تخيّل لو أن الحكومة المصرية خرجت لتعلن عبر إحدى قنواتها الرسمية، أن طبق الكشري الشهير، هو في الأصل أكلة هندية، مؤكدة على ضرورة "التمسك بالحقائق". أمر كهذا حصل في السويد التي اعترفت حكومتها عبر حسابها الرسمي على تويتر، بأن طبق كرات اللحم السويدية الوطني، هو في الأصل أكلة تركية. المزيد من التفاصيل في السطور التالية حيث ترجمة تغطية الغارديان للحدث.
تفاعل الأتراك بسعادة واضحة تجاه ما وصفه الكثيرون بأنه اعتراف رسمي -ومتأخر بلا شك من ستوكهولم- بأن طبق السويد الوطني المميز، هو في الواقع أكلة تركية!
تفاعل الأتراك بسعادة واضحة، مع اعتراف الحكومة السويدية، بأن كرات اللحم التي تعد طبقًا وطنيًا في السويد، ليس إلا أكلة تركية في الأصل
وغردت قناة "TRT World"، الممولة من القطاع العام التركي، قائلة: "تعترف الحكومة السويدية بأن كرات اللحم السويدية الشهيرة التي تحصل عليها في إيكيا، هي في الواقع تركية".
وجاء في العنوان الرئيسي لصحيفة "Hürriyet Daily News" التركية، بعد اعتراف الحساب الرسمي للسويد على تويتر (@swedense)، أن "الحكومة السويدية: كرات اللحم السويدية طبق تركي في الأصل".
اقرأ/ي أيضًا: 10 أطباق عربية عليك تذوقها
وغرد الحساب السويدي فجأة وبدون سبب واضح: "تستند في الواقع كرات اللحم السويدية على وصفة جلبها الملك تشارلز الـ12 للوطن من تركيا في أوائل القرن الـ18"، مضيفًا: "لنتمسك بالحقائق".
من جانبها، تحدثت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، إلى آني ماتسون، من قسم الأدب بجامعة أوبسالا السويدية، لتؤكد الأخيرة بأنه بعد خسارة معركة رئيسية ضد روسيا في عام 1709، لجأ تشارلز وبقايا جيشه إلى ما يعرف الآن بمولدوفا، التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية آنذاك.
أخيرًا.. السويد تعترف بأن "كرات اللحم السويدية" أكلة تركية!
وكان الملك تشارلز، الذي عُرف باسم "أسد الشمال" و"النيزك السويدي" لبراعته العسكرية المبكرة، والذي ارتقى العرش عام 1697 في الـ15 من عمره، قد حمل نفسه فوق طاقتها من خلال مواجهة مع روسيا، وقضى السنوات الست التالية في المنفى في تركيا الحالية وما حولها.
وبعد أن تذوق المأكولات المحلية، عاد إلى السويد في عام 1714 ليس فقط بوصفة الكفتة، وهي كرات لحم الضأن ولحم البقر المتبل، التي أصبحت تعرف بـ"köttbullar"، وهو طبق كرات اللحم الرئيسي في السويد؛ ولكن عاد أيضًا بوصفة طبق ملفوف الكرنب الشهير، المعروف حاليًا في السويد باسم "kåldolmar".
يُعتبر الملك تشارلز -توفي في عام 1718 عقب إصابته برصاصة في رأسه أثناء مهاجمته للنرويج التي كانت تحتلها الدنمارك- مسؤولًا عن استيراد وشهرة العادة التركية في شرب القهوة، والتي أصبحت منتشرة في السويد منذ أواخر القرن الثامن عشر، والتي قام بحظرها الملك غوستاف الثالث لفترة وجيزة.
وهذا الأسبوع، وفي عاصمة كرة اللحم بتركيا، مدينة إنيغول، قال رئيس الطهاة المحلي، إبراهيم فيسيل، لوكالة أنباء دوغان، إنه "شرف أن يصبح الطبق التركي نموذجًا للمطابخ المختلفة في جميع أنحاء العالم".
لكن في المقابل، كان هناك من هو أقل سعادة، أو أكثر احتجاجًا، وهو سيردار تشام، رئيس وكالة التعاون والتنسيق التركية، الذي احتج على أن إيكيا، التي تبيع مليوني طبق من كرات اللحم يوميًا في مطاعمها الموجودة داخل متاجرها، مشددًا على أنه ينبغي ألا تبيع الطبق كما لو كان سويديًا.
احتج رئيس وكالة التعاون والتنسيق التركية، على أن إيكيا تبيع مليوني طبق من كرات اللحم يوميًا على أنه سويدي، في حين أنه تركي
وهناك أيضًا أورجان، السويدي البائس بعد هذا الخبر، وهو المسؤول حاليًا عن إدارة حساب السياحة في السويد على تويتر (@sweden)، إذ قال ساخرًا في تغريدة تعليقًا على الخبر، إن "حياتي كلها كانت عبارة عن كذبة".
اقرأ/ي أيضًا: