ألترا صوت – فريق التحرير
تواصل الكاتبة والناقدة خالدة سعيد في كتابها الجديد "فضاءات.. يوتوبيا المدينة المثقفة 2"، الصادر حديثًا عن دار الساقي، ما بدأه من قبل في "يوتوبيا المدينة المثقفة" الذي صدر عام 2012.
في كتابها الجديد، تركز خالدة سعيد على فيروز، حيث تسرد جانبًا من علاقة طويلة جمعتهما حاولت خلالها استدراج "جارة القمر" لكتابة سيرتها دون أن يُكتب النجاح لهذه المحاولات
وإذا كان الكتاب الأول قد ركز على دراسة مؤسسات ثقافية طليعية رائدة نهض بها أفراد في لبنان، هي: "الندوة اللبنانية"، والتجمّع الفيروزي الرحباني، ومجلّة "شعر"، ومجلة "مواقف"، و"دار الفنّ والأدب"، بالإضافة إلى مثقّفين كبار أمثال أنسي الحاج ومحمود درويش وغسان كنفاني وآخرين؛ فإن هذا الكتاب الذي لا يدّعي الشمول يلقي الضوء على سبعة وثلاثين مبدعًا لبنانيًا بينهم: عبد الله العلايلي وسعيد تقي الدين وفيروز وفينوس خوري ومارون عبود وسهيل إدريس والمونسنيور ميشال الحايك ويمنى العيد وغسان تويني وأديب مظهر وهلن الخال وفاطمة الحاج وشفيق المعلوف وجورج شحادة وآخرون.
هي تحية واجبة لأنّ الوسط الثقافي اللبناني بقي ويبقى منفتحًا ومبدِعًا ومُقاوِمًا ومُلْهِمًا، كما يبقى وطنًا للحريّة الفكرية والإبداع.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "العقل: سيرتك الذاتية".. آلة البقاء
تركز سعيد على فيروز في كتابها هذا، وتسرد جانبًا من علاقة طويلة جمعتهما حاولت خلالها استدراج "جارة القمر" إلى للتعاون في كتابة سيرتها، لكن الأخيرة ظلت ميّالة إلى التقتير في الحكي عن نفسها، ولم تقدم للكاتبة أكثر مما هو معروف عنها، ولهذا وضعت سعيد كل ما في جعبتها عن فيروز في الكتاب. تقول في نبرة لا تخلو من الاستسلام أمام قدر الحكاية التي ستظل متوارية: "كتابة السيرة تطلب الكلام، وإن لم يكن كلّ الكلام. لا بدّ من حكاية فيها شيء من الخصوصية والجدة قياسًا إلى الشائع المعروف. الآن صرتُ في وضع صحي لا يسمح بالسّفر، ولا بالعمل على موضوع بالغ الجدية، بل هو بالنسبة إليّ موضوع مقدّس. لكنه الآن مضى. تجاوزه الوقت، تجاوزني الزّمن".
يذكر أن خالدة سعيد كاتبة وناقدة لبنانية من أصل سوري. نشرت أولى مقالاتها في مجلّة "شعر" منذ 1957. تخرّجت في الجامعة اللبنانية وفي جامعة السوربون، ودرّست في المدارس الثانوية اللبنانية وفي الجامعة اللبنانية بين 1958 و1996. من أعمالها: "البحث عن الجذور"، و"حركية الإبداع"، و"الحركة المسرحية في لبنان"، و"الاستعارة الكبرى"، و"في البدء كان المثنّى"، و"يوتوبيا المدينة المثقّفة"، و"فيض المعنى"، و"أفق المعنى". ولها بالاشتراك مع زوجها أدونيس ستّة كتب حول عصر النهضة، وعدد من الترجمات.
اقرأ/ي أيضًا:
"بدايات" في عددها الـ 32.. دراسات حول مجتمع الاستهلاك
مجلة قلمون في عددها السابع عشر.. إطلالة واسعة على المسرح السوري