23-مارس-2017

الشاعر والناقد فوزي كريم

أصدرت "منشورات المتوسط" في إيطاليا ثلاثة كتب نقديّة للشاعر والناقد العراقي فوزي كريم (1945)، وهو أحد أبرز شعراء جيل الستينيات في العراق الذي فتح الباب واسعًا أمام الحداثة الشعريّة، فضلًا عن المعالجة النقدية للتراث والشعر الحديث.

تأتي كتب فوزي كريم في حقلِ نشاطِه النقدي الذي بدأه مع مطلعِ نشاطِه الشعري في الستينيات

تأتي كتب كريم في حقلِ نشاطِه النقدي الذي بدأه مع مطلعِ نشاطِه الشعري في الستينيات، وهذه الكتب هي كتاب "شاعرُ المتاهةِ وشاعرُ الراية، الشعرُ وجذورُ الكراهية"، و"القلبُ المفكر، الشعرُ يُغنّي، ولكنه يُفكّر أيضًا"، إضافة إلى طبعة ثانية، مزيدة ومنقحة، من كتابه الشهير "ثيابُ الإمبراطور، الشعرُ ومرايا الحداثة الخادعة".

اقرأ/ي أيضًا: "منشورات المتوسط".. الاختراق عبر الكتب

وتشكل هذه الكتب مقاربة علاوة على مئاتِ المقالات النقدية التي كتبها كريم، موقفًا نقديًا يتبلور ويتسع، ولا يكتمل، إذ إن ثمة قناعة في هذا الموقف النقدي ترى أن هناك نقطةَ ضعفٍ بالغة الخطورة في الشعر العربي، من مطلعه الجاهلي حتى اليوم، وفي هذه الكتب الثلاثة، التي تنأى عن رطانة اللغة النظرية المترجمة برداءة والشائعة منذ عقود، عددٌ من المحاورِ الإشكالية، تسعى إلى تَحفيزِ الشاعرِ والقارئ على معاودةِ النظر، وعلى المحاججةِ، وعلى الاختلاف "إنها كتب يجب أن تُقرأ ككتاب من ثلاث حلقات"، تقول منشورات المتوسط.

في كتاب "شاعرُ المتاهةِ وشاعرُ الراية، الشعرُ وجذورُ الكراهية"، يتحدث كريم عن القصيدة قبل مرحلة التجديد على يد الرواد، إذ يصفها بأنها كانت "قصيدةَ إجابةٍ"، إلا أنه يشرح بأنها أصبحت بعد ذلك قصيدةَ تساؤل وحيرة. يبدأ الشاعر الجديد بيتها الأول، ولكنه يجهل كيف ستتحرك أبياتها التالية، وبأي اتجاه. ما يعرفه أنه، هو الشاعر، ينطوي على لغم من التساؤلات. أما في كتاب "القلبُ المفكر، الشعرُ يُغنّي، ولكنه يُفكّر أيضًا"، فإن كريم يطرح مقارنة بين الشعر العالمي والشعر العربي، إذ يصف الأخير أنه يسعى إلى المهارة، والنزعة البلاغية والعناية بالشكل.

يقيم فوزي كريم في العاصمة البريطانية لندن منذُ عام 1979، حيث أصدر هناك مجلةَ "اللحظة الشعرية" لبضع سنوات، وواصل كتابةَ عموده الأسبوعي في الصحافة الثقافية طوالَ حياته، في الشأن الشعري، الموسيقي والفني.
ولكريم أكثر من 22 مجموعة شعرية، منها مختاراتٌ صدرت في الإنجليزية، والفرنسية، والسويدية، والإيطالية. إلى جانب الشعر له أكثر من 18 كتابًا في حقل النقد الشعري، الموسيقي والقصة. وله معارض عدة كفنان تشكيلي. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

سالغاري والقرصان الأسود

طفل الشيعة المسموم من إناء "دار الجديد"