ألترا صوت – فريق التحرير
صدر عن سلسلة "عالم المعرفة"، في "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" في الكويت، كتاب "نموذج الصين: الجدارة السياسية وحدود الديموقراطية"، لمؤلفه دانييل بيل، ترجمة عماد عواد. وفيه، يجادل الأكاديمي الكندي بأن المصطلحات والمفاهيم الشائعة في وصف النظام السياسي الصيني، لا سيما في الغرب، مثل الشيوعية والسلطوية، لا تقدّم فهمًا عميقُا لطبيعة هذا النظام وآليات عمله.
يستخدم دانييل بيل في كتابه هذا توصيف "نظام الجدارة السياسية" في وصف النظام السياسي الصيني الحالي
ويسعى بيل في هذا الكتاب، إلى الوقوف على حقيقة النظام السياسي الصيني وماهيته، من خلال تقديمه تحليلاتٍ مختلفة لأداء مؤسساته السياسية والاقتصادية التي تخلص، جميعها، إلى انتزاعه من قائمة الأنظمة الدكتاتورية، بل وإخراجه من دائرة الأنظمة الشيوعية، على اعتبار أن هذه الأيديولوجيا لم تعد مؤثرة في عملية صنع القرار، والنمو الاقتصادي، وحتى السياسات الخارجية أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "السياسة الخارجية التركية".. استراتيجية تعزيز الاستقلالية
ويرى عميد كلية العلوم السياسية في "جامعة شاندونغ"، أن النظام القائم في الصين اليوم لا يرتبط، رغم إدارته من قبل حزبٍ شيوعي، بأصول ومبادئ الأيديولوجيا الشيوعية، الماركسية أو اللينية، كما هو الحال في بدايات تأسيسه، الأمر الذي سيدفع قادته إلى التخلي عن استخدام صفة "الشيوعية" في تقديمه إلى العالم في المستقبل القريب، لا سيما في ظل التناقض القائم بين سياساته الاقتصادية المنفتحة، ونهجه السياسي القمعي.
ويستخدم المؤلف توصيف "نظام الجدارة السياسية"، في وصف النظام الصيني الحالي. ويَعتبر أنة هذا النظام إنما هو نموذج سياسي قائم بذاته يتفوق، في أماكن معينة، على النماذج السياسية الأخرى التي تتبنى النمط الديمقراطي الليبرالي القائم على مبدأ "صوت واحد لشخص واحد". لافتًا إلى أن هذا النموذج، قد يكون مصدر إلهامٍ للقيام بإصلاحاتٍ سياسية في الديمقراطيات الانتخابية، التي تواجه أزماتٍ مختلفة.
يرى دانييل بيل أن المصطلحات والمفاهيم الشائعة في وصف النظام السياسي الصيني، مثل الشيوعية والسلطوية، لا تقدّم فهمًا عميقًا له
في هذا السياق، يفرد دانييل بيل فصلًا كاملًا لتوضيح مفهوم "نظام الجدارة السياسية"، الذي يرتبط بالمبادئ الكونفوشية القائمة على فكرة الجدارة والمهارات الاجتماعية والفضيلة، والذي يشترط وصول الأشخاص ذوي الكفاءة والجدارة إلى مواقع السلطة، أو على الأقل إحاطتهم، في أسوأ الأحوال، بنخبة مميزة من الخبراء في جميع المجالات. ولا يُغفل بيل هنا الإضاءة على سلبيات هذا النظام، وصعوبة تطبيقه أيضًا، خاصةً وأنه، وعلى عكس الديمقراطيات الانتخابية، يستبعد الأغلبية من السلطة.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "كيف نكتب التاريخ".. إعادة النظر في اليقينيات
"نموذج الصين: الجدارة السياسية وحدود الديموقراطية" هو، وبحسب كلمة الناشر، نواة لتيار فكري معيّن قد يؤدي في مرحلة لاحقة إلى: "بروز نماذج لنظم سياسية هجينة، قد تكون إحدى صورها الجمع بين نظام الديموقراطية الانتخابية بقاعدتها الشهيرة "صوت واحد لشخص واحد"، والنظام القائم على الجدارة والكفاءة في اختيار القيادة العليا للبلاد".
اقرأ/ي أيضًا: