05-يوليو-2024
ألغى كريم خان زيارة كانت مقررة لغزة (رويترز)

ألغى كريم خان زيارة كانت مقررة لغزة (رويترز)

ألغى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، مهمة حساسة لجمع أدلة في قطاع غزة في الوقت نفسه الذي قدّم فيه طلبًا بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يؤاف غالانت، تتعلق بجرائم حرب في القطاع، وفق ما كشفت وكالة "رويترز" نقلًا عن ثمانية مصادر. 

وقالت أربعة من تلك المصادر إن التنسيق بشأن الزيارة جرى على مدى أشهر مع مسؤولين أميركيين. وأشارت إلى أن قرار خان طلب إصدار مذكرات الاعتقال قلب الخطط، التي دعمتها واشنطن ولندن لزيارته وفريقه إلى غزة وإسرائيل، رأسًا على عقب. 

وذكرت خمسة مصادر على دراية مباشرة بما جرى من تواصل وقتها أن المحكمة: "كانت تعتزم جمع أدلة من موقع الأحداث، على جرائم حرب، على أن تتيح لقادة إسرائيل الفرصة الأولى لعرض موقفهم وأي إجراء اتخذوه للرد على اتهامات جرائم الحرب".

قرار خان بطلب إصدار مذكرات الاعتقال قلب الخطط ،التي دعمتها واشنطن ولندن لزيارته وفريقه لغزة وإسرائيل، رأسًا على عقب

وأضافت تلك المصادر أن قرار مدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بطلب إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، هي أول محاولة من المحكمة لاعتقال رئيس وزراء دولة يدعمها الغرب وهو لا يزال على رأس عمله، وقطعت الطريق أيضًا على جهود قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا (العضو المؤسسة للمحكمة) لمنع المحكمة من الملاحقة القضائية لقادة إسرائيليين.

وقالت الدولتان إن: "المحكمة ليس لها ولاية قضائية على إسرائيل، وإن السعي لإصدار مذكرات اعتقال لن يساعد في حل الصراع".

هذا، وقال اثنان من المصادر إن: "خان قرر شخصيًا إلغاء الزيارة إلى قطاع غزة والقدس المحتلة ومدينة رام الله في الضفة الغربية، والتي كان من المقرر أن تبدأ في 27 أيار/مايو الماضي".

كما كان من المقرر أن يجتمع مسؤولون في المحكمة الجنائية مع مسؤولين إسرائيليين بالقدس في 20 أيار/مايو، لوضع التفاصيل النهائية لزيارة البعثة، لكن بدلًا من ذلك، طلب خان إصدار مذكرات الاعتقال في نفس اليوم، ضد كل من نتنياهو وغالانت وثلاثة من قادة حركة حماس.

وتم إلغاء تذاكر الطيران والاجتماعات بين مسؤولي المحكمة والمسؤولين الإسرائيليين قبل ساعات فقط من القرار، وفقًا لما ذكرته سبعة مصادر على دراية مباشرة وغير مباشرة بالقرار.

من جهة أخرى، أكد مسؤول في الأمم المتحدة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المناقشات الأولية قد جرت بشأن زيارة خان إلى غزة، وتمحورت حول توفير الأمن وطرق التنقل.

فيما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن واصلت العمل مع المحكمة في تحقيقاتها في أوكرانيا والسودان، لكن ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بتعاملات الإدارة الأميركية مع المحكمة أبلغت "رويترز" أن: "التعاون تأثر سلبًا بقرار خان المفاجئ".

من جهته، قال مكتب خان لـ"رويترز": إنه أمضى السنوات الثلاث الماضية في محاولة لرفع مستوى الحوار مع إسرائيل، لكنه لم يتلق أي معلومات تظهر "عملًا حقيقيًا" منها لمعالجة قضايا الجرائم المتهمة بها.

وأضاف أن "قرار طلب إصدار مذكرات اعتقال متسق مع النهج المتبع في كل القضايا، وجاء بناءً على تقييم من المدعي العام بوجود أدلة كافية تسمح بذلك، ووجهة نظر مفادها أن السعي لإصدار مذكرات اعتقال فورًا يمكن أن يمنع جرائم ترتكب بالفعل"، مؤكدًا أنه: "يواصل الترحيب بفرصة أخرى لزيارة غزة، ولا يزال منفتحًا على التعامل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة".

هذا، وقال المسؤول في حركة "حماس"، باسم نعيم لـ"رويترز" إن: "حماس ليس لديها علم مسبق بنوايا خان لإرسال فريق من المحققين إلى غزة".

أما مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية، فرفضا التعليق على ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء.