07-يوليو-2024
مجلس الحرب الإسرائيلي

نقاشات اليوم التالي للحرب في الكابينت الإسرائيلي (الأناضول)

سلّطت صحيفة معاريف الإسرائيلية الضوء على الخيارات المتاحة أمام تل أبيب فيما يخص اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، وتوصل تقييم لها إلى أنه، وبغض النظر عن الجدل المثار حول الطرف أو الأطراف التي ستتولى إدارة القطاع، فإن أي بديل عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا يبدو واقعيًا، لأن الحركة، حسب الصحيفة، هي صاحبة السيادة والحكم.

واستهلت الصحيفة الإسرائيلية تقييمها بعقد مقارنة بين الوضع في غزة والضفة الغربية، وبيّنت من خلال هذه المقارنة أنه وبعد مرور سنوات على الاجتياح الإسرائيلي للضفة عام 2002، ما زال الجيش الإسرائيلي يخوض معارك متواصلة مع الفلسطينيين هناك. إلا أن الفرق الكبير بين الضفة وغزة يتمثل في أن، ما وصفها التقييم، بالخلايا العسكرية في مناطق السلطة الفلسطينية، ليست هي الطرف الذي يسيطر على الشؤون الأمنية والمدنية، فلا "عرين الأسود" ولا حتى أي منظمة أخرى مسؤولة عن الحياة اليومية للسكان.

ويضيف تقييم معاريف أنّه على عكس المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، فإن الترابط والتكامل "بين الجوانب العسكرية والمدنية لحماس في غزة لم يختف، بل لم يتضرر أيضًا لا في مرحلة العدوان الجوي ولا حتى بعد العملية البرية".

معاريف: على نتنياهو أن يعترف بالحقيقة ويقول بصوت عالٍ إنه لا يوجد بديل واقعي لها، وعلى ما يبدو فإن حماس ستبقى في غزة وفي واقعنا

وضربت صحيفة معاريف في هذا الصدد مثالًا بالمساعدات الانسانية وتوزيعها، فما تزال الحكومة الإسرائيلية عاجزةً عن التوصل إلى قرار بشأن، رغم مناقشتها أكثر من مرة، والسبب في ذلك هو حصول قناعة لدى صانع القرار الإسرائيلي بأنه من غير الممكن توزيع المساعدات دون أن يكون لحماس يد أو طرف في ذلك، وهو ما تسعى تل أبيب لتفاديه، لأنه يضيف شرعيةً على شرعية حماس، لكن المعضلة تكمن في أن تل أبيب لم تجد بعد بديلًا لحماس، من المجتمع المحلي العشائري الذي كانت تعول عليه.

وعلى ذلك الأساس يؤكد تقييم معاريف أنه ليس لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أي جواب أو خطة لبديلٍ مدني لسكان قطاع غزة، وكما كان الحال قبل 6 أشهر، فإن نتنياهو لا يعرف حتى اليوم سوى أنه لا يريد أن تكون السلطة الفلسطينية في غزة، لأن هذا يعني الشروع في المسار الذي يؤدي مباشرة إلى عملية سياسية تقوم على حل الدولتين".

كما لفتت معاريف النظر إلى أن "أي قوة ت أو هيئة أو دولة لن توافق على أن تطأ أقدامها غزة، لا ماديًا ولا بالتزام على الورق، طالما بقيت حماس في الميدان، على قيد الحياة، وصاحبة السيادة ونشطةً وتوزع الغذاء على خيام النازحين".

الطريق المسدود

يقف المسؤولون الإسرائيليون، حسب معاريف، حائرين فيما يخص خطة اليوم التالي، وبحسب الصحيفة لا توجد عبارة أفضل لوصف الوضع الحالي سوى عبارة "الطريق المسدود"، فحماس تسيطر على غزة، لأنه لا يوجد بديل.

وفي هذا السياق نقلت معاريف عن ضابطٍ، وصفته بالكبير، في جيش الاحتلال قوله في إحدى جلسات الاستماع المغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: "ستجرى الانتخابات في إسرائيل قبل أن يتعين على بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء أن يقدم للجمهور البديل للسيطرة على غزة".

وعلقت الصحيفة على ذلك قائلة "اعترف بالحقيقة وقل بصوت عالٍ أنه لا يوجد بديل واقعي، وعلى ما يبدو فإن حماس ستبقى في غزة وفي واقعنا".

كما اعتبرت أنه حتى لو أعلن نتنياهو بصوت عال أنه يسحب معارضته للسلطة الفلسطينية كجزء من الحل البديل لغزة، فإن هذا الإعلان لن يغير الواقع.

وختمت الصحيفة بالقول إن قيادات حماس "يعلقون آمالهم على صفقة تبادل الأسرى التي ستسمح لهم بطرد الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لتكون الحركة هي صاحبة السيادة والحكم، مثل ما كانت عليه قبل بدء الحرب".