أصدر "المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة" كتابًا خاصًّا بالمفكرة والباحثة المغربية فاطمة المرنيسي (1940 - 2015)، في اختتام سلسلة المحاضرات التي كرّم من خلالها الكاتبة والمفكرة الراحلة، والتي بدأت في عام 2019، وانتهت مع المحاضرة الأخيرة في عامنا الحالي.
يضم الكتاب المحاضَرات الرئيسيّة الثلاث في إطار السلسلة والتي ألقتها كلٌّ من: أسماء بنعدادة، وأميمة أبوبكر، وزينة زعتري، فضلًا عن مداخلاتٍ وتعقيباتٍ وشهاداتٍ وصورٍ خاصّة للمرنيسي. كما ينطوي على بيبليوغرافيا شبه شاملة تضمّ أبرز أعمال المرنيسي بلغتها الأصليّة، وتلك المترجمة إلى اللّغة العربيّة.
تخلُص الباحثة أميمة أبو بكر إلى أنّنا لا نحتاج إلى قطيعة حاسمة مع الدِّين لنيل الحقوق، أو أن نُخيّر بين الدين والعدل
في الورقة الأولى تحاول بنعدادة الكشف عن أوجه مشروع المرنيسي الاجتماعي – الثقافي، الذي يتموّضع في أساسه سؤال: لماذا كانت اللامساواة بدل المساواة بين النساء والرجال هي القاعدة عبر التاريخ؟
أما أميمة أبو بكر، فتتناول في ورقتها ظاهرة إنتاج المعرفة الدينية (الإسلامية) في العالم العربي، من قبل كاتبات وباحثات منذ أواخر القرن التاسع عشر حتّى بداية القرن الحادي والعشرين. وتؤكّد أنّه من المستحيل الحديث عن هذه المعرفة من منظور نسوي دون ذِكر المرنيسي. كذلك تُشير إلى أنّ ما رسّمته الرائدة النسوية، من خطوط خلال مسيرتها، مشت عليه الكثير من النسويات. وتخلُص الباحثة إلى أنّنا لا نحتاج إلى قطيعة حاسمة مع الدِّين لنيل الحقوق، أو أن نُخيّر بين الدين والعدل.
بدورها تروي زينة زعتري مجموعة سرديات، وتعتمدها منهجية بحث وقراءة؛ لأنّ مشروع إنتاج المعرفة حول القضايا النسوية وفَهْم حيوات النساء هو مشروع سياسي أوّلًا وأخيرًا. وتحتوي هذه الدراسة على أربع قصص، هي: "مقدّمات"، و"رواية القصص كمنهجيّة"، و"موجات الحركات النسوية"، و"إلى أين".
والمرنيسي، كما هو معروف، عالمة اجتماع ونسوية من المغرب. اهتمت بالإسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة. درست العلوم السياسية في جامعة السوربون في باريس، ومن بعدها حصلت على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع بجامعة برانديس كنتاكي الأمريكية. تُرجمت أعمالها إلى أكثر من ثلاثين لغة. من أعمالها: "ما وراء الحجاب"، و"سلطانات منسيات"، و"الخوف من الحداثة".
