بعد عملية بحث وملاحقة استمرت أسابيع، أعلنت شرطة ولاية ألباكيركي الأمريكية اعتقال رجل متورط في أربع عمليات إطلاق نار استهدفت أفرادًا من الجالية المسلمة في المدينة، وراح ضحيتها أربعة أشخاص.
دبّ الخوف لأول مرّة بين أفراد الجالية المسلمة في المدينة والبالغ تعدادهم 5000 شخص تقريبًا
وبحسب واشنطن بوست الأمريكية، قال مسؤولون في الولاية إنهم يخططون لتوجيه اتهامات ضدّ القاتل، والمدعو "محمد سيد" (51 عامًا)، بتهم قتل رجلين على الأقل، هما أفتاب حسين (41 عامًا)، ومحمد أفضال حسين (27 عامًا). وما تزال التحقيقات جارية لتأكيد تورّط الجاني في مقتل مسلمين آخرين في المدينة.
كايل هارتسوك، نائبة نائب قائد شرطة الولاية، قالت في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، 9 آب/أغسطس إن الشرطة ألقت القبض على الجاني بعد حصولها على معلومة من أحد المواطنين حول المشتبه به، وأن السلطات قد بدأت التحقيق معه واستصدرت إذنًا من المدعي العام لتفتيش منزله وسيارته.
وقد وجد المحققون أسلحة نارية في منزل الجاني وسيارته واحد منها على الأقل يتطابق مع الرصاصات التي وجدت في موقع جريمتين من جرائم القتل التي أثارت خوف الجالية المسلمة في المدينة طوال الأسابيع الماضية.
وقد أوضحت هارتسوك بأن المحققين ما يزالون يسعون لتحديد الدافع وراء تلك الجرائم، وأنها لا تستبعد أن تكون الجرائم بدافع الكراهية.
سلسلة حوادث قتل ضد المسلمين
وكان أربعة رجال مسلمين من أصول جنوب آسيوية قد قتلوا بالرصاص في مدينة ألباكيركي في ولاية نيوكسيكو مؤخرًا، علمًا أن ثلاثة من الجرائم قد حصلت خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وهو ما أثار مخاوف في المجتمع ولدى السلطات بوجود قاتل متسلسل في المدينة، يخطط لعمليات قتل جديدة، تستهدف الجالية المسلمة.
أنيلا عباد، الأمينة العامة للمركز الإسلامي في المدينة، قالت إن المجتمع في حالة صدمة بعد عمليات القتل التي حصلت، وأوضحت في حديث مع وسائل إعلامة أمريكية إن مثل هذا الرعب "لم يحدث من قبل في ألباكيركي"، وأن الأشخاص الذي استقروا في المدينة منذ عقود طويلة لم يشعروا من قبل قط بمثل هذا التهديد.
يعيش 5000 أمريكي مسلم في مدينة ألباكيركي البالغ عدد سكانها حوالي 560.000 نسمة، وقد اضطر العديد من أفراد هذه الجالية الصغيرة في المدينة إلى التغيير في نمط حياتهم مؤخرًا بعد الجرائم التي حصلت، إذ فضل كثيرون البقاء في المنازل وعدم التردد إلى المسجد والمركز الإسلامي، كما خشيت بعض الأسر إرسال الأطفال إلى المدارس. وللتعامل مع هذه الحالة من القلق، قررت شرطة المدينة الاستمرار في تكثيف الدوريات الأمنية في أجزاء من المدينة، خاصة قرب الأحياء التي يقطنها مسلمون.
كما تتواجد قرب المركز الإسلامي في المدينة دورية شرطة لحماية المصلين في أوقات الصلوات الخمسة، وهو إجراء غير مسبوق في تاريخ المسجد الذي أسس قبل 31 عامًا. ومع ذلك، تفيد الواشنطن بوست بأن عدد المصلين ما يزال في تراجع، كأثر مباشر للجرائم التي حصلت.