صدر عن "دار شهريار" في البصرة، حديثًا، كتاب "بغداد ومدن الشرق: إعادة اكتشاف بغداد وبيروت ودمشق في بدايات القرن العشرين"، للصحفي الأمريكي روبرت ج. كيسي (1890 – 1962)، ترجمة حسين سنبلي.
تبدو نصوص الكتاب أقرب إلى تأملات ومذكرات ومشاهدات دوّنها مؤلفه حول زيارته لعدة مدن مشرقية في بدايات القرن العشرين
الكتاب، وعلى عكس ما قد يوحي به عنوانه، ليس عملًا تاريخيًا أو توثيقيًا على الإطلاق، إذ تبدو نصوصه أقرب إلى تأملات ومذكرات ومشاهدات دوّنها مؤلفه حول زيارته لعدة مدن مشرقية تنوّعت كتابته عنها بين الوقوف على بعض الأحداث المهمة التي وقعت فيها مطلع القرن العشرين، واستعراض تفاصيل حياة بشرها وأنماط معيشتهم، خلال تلك المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة، بلغة شاعرية.
تتنقل نصوص الصحفي الأمريكي بين بيروت وبغداد ودمشق وغيرها من المدن العربية والمشرقية الأخرى، التي تجوّل فيها وسجّل انطباعاته عنها التي بدا في سرده لها كما لو أنه يقتفي في هذه المدن أثر ما قرأه في حكايات ألف ليلة وليلة.
يقول كيسي في مطلع كتابه: "على المرء في عصور التقانة المخادعة المضللة هذه أن يحاول شرح ما سُجّل بمكر شديد في ألف ليلة وليلة من خيال جامح ورومانسية مفرطة ويبيّنه".
ويضيف: "أثمة ما يُقال في بغداد العظيمة أكثر مما قالوه فيها؟ أثمة سرُّ في حدائقها المظللة التي لم يُحلّ لغزها منذ مئات السنين في حرم شهريار؟ أتغيّرت قلوب الرجال تغيّرًا يجعلهم يشعرون بالعطف على من فشلتم في وصفها؟ أما زال ثمة شيء يُقال عن الشرق المتلألئ لم نقله من قبل؟".