًا منهم بقبول قرار فصلهم من الشركة بعد تقديم مكافأة نهاية خدمة عن ثلاثة أشهر عمل.
إلا أن عدد الموظفين الرافضين للتوقيع على مثل هذا التعهد قد كان أكبر من المتوقع بحسب بعض التقديرات، وهو ما دفع ماسك إلى التراجع عن قرار بشأن رفض العمل من المنزل، وتأكيده على أن ذلك خيار متاح بشرط الحصول على توصية من المدير المسؤول توضّح أن الموظف صاحب إنجاز "ممتاز" حتى أثناء العمل من المنزل وأنه ملتزم بالواجبات الموكلة إليه.
لكن العديد من الموظفين رغم ذلك قالوا في تسريبات لوسائل إعلام أمريكية إن الأوان قد فات لمنع حصول تدهور في الموقع بسبب الانخفاض الكبير في أعداد الموظفين الأساسيين في بعض الأقسام الحساسة، إذ تشير تقديرات إلى أن عدد الموظفين الحالي قد لا يتجاوز 2000 إلى 2500 موظف وموظفة، أي بتراجع يبلغ ألفًا على الأقل مقارنة بالعدد الذي وصل إليه عدد الموظفين بعد جولة التسريحات الكبرى، التي تم فيها الاستغناء عن خدمات خمسين بالمئة من مجموع الموظفين.
ووفق مطلعين على المسألة تحدثوا إلى واشنطن بوست، فإن نسبة كبيرة من الموظفين الحاليين ضمن فريق سياسات الثقة والأمان في الموقع قد رفضوا على التوقيع على التعهد، إضافة إلى غالبية العاملين في دائرة التحقق من المعلومات الخاطئة ومتابعة الحسابات الآلية وعمليات انتحال الحسابات.
كما اعترض موظفون داخل الشركة على سياسة ماسك بشأن إلزامية العودة للعمل من المكاتب، بحسب أمر داخلي صدر في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حيث أخبر ماسك الموظفين بأنه يتوقع عودتهم للعمل من مقر الشركة فورًا .إلا أن ماسك قد أبدى تساهلًا في تطبيق هذا الأمر لاحقًا، بعد أن ألمح إلى أن العمل من المنزل ممكن فقط للموظفين "الاستثنائيين"، وبإقرار من المدير المباشر المسؤول. ويعد هذا التنازل الثاني الذي يضطر ماسك إلى الإقدام عليه، بعد أن علق في وقت سابق خدمة اشتراك "تويتر بلو" مقابل 8 دولارات شهريًا، بعد حالة الفوضى التي تسبب بها تطبيق الخدمة المتعلقة بتوثيق الحسابات بالعلامات الزرقاء، وعمليات الانتحال الواسعة التي نجمت عن ذلك.
يرغب إيلون ماسك في زيادة قدرة شركة تويتر على توليد الأرباح
يذكر أن إيلون ماسك يرغب في زيادة قدرة شركة تويتر على توليد الأرباح، وذلك عبر التركيز على طرق مبتكرة لجنى الإيرادات وخفض التكاليف وتعزيز إنتاجية الموظفين إلى الحد الأقصى، على نحو ما يشتهر عنه في شركاته الأخرى، مثل سبيس أكس وتيسلا.