أسبوع واحد يفصلنا عن انطلاق منافسات دوري أبطال أوروبا لموسم 2022-2023، حيث أسفرت قرعة مرحلة المجموعات مجموعات متوازنة، من المفترض أن لا تجد الفرق الكبرى صعوبة في تخطيها، باستثناء المجموعة الثالثة التي ضمّت ثلاثة فرق من العيار الثقيل، هي بايرن ميونيخ الألماني، برشلونة الإسباني وإنتر ميلانو الإيطالي.
وقد سحُبت القرعة مساء الخميس في مدينة إسطنبول التركية، بغياب الفرق الروسية المعاقبة من الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب في أوكرانيا، فيما تقرّر أن يلعب شاختار دونيتسك الأوكراني مبارياته في بولندا، وستنطلق المسابقة في السادس من أيلول \ سبتمبر القادم، على أن يختتم دور المجموعات وتٌسحب قرعة دور الـ 16، قبل موعد ركلة بداية مونديال 2022 في قطر.
المجموعة الاولى: مهمة سهلة لليفربول
يبدو أن الأمور بمتناول ليفربول الإنجليزي وصيف النسخة الماضية، لتصدّر المجموعة الأولى والمضي قدّمًا في البطولة، فيما ستكون المنافسة على أشدها، بين نابولي الإيطالي الذي يتطوّر بشكل كبير تحت قيادة سباليتي، وآياكس أمستردم الهولندي بطل المسابقة أربع مرات في السابق، للحصول على بطاقة التأهل الثانية كما هو متوقع، في وقت لن يقف غلاسكو رينجرز الأسكتلندي وصيف الدوري الأوروبي موقف المتفرج، وسيقاتل بكل بقوته للحصول على الأقل على المركز الثالث والانتقال للمشاركة في الدوري الأوروبي.
ليفربول بدأ موسمه المحلي بطريقة متعثّرة، لكن الأمور تتحسن مع الوقت، خاصة مع انتصار ليفربول الساحق على بورنموث، وعودة اللاعبين المصابين كتياغو ألكانتارا، دييغو جوتا، وإبراهيم كوناتي، وبالتالي فإن كتيبة كلوب تبدو الأكثر جاهزية للانقضاض على المركز الأول، في وقت يعيش آياكس مرحلة انتقالية بعد خروج مدربه تين هاغ، ولا يزال نابولي في مرحلة التطوّر، الأمر الذي سيحاول استغلاله رينجرز تحت قيادة جيوفاني برونكهوست، ومحاولة مزاحمتهم على إحدى البطاقات.
المجموعة الثانية: الجميع يمتلك الفرص
مجموعة متوازنة إلى حد بعيد، وتمتلك جميع الفرق فيها حظوظًا بالتأهل، فأتلتيكو مدريد اكتسب خبرات كبيرة بالمسابقة في السنوات الأخيرة، ونجح في بلوغ النهائي عامي 2014 و2016، كما اعتاد على تخطي دور المجموعات في معظم مشاركاته، لكن مهمته لن تكون سهلة مع تواجد فريقين عنيدين يلعبان دون ضغوط كبيرة، لديهما الزاد البشري والفني اللازم للتعامل مع المواقف الصعبة، هما بورتو البرتغالي حامل اللقب مرتين، وباير ليفركوزن وصيف نسخة 2002.
الفريق الرابع في المجموعة هو كلوب بروج البلجيكي، والذي تبدو حظوظه نظريًا أقلّ من الباقين، إلا أن الفريق أثبت في السنوات الأخيرة أنه ليس لقمة سائغة في المسابقات الأوروبية
المجموعة الثالثة: كلاكيت بايرن ميونيخ برشلونة مرة أخرى
أصبحت مواجهة بايرن ميونيخ مع برشلونة تقليدًا اعتياديًا في دوري الأبطال، فالفريقان سيتواجهان للمرة الثالثة في آخر أربع نسخ، والسادسة منذ عام 2009. الفريق البافاري استفاد من التخبط الذي يعيشه برشلونة مؤخّرًا، وحقق انتصارات كبيرة عليه، أبرزها كان في ربع نهائي نسخة 2020 عندما اكتسحه بنتيحة 8-2.
برشلونة الحالي لا يشبه بطبيعة الحال الفريق الذي خرج من دور المجموعات في الموسم الماضي، فنتحدث اليوم عن مدرب جديد وصفقات مميزة قادرة على إعادة الفريق لمكانته، لكن بايرن ميوينخ لن يكون مشكلته الوحيدة هذه المرة، فالقرعة أوقعت معهما إنتر ميلانو الإيطالي، حامل لقب المسابقة مرتين في السابق، والذي سيلعب المباريات بضغط أقل كونه المرشح الأقل حظّا بين الثلاثي المذكور، وسيحاول اقتناص كل الفرص لخطف إحدى بطاقتي التأهل، معتمدًا بشكل أساسي على خط هجومه الناري المؤلف من لاوتارو مارتينيز وروميلو لوكاكو.
أقل الفرق الـ 32 حظًا هو فكتوريا بلزن التشيكي، الذي وجد نفسه في مجموعة حديدية تضم ثلاثة أبطال سابقين، تمتلك قوى هجومية ضاربة لا ترحم أي دفاع، وبالتالي فإن المركز الرابع محجوز نظريًا للفريق التشيكي، بحال لم يصنع لاعبوه معجزة كروية.
المجموعة الثالثة ستشهد مواجهة خاصة بين مهاجم برشلونة وأفضل لاعب بالعالم باختيار الفيفا روبرت ليفاندوفسكي، ضد فريقه السابق بايرن ميونيخ، صاحب الانطلاقة الصاروخية في الدوري الألماني، والذي يريد أن يثبت أنه لم يتأثر برحيل نجمه الأول، وأن السنغالي ساديو ماني قادر على تعويضه، في المقابل فإن ليفا سيحاول إثبات العكس، من خلال مساعدة فريق على تصدر المجموعة، وتحقيق انتصار ضد البافاري.
المجموعة الرابعة: كونتي مطالب بإثبات نفسه أوروبيًا
مجموعة أخرى متوازنة، تضم فرانكفورت الألماني بطل الدوري الأوروبي، توتنهام الإنجليزي تحت قيادة أنطونيو كونتي، سبورتنغ لشبونة البرتغالي الذي تخطى دور المجموعات في العام الماضي، ومرسيليا الفرنسي بطل نسخة 1993.
نظريًا يمتلك توتنهام أفضلية على باقي فرق المجموعة، في ظل تواجد الثنائي الهجومي المرعب هاري كاين وهيونغ مين سون، بالإضافة إلى الصفقات المميزة التي تعاقد معها الفريق في الصيف الحالي، وبالتالي فإن الفرصة متاحة أمام كونتي لكسر نحسه في دوري الأبطال والوصول إلى دور متقدم، بعدما اعتاد الخروج من دور المجموعات أو من دور الـ 16 في معظم مشاركاته السابقة.
الفرق الثلاث المتبقية في المجموعة، تمتلك جميعها حظوظًا وافرة للتأهل، مع أفضلية لأينتراخت فرانكفورت الذي أثبت من خلال فوزه بالدوري الأوروبي العام الماضي بعدما أزاح في طريقه فرق قوية في مقدمها برشلونة، أن لاعبيه يمتلكون ثقافة الفوز ويمكن لهم مرافقة توتنهام إلى الدور القادم.
المجموعة الخامسة: مواجهة منتظرة بين تشيلسي وميلان
قد يظن من ينظر إلى فرق المجموعة الخامسة، أن ميلان الإيطالي بطل المسابقة سبع مرات، وتشيلسي الإنجليزي بطل النسخة قبل الماضية، في طريق مفروش بالورود لبلوغ الدور الثاني، لكن العارفين بحال فريق سالزبورغ النمساوي المدعوم من شركة ريد بول، يدرك جيدًا أنه لن يكون لقمة سائغة، فهو يلعب كرة قدم متطورة ويضم لاعبين مميزين، وقد نجح في العام الماضي بتخطي دور المجموعات بعدما تفوق على إشبيلية وفولفسبورغ.
ميلان الذي احتل العام الماضي المركز الأخير في مجموعة أصعب من مجموعته الحالية، تحسّن كثيرًا خلال هذه الفترة ونجح بتحقيق لقب السكوديتو للمرة الأولى منذ 11 سنة، فيما يعاني تشيلسي مشاكل عديدة منذ رحيل رئيسه السابق رومان أبراموفيتش لأسباب سياسية، ومع ذلك فحظوظه ببلوغ الدور الثاني مرتفعة.
الفريق الرابع في المجموعة هو دينامو زغرب الكرواتي، الذي يبدو الحلقة الأضعف فيها، لكنها سيقاتل للحصول على بطاقة اللعب في الدوري الأوروبي على الأقل.
المجموعة السادسة: البطل في مهمة سهلة
وقع حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي بالتتويجات ريال مدريد، في مجموعة سهلة نظريًا، يُتوقع أن لا يجد صعوبة كبيرة في تصدرها، فيما تمتلك الفرق الثلاثة المتبقية فرصًا شبه متكافئة للحصول على البطاقة الثانية، مع أفضلية طفيفة للايبزيج الألماني، الفريق حديث العهد وصاحب المستويات الجيدة في المسابقات الأوروبية مؤخّرًا، حيث بلغ نصف نهائي نسخة 2020، كذلك وصل لنصف نهائي الدوري الأوروبي في العام الماضي.
شاختار دونيتسك الأوكراني اعتاد هو الآخر على تقديم أداء قوي في دوري الأبطال، لكن الحرب في أوكرانيا ووتوقف الدوري لفترة طويلة قد تؤثر على أداء ونتائج الفريق، فيما سيسعى العريق سيلتيك الاسكتلندي الذي يشارك بعد غياب دام خمس سنوات، أن يترك بصمة إيجابية في البطولة.
المجموعة السابعة: هالاند يواجه دورتموند
اعتاد مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا على تصدّر مجموعته في دوري الأبطال، حتى عندما يواجه فيها فرقًا عملاقة مثل باريس سان جرمان كما في النسخة الماضية، ومن المتوقع أن لا يشذّ الفريق الأزرق السماوي عن القاعدة هذا العام، في ظل اكتمال صفوفه خاصة مع وصول الهداف المميز إيرلنج هالاند إلى صفوفه هذا العام، بعدما لعب معظم مبارياته العام الماضي بدون مهاجم صريح.
على ذكر هالاند، سيتعينّ على المهاجم النرويجي مواجهة فريقه السابق بروسيا دورتموند، الذي يأمل أن يتخطى دور المجموعات بعدما خيّب آمال جماهيره العام الماضي وخرج منها، لكن المهمة لن تكون سهلة حيث سيتعين عليه التفوق على إشبيلية الإسباني الذي يعيش اوقاتًا عصيبة بعدما تخلى عن عدد من نجومه، ولم يجلب صفقات مناسبة لتعويضها.
الفريق الرابع في المجموعة هو كوبنهاغن الدانماركي، الذي كانت له بعض المشاركات الجيدة في السنوات الأخيرة، لكن حظوظه بخلق مفاجأة تبقى ضئيلة.
المجموعة الثامنة: العين على بي إس جي
أظهرت المباريات التي خاضها باريس سان جرمان حتى الآن في كأس السوبر والدوري الفرنسي، تطورًا كبيرًا تحت قيادة مدربه الجديد غالتييه، مع نجاعة هجومية مخيفة بتواجد الثلاثي ميسي – مبابي – نيمار، حيث سيسعى الفريق مرة أخرى هذا العام لكسر عقدة الأبطال وتذوق طعم ذهبها للمرة الاولى.
القرعة أوقعت الفريق الفرنسي إلى جانب يوفنتوس الإيطالي الذي لم يجد توازنه بعد بالرغم من التعاقد مع دي ماريا وبول بوغبا الذي لم يشارك حتى الآن، بالإضافة إلى بنفيكا البرتغالي وفريق الاحتلال الإسرائيلي مكابي حيفا.
بالقياس إلى الأداء وجاهزية نجومه، من المتوقع أن لا يجد بي إس جي صعوبة كبيرة باحتلال صدارة المجموعة، فيما سيواجه يوفنتوس منافسة شرسة من بنفيكا الذي سيفقتد هدافه داروين نونيز المنتقل إلى ليفربول، والذي نجح في العام الماضي بانتزاع المركز الثاني في مجموعته وإرسال برشلونة إلى اليوروبا ليغ.