09-مايو-2017

الجنس مقابل الحفاظ على العمل أو النجاح الدراسي هاجس المغربيات (باسكال لوغريتاين/Getty)

يكفي أن تنطق كلمة "جنس" حتى ينتبه إليك الجميع، الكبير قبل الصغير، فالقصص الجنسية دائمًا ما تحظى باهتمام منقطع النظير في المجتمع المغربي، شأنه شأن عديد المجتمعات الأخرى. وقد نصادف في حياتنا اليومية، قصص أشخاص تعرضوا للابتزاز من طرف أعلى سلطة منهم، كمدير أو أستاذ، أو غير ذلك، في حالات يمكن أن نطلق عليه اسم "الجنس مقابل العمل"، وفي هذا التقرير لمحة عنه في المغرب.

تكررت مؤخرًا في المغرب حوادث ابتزاز فتيات لتقديم خدمات جنسية مقابل العمل أو الدراسة وهو ما أثار جدلًا واسعًا

اقرأ/ي أيضًا:  الدمى الجنسية قادمة.. استنفار في المغرب

فضائح جنسية الواحدة تلو الأخرى..

قبل أيام قليلة، تم تداول صور محادثات سرية بين أستاذ في جامعة بتطوان، شمال المغرب، وبعض طالباته، على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيها الأستاذ عن استعداده لمنح علامات مرتفعة للطالبات المعنيات شرط ممارسة الجنس معه، وتُظهر المحادثات أن بعض الطالبات قبلن بذلك "العرض".

هذه المحادثات جرى تسريبها من حساب الأستاذ على "فيسبوك" بعد اختراقه، وتم إيرادها في صفحة أعدت خصيصًا لهذا الغرض، وقد تضمنت المحادثات عبارات جنسية مباشرة ووصفًا دقيقًا للممارسة الجنسية، وتم تم تداول الأمر بشكل واسع محليًا.

وقبل أشهر، يتذكر المغاربة جيدًا كيف اتهمت صحفية متدربة عملت بالقناة الثانية المغربية، مدير القناة باغتصابها والتحرش بها، وعمدت إلى نشر مراسلات على فيسبوك تمت بينها وبين ذلك المدير.

الابتزاز هو القاعدة..

تقول نبيلة جلال، عن شبكة الرابطة إنجاد ضد العنف، لـ"الترا صوت"، إنه "يمكن أن تحمي المرأة نفسها من هذه الممارسات عبر اتخاذها موقفًا حاسمًا ضد المبتز أو المتحرش". كما يمكن أن تلجأ إلى القانون، أو إلى جمعيات حقوقية أو نسائية تقدم لها الرأي والمساعدة والاستشارة. وتضيف نبيلة جلال: "مع تطور الوسائل التكنولوجية، يمكن أن يترك المبتز دليلًا دون أن ينتبه، يمكن استغلاله ضده كالمحادثات التي تجرى في الهاتف أو عبر صور يرسلها أو غير ذلك".

وتوضح: "أغلب هؤلاء النسوة ممن تعرضن لهذا النوع من العنف يفضلن مغادرة العمل في صمت. نعلم أن الثقافة المغربية لا تشجع امرأة على أن تكون جريئة وتفضح تصرفات المدير أو الزميل أو الأستاذ، فهي وفقًا لعقلية المغاربة مسؤولة بشكل أو بآخر عن العنف الجنسي الذي تعرضت له، وعادة يربطون ذلك بلباسها أو طريقة كلامها أو تصرفاتها".

تدعو المنظمات النسوية أو الحقوقية المتضرر من الابتزاز إلى اتخاذ موقف حاسم والالتجاء للقضاء وعدم الوقوع في فخ التواطئ والصمت

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "زواج الوقت".. جدل الجنس والحب في المغرب

تورط وصمت..

لكن ماذا إن فضلت المرأة الخضوع إلى المبتز، فما هي سمات شخصيتها، وإلام يعود ذلك وما هي سمات شخصية المبتز، وكيف يتم هذا الأمر الذي يحصل عادة لحماية مصالح مباشرة أو غير مباشرة. يجيبنا عن هذا السؤال محسن بن زاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، الذي يقول لـ"ألترا صوت": "المرأة أو الرجل الذي يخضع إلى ابتزاز جنسي مقابل حصوله على العمل أو الحفاظ على مصلحة ما، هو غالباً ما يكون شخصًا وصوليًا، يؤمن أنه لا يمكن صعود أدراج المجتمع إلا بطريقة ملتوية، بعضهم يفتخر أمام زملائه بما يقوم به ويعرف ما يُتداول عنه ولا يقلقه".

ويضيف أستاذ علم النفس الاجتماعي: "يمكن أن يبرر هذا الشخص سلوكه بعوامل الفقر، أو أنه لا يستطيع إلا القبول بسبب أبنائه، أو لقمة العيش، أو أسرته وهكذا، كأنه يعطي الشرعية لسلوكه المنبوذ على أصعدة مختلفة، ولهذا مع هذه التبريرات يتعود على سلوكه ويصبح أمرًا عاديًا بالنسبة له، كما أن من يقع في فخ الابتزاز قد يكون ضعيف الشخصية، لم يستطع بناء نفسه أو إثبات كيانه، ليس باستطاعته المواجهة للآخر، ويستسلم بسهولة عند أول مواجهة له".

أما عن شخصية المبتز فيقول بن زاكور: "إنها تشبه شخصية الطرف الآخر لكن بشكل معاكس، أي يمكن أن تكون شخصية ضعيفة جبانة ليس لها قدرة على المواجهة ولهذا يلجأ إلى الابتزاز للوصول إلى مبتغاه". ويضيف: "في المغرب نتلقى في مجتمعنا تربية تخضع إلى منطق الابتزاز في كل شيء، يمكن أن أؤكد أن أي إنسان مغربي قد مر في مرحلة من عمره بالابتزاز، لهذا يعتقد البعض أنها الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الهدف". ويمكن للشخص أن يضفي على هذه الممارسات الشرعية اللازمة التي تسوغ له ممارستها، فهو يقول في نفسه، لست الوحيد الذي يرتكب هذا السلوك، وكأنه نفاق اجتماعي، أو نوع من المهارة الاجتماعية في نظره.

اقرأ/ي أيضًا:

الجنس أولًا في مصر.. بشهادة مواقع المواعدة

"السكس" عرض وطلب أيضًا