كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID" ، حضروا اجتماعات في القاعدة العسكرية "سدي تيمان"، التي جرت داخلها انتهاكات فظيعة بحق المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ثلاثة مسؤولين في الوكالة، قولهم إن ما يُسمى بـ"عمليات الإغاثة الإنسانية الإسرائيلية" التي انطلقت من القاعدة العسكرية في 29 تموز/ يوليو الماضي، تمت بحضور أميركي منتظم. وأشارت المصادر نفسها، إلى أن الوكالة كلفت بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى قطاع غزة، فيما تم استخدام القاعدة العسكرية كمركز تعذيب واحتجاز مؤقت للمعتقلين من غزة بعد عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الفرقة التي تشرف على دخول المساعدات الإنسانية وعمل منظمات الإغاثة تعمل من خلال عدد من الكرفانات الموجودة داخل القاعدة العسكرية
وفي تموز/ يوليو الماضي، قامت إسرائيل بدمج عدة آليات مختلفة موكلة بعمليات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في هيئة واحدة حملت اسم "مجلس التنسيق المشترك"، بالتعاون مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية الدولية، ومقره قاعدة "سدي تيمان".
واطلعت "الغارديان"، على وثيقة داخلية صادرة عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تشير إلى الموقع الحالي لسدي تيمان، خارج مدينة بئر السبع في جنوب فلسطين المحتلة. وتربط الوثيقة اسم القاعدة بمدخلها على موقع ويكيبيديا، والذي يعرض صورًا لمعتقلين فلسطينيين معصوبي الأعين ويشرح تفاصيل سوء معاملتهم.
وتحدثت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، للصحيفة البريطانية، عن أن اثنين من مسؤولي "USAID" يتوجهان يوميًا إلى "سدي تيمان" لحضور اجتماعات "مجلس التنسيق المشترك" مع المسؤولين الإسرائيليين وممثلين عن الأمم المتحدة. وقال مسؤول أميركي: "لا أستطيع النوم في الليل لمعرفتي بأن التعذيب مستمر، هذا شكل من التعذيب النفسي لجعل شخص يعمل هناك". فيما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مكان تواجد "مجلس التنسيق المشترك"، لكنه لم يرد على الأسئلة بخصوص المعتقل.
وذكر موقع "جويش إنسايدر" أن "الفرقة التي تشرف على دخول المساعدات الإنسانية وعمل منظمات الإغاثة، تعمل من خلال عدد من الكرفانات الموجودة داخل القاعدة العسكرية. وقال متحدث باسم "USAID" إن "الوكالة تعمل عن قرب للتأكد من وجود حوار فعال بين الشركاء في الجهود الإنسانية والحكومة الإسرائيلية، وتحسين الأمن والكفاءة وفعالية تحرك المساعدات الإنسانية إلى غزة وفي أنحائها". وأضاف المتحدث الذي رد على الصحيفة برسالة إلكترونية: "نظرًا للاعتبارات الأمنية، فإننا لا نعلق على مكان وجود طاقمنا". واعتبرت المصادر أن "نقل مركز العمليات الإنسانية إلى سدي تيمان هو سر مكتوم، وأن وثائق USAID والمراسلات الداخلية تشير إلى المكان بأنه في بئر السبع بدون ذكر اسم الموقع".
وسبق أن وصفت منظمات حقوق الإنسان وأشخاص على معرفة بالأوضاع استخدام العنف الشديد من قبل الجنود والحراس في المعتقل، بما في ذلك الاغتصاب والضرب وإجبار المعتقلين المضربين عن الطعام على تناوله. وتحدث طبيب إسرائيلي يعمل في القاعدة عن أن العديد من المعتقلين بُترت أطرافهم، نتيجة تقييدهم لفترات طويلة في أيديهم وأرجلهم. يُذكر أنه في آذار/مارس الماضي، وجه 76 موظفًا رسالة إلى قيادة مكتب التحمل والبيئة والأمن الغذائي، التابع للوكالة، انتقدوا فيها عمل الوكالة، وصمتها أمام معاناة أهالي غزة.