أعلنت حركة طالبان، التي تقبض على زمام السلطة في أفغانستان، عن قرار جديد يقضي بمنع النساء من زيارة واحدة من أهم الحدائق العامة، كما أعلنت عن مجموعة جديدة من القيود على حركة النساء في البلاد.
وقد قال الناطق باسم القائم بأعمال وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن قوات الأمن ستمنع النساء من زيارة منتزه باند إي أمير الوطني، الذي يعد أكبر منتزهات البلاد العامة، وعزت ذلك إلى عدم التزام النساء بالحجاب المناسب خلال زيارتهن للمنتزه.
يأتي القرار بعد أسبوع من زيارة القائم بأعمال وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محمد خالد حنفي، إلى إقليم بايمان الذي يقع فيه المنتزه، إذ أبلغ المسؤولين عندها بأن النساء لم يكنّ ملتزمات بـ "الحجاب الصحيح"، كما طلب من رجال الأمن منع النساء من زيارة المنزه الذي يعد أحد أبرز المعالم السياحية في المنطقة. وأضاف حنفي أن "رؤية المناظر الطبيعية ليست فرضًا على النساء."
وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال إن "رؤية المناظر الطبيعية ليست فرضًا على النساء."
يقع منتزه باند إي أمير الوطني على بعد 175 كيلومترًا غربًا من العاصمة كابل، وقد وضعته اليونسكو على قائمة التراث العالمي، كما يعد وجهة مهمة للسياحة الداخلية في البلاد.
في السياق ذاته، قالت إحدى الشركات الإماراتية التي تمول تعليم الفتيات الأفغانيات الأسبوع الماضي إن السلطات الأفغانية منعت حوالي 100 فتاة أفغانية من السفر إلى الإمارات بهدف الدراسة الجامعية.
يأتي ذلك بعد إغلاق سلطات طالبان لكافة الجامعات والمدارس المخصصة للفتيات في البلاد، فيما أبقت على قرار يسمح لهن بالسفر خارج البلاد برفقة أحد محارمهن.
من جهتها، أدانت منظمات حقوقية عدة قرارات طالبان وممارساتها، فوصفت منظمة العفو الدولية منع الطالبات من السفر لإكمال دراستهن بأنه "قرار غير معقول"، وقالت إنه "انتهاك صارخ للحق في التعليم وحرية التنقل، وهو دليل على الاضطهاد ضد النساء والفتيات في أفغانستان."
وطالبت المنظمة السلطات الأفغانية بالتراجع عن قرارها مباشرة والسماح للفتيات بالدراسة في الخارج.
كما أدانت منظمة هيومان رايتس ووتش قرارات طالبان وطالبت المجتمع الدولي بـ "الضغط على طالبان لإنهاء انتهاكاتها لحقوق النساء."
ووصفت المنظمة قرار السلطات بمنع النساء من زيارة منتزه باند إي أمير الوطني بأنه "قاسٍ على نحو مقصود." نائبة مدير قسم حقوق المرأة في منظمة هيومان رايتس ووتش، هيذر بار، قالت لوكالة الأنباء الفرنسية إن "طالبان لم تكتفِ بمنع الفتيات والنساء من التعليم والعمل وحرية التنقل، بل أرادت أيضًا أن تسلب منهن زيارة المنتزهات وممارسة الرياضة وحتى مشاهدة المناظر الطبيعية."
وأضافت أن "الجدران باتت تضيق على النساء شيئًا فشيئًا حتى أصبحت البيوت سجونًا لهن."