أصدر "مركز دراسات الوحدة العربية" في العاصمة اللبنانية بيروت، حديثًا، الطبعة العربية من كتاب "فلسطين: أربعة آلاف عام في التربية والتعليم" للباحث والمؤرخ الفلسطيني نور مصالحة (1957)، ترجمة فكتور سحاب.
يضم الكتاب الذي جاء في 510 صفحات، أحد عشر فصًلا، إلى جانب المقدمة والمراجع والفهرس، تتمحور حول التاريخ الثقافي لفلسطين على امتداد أربعة آلاف عام.
يكشف الكتاب زيف السردية الصهيونية التي تزعم افتقار أرض فلسطين والفلسطينيين إلى المخزون الثقافي والعلمي والحضاري
وتكمن أهميته في أن العودة إلى أربعة آلاف عام من تاريخ فلسطين، تضع القارئ أمام كنز معرفي وثقافي قليلًا ما عرفت حضارات أخرى مثيلًا له.
فالحديث هنا يدور عن مخزون علمي وتربوي وتعليمي تراكم عبر مرور العديد من الحضارات على أرض فلسطين، أي: "البلد الذي حافظ على اسمه واسم شعبه الفلسطيني على مدى حقب حضارية مر بها هذا البلد على مدى القرون الماضية" بحسب الناشر.
ويستعرض الكتاب التاريخ الثقافي المميز للفلسطينيين من خلال الإضاءة على تاريخ العلوم الفلسطينية بأكمله، بما في ذلك الكتابة والتعليم والإنتاج الأدبي والثورات الفكرية التي عرفتها.
ويثبت الكتاب أيضًا، عبر تسليط الضوء على تراث فلسطين الثقافي الطويل، أن الأخيرة ليس مجرد "أرض مقدسة" للديانات السماوية الأربع: الإسلام والمسيحية واليهودية والسامرية. كما يكشف، في الوقت ذاته، زيف: "السردية الصهيونية التي تزعم افتقار أرض فلسطين والفلسطينيين إلى المخزون الثقافي والعلمي والحضاري عبر العصور".
ناهيك عن إثباته بأن فلسطين هي موقع عالمي رئيسي للتعليم الكلاسيكي وإنتاج المعرفة بلغات متعدّدة، منها السومرية والكنعانية والسريانية والعربية والعبرية واللاتينية.
وبحسب كلمة الناشر، فإن هذا التشبّع الثقافي للبلاد: "لا يظهر في المساجد والكنائس والمعابد اليهودية التاريخية فقط، بل يظهر أيضًا في المنح الدراسية والمدارس التاريخية والكليات والجامعات والمكتبات العالمية الشهيرة ومراكز الأرشيف، التي اختزنتها بلاد الفلسطينيين عبر أربعة آلاف عام".
يُذكر أن نور مصالحة باحث ومؤرخ وأكاديمي فلسطيني – بريطاني من مواليد عام 1957. من مؤلفاته: "طرد الفلسطينيين: مفهوم "الترانسفير" في الفكر السياسي الصهيوني 1882- 1948"، و"أرض أكثر وعرب أقل"، و"فلسطين: أربعة آلاف عام في التاريخ".
