عن "دار الرياحين" في عمّان وبيروت، وبدعم من "جامعة آل البيت"، صدر حديثًا كتاب "حركة إحياء التراث في الأردن" لمحمد محمود الدروبي، أستاذ الأدب والتراث العربي بجامعة آل البيت بالأردن، الذي درس فيه تاريخ حركة إحياء التراث العربي الإسلامي في المملكة الأردنية خلال الفترة الممتدة منذ ما قبل منتصف القرن العشرين، وصولًا إلى العام الفائت.
يعرّف الكتاب بالجهود الأردنية في إحياء التراث العربي الإسلامي ويسلط الضوء على جهود العلماء والمحققين الأردنيين المشتغلين بصناعة تحقيق التراث
يسعى الكتاب الذي جاء في 1000 صفحة، وضم 11 فصلًا، إلى التعريف بالجهود الأردنية في إحياء الموروث الخطي العربي الإسلامي، والإضاءة على جهود العلماء والمحققين الأردنيين المشتغلين بصناعة تحقيق التراث ونشره، بالإضافة إلى معاينة الملامح الرئيسية في الحركة الإحيائية الأردنية، والبواعث التي أفضت إلى تطورها، وتبيُّن مجالاتها ومساراتها، وتقديم ثبت علمي دقيق بما نُشر داخل المملكة الأردنية، أو ما نشره الأردنيون من نفائس المخطوطات، على مدار نحو 8 عقود، عمومًا.
يسلط الفصل الأول الضوء على المشتغلين في إحياء الموروث في المملكة الأردنية، وقد صنّفهم المؤلف وفقًا لمجالات اهتمامهم، وطبقاتهم العمرية، وأقدمية النشر، وغزارة الإنتاج، وبيئة العمل، والجنس. بينما تناول الفصل الثاني دور محققي التراث الوافدين إلى الأردن، سواءً كانوا أساتذة جامعيين أو خبراء أو حتى شيوخ علم، في تصاعد الاهتمام بصنعة تحقيق الموروث داخل المملكة.
ويعرّف الفصل الثالث بدور المؤسسات الرسمية والأهلية في إحياء الموروث وتقديمه للقراء، خاصةً الجامعة الأردنية، ووزارة الثقافة، ومجمع اللغة العربية الأردني، ومؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي. فيما يستكشف الفصل الرابع دور المجلات العلمية الأردنية المحكمة في بعث التراث وإحيائه. في حين يستجلي الفصل الخامس دور برامج الدراسات العليا في عدة جامعات أردنية في إحياء التراث، ويعرض تاريخ هذه الحركة الجامعية الإحيائية التي انطلقت من الجامعة الأردنية قبل نصف قرن، ثم تبنتها جامعات أخرى، أبرزها: "اليرموك"، و"مؤتة"، و"آل البيت" و"العلوم الإسلامية".
أما الفصل السادس، فقد بيّن دور الناشرين الأردنيين في حراك الإحياء، وأضاء على جهود نحو 40 دار نشر أردنية عُنيت بنشر التراث. فيما قدّم الفصل السابع دراسة موسعة حول الجهود الأردنية في مجال إحياء العلوم الشرعية: التجويد والقراءات ورسم المصحف الشريف، وتفسير القرآن الكريم، وعلوم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف وشروحه، وعلوم الحديث النبوي الشريف، والعقيدة الإسلامية وعلم الكلام، والتزكية والسلوك والأخلاق والزهد التصوف، والفقه الإسلامي، وأصول الفقه والقواعد الفقهية.
في المقابل، درس الفصل التاسع جهود الإحياء الأردنية في علوم اللغة العربية وآدابها: علم اللغة، والنحو والصرف، وكتب الأدب العام، والشعر العربي وشروحه، والنثر العربي، والنقد والبلاغة والعروض. فيما درس الفصل العاشر الجهود الأردنية في إحياء التراث التاريخي والجغرافي: كتب التاريخ على اختلاف مساراتها، وكتب الجغرافية والبلدانيات والرحلات، وكتب التراجم والطبقات والسير والأثبات والفهارس والإجازات، والوثائق والسجلات والدفاتر. في حين قدّم الفصل الحادي عشر والأخير دراسة موسعة حول الجهود الأردنية في تحقيق التراث العقلي العربي: الفلسفة والمنطق؛ وكذا التراث العلمي العربي: الرياضيات والهندسة الرياضية والفلاحة والحيوان والطب والصيدلة والبيطرة والفلك.
اشتمل الكتاب أيضًا على خاتمة مطولة عرض فيها مؤلفه أهم ما توصل إليه من نتائج، وتحدث خلالها عن سبل تطوير صنعة تحقيق التراث ونشره في الأردن. وذلك إلى جانب 3 ملاحق، خُصص الأول لأسماء العاملين في تحقيق التراث في الأردن على مدار 8 عقود، وتضمن الثاني صورًا لطائفة كبيرة من أغلفة الكتب التراثية التي نُشرت في الأردن أو حققها الأردنيون، في حين ضم الثالث صورًا لأهم محققي التراث في الأردن.