25-يوليو-2024
نتنياهو في الكونغرس الأميركي

من كلمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس (رويترز)

ادعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّ الإسراع بإرسال شحنات الأسلحة الأميركية لجيش الاحتلال سيساعد بإنهاء "الحرب في غزة، وتحقيق النصر"، وذلك في خطاب له أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، أمس الأربعاء، وسط مقاطعة عشرات المشرعين والنواب الديمقراطيين.

وفي خطاب حمل نبرة "عدائية" وعنصرية، بدأ نتنياهو خطابه بالتركيز على أهمية التحالف مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى ذلك بقوله: "من أجل أن تنتصر قوى التحضّر يتعيّن على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تقفا جنبًا إلى جنب"، على حد تعبيره.

مغازلة إدارة بايدن

وتابع رئيس حكومة الاحتلال مضيفًا: "لقد أرسل (الرئيس الأميركي جو) بايدن (إلى الشرق الأوسط) حاملات طائرات للردع، وجاء إلى إسرائيل ليقف إلى جانبنا خلال الساعات الصعبة وهي زيارة لن تُنسى أبدًا"، ومضى في القول مستدركًا في محاولة لمغازلة الإدارة الأميركية الحالية: "أريد أن أشكر بايدن على نصف قرن من الدعم لإسرائيل"، معيدًا التذكير بتصريحات سابقة لبايدن، حين: "قال على نفسه إنه رئيس صهيوني فخور".

بدأ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خطابه بالتركيز على أهمية التحالف مع الولايات المتحدة

وحثّ نتنياهو الولايات المتحدة على تقديم مزيد من الأسلحة لـ"إسرائيل" لمواصلة الحرب الوحشية التي تشنها تل أبيب على غزة منذ عشرة أشهر، زاعمًا أنّ: "تسريع المساعدات الأميركية لإسرائيل سيسّرع إنهاء الحرب في غزة وتحقيق النصر"، مضيفًا: "طوّرنا بشكل مشترك مع الولايات المتحدة أكثر الأسلحة تطورًا من أجل حماية أنفسنا"، وهو دليل على استخدام جيش الاحتلال الأسلحة المُحرمة دوليًا ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.

وخيّب نتنياهو آمال عائلات المحتجزين في غزة، الذين توقّعوا أن يتضمن خطابه الإعلان عن التوصل لاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعدما أشار في حديثه إلى أنّ حكومة الاحتلال تشارك: "بشكل نشط في الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراحهم، وأعتقد أن الجهود ستكون ناجحة. ونحن مستمرون في المحادثات حتى الآن"، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل بشأن الصفقة، ومتجنبًا في الوقت نفسه الإشارة إلى عرقلته الجهود التي تبذلها الدول الساعية للتوصل إلى اتفاق إطلاق النار.

مهاجمة الأطراف الدولية

وفي خطاب اتسم بـ"العدائية"، هاجم نتنياهو المتظاهرين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي حول العالم، وقال: "يجب على المتظاهرين الذين يدعمون حماس أن يخجلوا"، على حد ما جاء في الخطاب، وتابع مضيفًا: "أدين المتظاهرين في الولايات المتحدة الأميركية ضد إسرائيل"، مدعيًا أنّ: "المتظاهرين أمام الكونغرس أصبحوا لعبة في أيدي إيران".

وخاطب نتنياهو أعضاء الكونغرس بالقول: "حينما نقاتل حماس وحزب الله والحوثيين فنحن نقاتل إيران"، مصيفًا: "أعداؤنا هم أعداؤكم وانتصارنا هو انتصاركم"، لافتًا إلى أنّه: "عندما تتحرك إسرائيل لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية فإنها تحمي نفسها وتحمي الولايات المتحدة" على حد زعمه.

وفي سلسلة مهاجمته للأطراف الدولية، هاجم نتنياهو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الذي أكّد سابقًا أنّ إسرائيل تجوع الفلسطينيين بغزة، مشيرًا إلى ذلك بقوله: "اتهم (كريم خان) إسرائيل دون دليل بتجويع سكان غزة، وهذا هراء وتلفيق"، وتابع موجهًا حديثه لأعضاء الكونغرس: "أشكركم لأنكم اعترضتم على الادعاءات الزائفة للمحكمة الجنائية الدولية"، على حد قوله.

وفي إشارة إلى عدم رغبة حكومة الاحتلال بالتصعيد وصولًا إلى حرب شاملة مع "حزب الله" اللبناني في شمال الأراضي المحتلة، قال نتنياهو إن "إسرائيل" تفضّل: "إعادة سكاننا (المستوطنين) إلى الشمال عبر الوسائل الدبلوماسية".

من الادعاءات الكاذبة إلى إحياء "اتفاقية إبراهيم" 

وفي محاولة لتغييّب حقائق الخسائر البشرية والمادية التي أكدتها تقارير دولية وأممية بشأن حرب غزة، ادعى نتنياهو أن الفلسطينيين يعانون الجوع: "لأن حماس تسرق المساعدات"، زاعمًا أنّ عدد القتلى في غزة "هو الأقل في تاريخ حروب المدن"، وأضاف مدعيًا أن حماس: "تنشر الأكاذيب للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب"، مشددًا على أنّ الاحتلال لن يسمح: "بتكرار هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر مهما تعرضنا للضغط".

متظاهرون مؤيدون لفلسطين في واشنطن

وفي ما يتعلق بشأن مستقبل غزة بعد انتهاء العدوان عليها، قال نتنياهو: "سنقاتل حتى ندمر قدرات حماس العسكرية وننهي حكمها في غزة ونعيد المختطفين إلى منازلهم"، وتابع مدعيًا أنّه: "يمكن أن تنتهي (الحرب) غدًا إذا استسلمت حماس، وألقت سلاحها وأعادت المختطفين (المحتجزين في غزة)".

وشدّد في الوقت نفسه على أنّ: "إسرائيل لن ترضى بأقل من النصر الكامل على حماس"، مضيفًا أنّ حكومة الاحتلال تريد في غزة: "إدارة مدنية يقودها فلسطينيون لا يريدون تدمير إسرائيل"، لكنه أشار أيضًا إلى أنّه: "سيتعين علينا الاستمرار في السيطرة على الأمن في غزة حتى في اليوم التالي".

وفي إشارة إلى "اتفاقات إبراهيم" التي وقعتها حكومة الاحتلال مع الإمارات والبحرين والمغرب، برعاية إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، دعا نتنياهو الكونغرس إلى إنشاء "تحالف إبراهيم عسكري بالشرق الأوسط ضد إيران"، وأضاف: "سنعمل مع الولايات المتحدة وشركائنا العرب لنحول منطقة فقيرة ومضطربة إلى واحة للازدهار والأمن"، على حد قوله.

ومضى نتنياهو بالقول إنّه: "يجب دعوة كافة الدول التي ستصنع السلام مع إسرائيل للانضمام إلى تحالفنا"، موجهًا الشكر لترامب على رعايته "اتفاقيات إبراهيم"، ونقل السفارة الأميركية إلى "تل أبيب"، فضلًا عن اعترافه بسيادة الاحتلال على هضبة الجولان السورية، زاعمًا أنّ: "القدس هي العاصمة الأبدية لنا، والتي لن تقسم مرة أخرى".

اللعب على وتر دغدغة العواطف

وردت حركة "حماس" على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، بالقول إنّه: "كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلًا من إعطائه فرصة لتلميع وجهه أمام العالم، والتغطية على عمليات القتل الجماعي، والتطهير العرقي في قطاع غزة".

وأضافت الحركة أّنه: "في الوقت الذي يقود فيه رئيس حكومة الاحتلال حربًا وحشية تستهدف إبادة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتنتهك فيها كافة القوانين الدولية والأعراف والمعاهدات الإنسانية التي صممت لحماية المدنيين، بما لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلًا، يستقبل الكونغرس الأميركي كلمة من مجرم الحرب نتنياهو، يكرر فيها الدعاية الهابطة والأكاذيب التي ساقها قبل أكثر من تسعة أشهر وثبت بطلانها، واتخذها ذريعة لارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة".

قالت حركة "حماس" إن نتنياهو حاول في خطابه اللعب على وتر دغدغة العواطف وقلب الحقائق

وأشارت إلى أنّ "نتنياهو حاول اللعب على وتر دغدغة العواطف، وقلب الحقائق، والترويج لروايات كاذبة حول السابع من (تشرين الأول) أكتوبر، بينما التحقيقات الإسرائيلية والدولية أكدت كذب هذه الادعاءات وأكدت ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم قتل جماعي للمدنيين الإسرائيليين في غلاف غزة".

وشددت على أنّ: "خطاب نتنياهو يعكس عمّق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علنيًا بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة، والترويج لانتصارات وهمية بتحريره عددًا من الأسرى، متناسيًا المجازر المروّعة التي ارتكبها بحق المدنيين في رفح والنصيرات أثناء تحريرهم".

وأكدت الحركة أنّه بمواصلة الولايات المتحدة الدعم غير المحدود لحكومة الاحتلال، فإنها: "تؤكّد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع وتدمير لكل مناحي الحياة يشهدها العالم بالصوت والصورة".

وكان نحو 30 نائبًا ديمقراطيًا، بالإضافة إلى مشرعين ديمقراطيين، قد أعلنوا مقاطعتهم خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، فيما فضّل البعض منهم تنظيم لقاءات مع أهالي المحتجزين في غزة.