استفاق المصريون منذ عدة أيام على فضيحة فساد جديدة عالمية، وهي فساد اللحوم البرازيلية التي تصدرها البرازيل، أكبر مصدر للحوم في العالم، ووفقًا لعدة وكالات أنباء ومواقع عالمية، كشفت السلطات البرازيلية أن اللحوم التي يتم تصديرها للخارج لحوم تحتوي موادًا مسرطنة وبكتيريا السلامونيلا وأن اللحم المفروم يحوي ورقًا مقوى، وتم إلصاق تواريخ صلاحية غير صحيحة عليها.
استفاق المصريون منذ أيام على فضيحة فساد اللحوم التي تصدرها البرازيل لمصر وغيرها من الدول وأثار ذلك قلقًا شعبيًا مقابل تهدئة رسمية
يّذكر أن البرازيل تصدر ما قيمته إجمالًا 2.35% من قيمة الصادرات العالمية للحوم، وتستورد مصر 12% من إجمالي اللحوم البرازيلية المصدرة بحيث تحتل المرتبة الثالثة بين المستوردين في العالم يليها كل من السعودية والإمارات.
اقرأ/ي أيضًا: الرقابة على الطعام في مصر: قانون غائب وضمير مستتر!
أما بالنسبة لردود الأفعال الرسمية في مصر فقد تضاربت، من جانب نفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية إيقاف استيراد اللحوم من البرازيل، لحين ورود الرد الرسمي من السفارة البرازيلية بالقاهرة على استفسار وزارة الزراعة في علاقة بطريقة ذبح الماشية والدواجن الحية في المجازر البرازيلية ومدى مطابقتها للمواصفات المصرية.
ثم عادت مصادر رسمية للوزارة إلى مراجعة جميع رسائل اللحوم والدواجن المستوردة من البرازيل، للتأكد من تطبيق جميع الإجراءات الصحية المتعلقة بالاستيراد منها، وتشديد الإجراءات الصحية والبيطرية المتعلقة بالشحنات الأخرى الواردة إلى مصر من البرازيل خلال الفترة المقبلة استعدادًا لشهر رمضان.
مع تأكيد وزارة الصحة على أن جميع اللحوم المستوردة من البرازيل يتم فحصها عند وصولها إلى منافذ الوصول، وسحب عينات لتحليلها للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك المحلي وخلوها من الأمراض التي تمنع دخولها إلى البلاد من خلال اللجنة الثلاثية، التي تضم أجهزة الحجر البيطرية والمعامل التابعة لوزارة الزراعة، بالإضافة إلى الرقابة من وزارة الصحة ومعاملها المعتمدة، فضلًا عن دور هيئة الرقابة على الصادرات والواردات في منع وصول لحوم مخالفة إلى مصر.
اقرأ/ي أيضًا: أماني الخياط.. بوق السيسي لإسكات فقراء مصر
أما بالنسبة لمجلس النواب المصري فقد قال وكيل لجنة الزراعة والري والأمن الغذائى والثروة الحيوانية بمجلس النواب سيد حسن، إن اللجنة تعتزم عقد اجتماع الأسبوع بعد المقبل لمناقشة تحقيقات السلطات البرازيلية بشأن تصدير لحوم فاسدة إلى دول من بينها مصر. وأشار إلى أن اللجنة ستطالب بالاطلاع على المستندات الخاصة بعمليات استيراد اللحوم من البرازيل. وأحد النواب في البرلمان قد أشار إلى ضرورة وجود آلية لمحاسبة المسؤولين عن دخول هذه الشحنات الفاسدة إلى مصر.
أثارت أزمة اللحوم البرازيلية عدة تساؤلات لها علاقة بآليات الرقابة على الطعام المستورد الوارد إلى مصر
أثارت الأزمة عدة تساؤلات لها علاقة بآليات الرقابة على الطعام المستورد الوارد إلى البلاد، وما هي المعايير التي تطبقها السلطات المصرية في الكشف عن مدى صحة الطعام المستورد؟. أما على موقع الهيئة القومية لسلامة الغذاء فقد غابت التحذيرات والأخبار عن الموضوع.
ويُذكر أن الهيئة كانت ضمن مشروع قانون يهدف إلى تحقيق متطلبات سلامة الغذاء، والرقابة والإشراف عليه فى جميع مراحل تداوله سواء كان منتجًا محليًا أم مستوردًا، ومنع الغش والتدليس فيه وإجراء التفتيش اللازم على الجهات ذات الصلة وذلك لضمان أن تكون عمليات الإنتاج والتصنيع والتغليف والحفظ والتخزين والنقل والتسويق لجميع السلع الغذائية وفق الأسس الصحية.
لكن المشكلة الحقيقية أن الهيئة حتى الآن لم تباشر بعد عملها بسبب نزاع بين الوزارات على تبعية الهيئة لها. أما المواطنون فهم الغائب الحاضر دائمًا بمعدلات متزايدة من المعاناة من فيروس سي "التهاب الكبد الوبائي" وأمراض السرطان المختلفة التي باتت مصر تعاني منها بشكل مزمن.
اقرأ/ي أيضًا: