لن يصاب السوري بالصدمة إذا ما رأى أثاث بيته أو ألبسة أبنائه وزوجته تباع على الرصيف في الأسواق المنتشرة في محيط العاصمة وبعض شوارعها الخلفية، والسبب كما يقول أغلبهم أنهم يعرفون من سرقها، ومن يبيعها، وكيف احتلت بيوتهم بحجة محاربة الإرهاب والعصابات المسلحة، وانقضّت مجاميع الشبيحة والميليشيات التي حاربت مع جيش النظام على أرزاقهم، ونهبتها وهذه الحال مستمرة منذ أول يوم في الحرب.
من المضار التي تعرض لها السوريون أثناء الحرب تعرض بيوتهم للسرقة من قبل شبيحة النظام وميليشياتهم
هذا الجدل تصاعد بعد مقال نشرته جريدة تشرين تحت عنوان "في شوارع دمشق.. مواطنون وجدوا أثاث منازلهم وملابسهم المسروقة معروضة للبيع". وقد تعددت آراء السوريين إزاء ذلك على مواقع التواصل. وعبر معظمهم عن ألمهم مما وصلوا إليه، وأن من يسرقهم هم أبناء جلدتهم وممن جاء، كما يدّعون، لحمايتهم ومن ثم كانوا هم من نهبوا أرزاقهم.
اقرأ/ي أيضًا: المقاتلون التونسيون مع النظام السوري.. إرهاب آخر!
من هم الجناة؟
عدد كبير من المتفاعلين على مواقع التواصل مع تكرر السرقات لم يجد سوى الدعاء على اللصوص وعلى من دعمهم، وأن ما فعلوه سيعود بالويل على بيوتهم وأبنائهم. فيما رأى كثيرون أن الجاني معروف من الجميع، وأن زمن محاسبته قد ذهب، ولا أحد يريد أن يحاسبه أو يحاكمه.
واستغرب كثير من المعلقين محاولة البعض اللف والدوران حول هوية الجناة ووصفهم حسب مقال "تشرين" بـ"المجهولين"، وأن البعض يحاول التعتيم على الحقيقة التي يعرفها الجميع من أول يوم في الحرب المدمرة على الشعب السوري، وما خلفته من قتل ودمار وتشريد كانت غايتها نهب حياتهم وأرزاقهم وتشريدهم في أصقاع الأرض.
علق أحدهم: "كيف مجهولة المصدر كلنا بنعرف مين عم يسرق هل البيوت ويبيع أغراضها إذا في حد ما بيعرف بيكون من كوكب المريخ". آخرون كانوا أكثر وضوحاً وحددوا الجناة ومن يدعمهم، إذ علق آخر: "هدول يلي عم يسرقو سلحتهم الدولة وعم يسرقو بغطاء منهم ومحميين ومانن سائلين وكل الشعب بيعرف هالشي بس ملتزمين الصمت وأنا واحد من الشعب سرقو بيتي قدام عيون الناس".
بالضبط هم مسلحون من قبل الدولة السورية، وهذا الضوء الأخضر يعرف الجميع أنه أعطي لهؤلاء كمكافأة على خدماتهم، وهناك صور ومقاطع فيديو تثبت ذلك وهذا ما يراه أحد المعلقين: "لصوص وقتلة كل شيء موثق بالأسماء والصور ولكن هناك من أعطاهم الضوء الأخضر..".
اقرأ/ي أيضًا: شبيحة الأسد.. تعرف على أبرز المليشيات الأجنبية المقاتلة مع النظام السوري (1-3)
أسواق المسروق منوعة
لاحظ السوريون بيع مكونات بيوتهم في أسواق في محيط دمشق وفي ريفها أين تسيطر مليشيات مقربة من النظام السوري
في مقالها، أشارت جريدة تشرين انتشار أسواق بيع المسروق في سوق الهال بقلب العاصمة وكذلك أسواق في ريفها كسوق السيدة زينب، حيث تسيطر هناك عناصر حزب الله، وأغلب البضائع هي من أماكن تم السيطرة عليها من قبل عناصر هذه الميليشيات ويتم بيعها أمام أعينهم.
وسبق أن نشرت صحف ومواقع المعارضة صوراً وفيديوهات لقيام عناصر من الجيش والقوات التي يسميها "الرديفة" بسرقة بيوت السوريين و"تعفيشها"، وهو المصطلح الذي راج في سنوات الحرب السورية ويعني سرقة بيوت الناس وبيعها.
اقرأ/ي أيضًا:
شبيحة الأسد.. تعرف على أبرز المليشيات الأجنبية المقاتلة مع النظام السوري (2-3)
شبيحة الأسد.. تعرف على أبرز المليشيات الأجنبية المقاتلة مع النظام السوري (3-3)