يوثق كتاب "أمهات سوريات" (الرابطة السورية للمواطنة، بالتعاون مع مؤسسة بسمة، 2017) وجوهًا مختلفة من وجوه مأساة الأم السورية، وتتمثل هنا بالفقدان، حيث يسجّل الكتاب شهادات أدلت بها اثنتان وثلاثون أمًّا مفجوعة حيث تراوحت فجائعهن: ما بين فقد الابن أو الابنة، أو الزوج، أو الأخت، أو الطفل أو الطفلة… إلخ.
في "أمهات سوريات" تحكي أمهات مكلومات قصصهن مع الفقدان
اقرأ/ي أيضًا: يوميات الثورة في حلب
هي ذاكرة الأمهات في زمن الحرب، الجرح الذي لا يُشفى أبدًا، ذاكرةٌ منقطعةُ النظير تمامًا كآلامهن، عميقةٌ مثل كرامتهن، هذا ما يظهر واضحًا في خطوط الوجوه وفي طبقات الصوت. هذه الذاكرة تطالعنا في كتاب "أمهات سوريات" وهو عبارة عن كتاب فني يحتوي على مقدمة قصيرة وعلى 30-35 صورة (بورتريه بالضرورة) فنيّة، بالأسود والأبيض لسيدات (أمهات بالضرورة) سوريات، مشفوعة بحكاية قصيرة جرت معهن خلال السنوات الأربع الأخيرة.
في كتاب "أمهات سوريات" تم توثيق بعض القصص من ذاكرة الحرب من خلال تقديم حكايات وجهات نظر مختلفة للأمهات، والهدف هو المساهمة في حفظ الذاكرة الجمعية وإبراز دور الأم في وقف الصراع المسلح في سوريا، وأيضًا السماح لوجهات النظر المختلفة بتقديم أمثلة من مختلف المناطق التي تعاني نفس المعاناة، بغض النظر عن الموقف السياسي.
"أمهات سوريات" يقدم بالنص والصورة، شهادة صادقة عن الكارثة السورية. في رواياتهن ينضح الألم من بين السطور. ومن صورهن تلمع بارقة الأمل بالسلام رغم الحزن المقيم. عملت على إنجاز هذا الكتاب مجموعة واسعة من المتخصصين، من بينهم: ديما علي، الفنان والشاعر دلدار فلمز، فرح أبو عسلي، محمد الحموي.
اقرأ/ي أيضًا: