توّج روما بالنسخة الأولى من بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، بفوزه في المباراة النهائيّة على فينيورد روتردام الهولندي بهدف وحيد، بقيادة المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو، والذي منح النادي الإيطالي البطولة القارّية الأولى في تاريخه، وأصبح أوّل مدرّب يظفر بالبطولات الأوروبية الثلاث.
لم يسبق لروما أن حظي بملامسة لقب قارّي منذ تأسيسه، أفضل ما فعله كان في دوري أبطال أوروبا، ووصل في أحسن الأحوال إلى الأدوار الإقصائيّة بأكثر من مناسبة، آخرها عام 2019 حينما خرج من دور الـ16 أمام بورتو، وقبل ذلك في 2018 بلغ نصف النهائي وأُقصي عبر ليفربول.
كافح روما منذ بداية دوري المؤتمرات حتّى بلغ المباراة النهائيّة، هذه البطولة التي تقام في نسختها الأولى، ودّ المدرّب جوزيه مورينيو أن يدخل التاريخ من بوّابتها، فلو ظفر باللقب لن يصبح أوّل مدرّب بطل لهذه المسابقة فحسب، بل الوحيد في التاريخ الذي نجح في الفوز بالبطولات الأوروبية الثلاث، ونحكي عن دوري أبطال أوروبا الذي رفع كأسه البرتغالي مرّتين كمدرّب مع بورتو وإنتر ميلان، والدوري الأوروبي الذي ناله مورينيو مع مانشستر يونايتد، وقبل ذلك مع بورتو بمسمى كأس الاتحاد الأوروبي.
كذلك سيعيد مورينيو الأندية الإيطاليّة إلى الواجهة الأوروبيّة، فيما لو انتصر في أمسية الأربعاء بتيرانا، صحيحٌ أن جماهير الآزوري عاشت نشوة فوز منتخب بلادها بيورو 2020، لكنّها مُنيت بصدمة كبيرة تمثّلت بغياب إيطاليا عن الحضور في كأس العالم للنسخة الثانية تواليًا، كذلك غابت أندية إيطاليا عن التتويج بالمسابقات الأوروبيّة، آخر تتويج كان عبر إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا موسم 2010، المدرّب وقتها كان جوزيه مورينيو نفسه.
منافس روما بنهائي تيرانا هو فينيورد روتردام الهولندي، والذي قدّم مستويات رائعة بالبطولة، هو الوحيد الذي لم يُهزم فيها على الإطلاق، بعكس روما الذي مني بخسارة ثقيلة بسداسيّة في مرحلة المجموعات أمام بودو غليمت النرويجي، الفريق الإيطالي ردّ على ذلك بالوقت المناسب، أطاح بعد ذلك بالنرويجيين من الدور ربع النهائي وثأر من هزيمة الأدوار الأولى.
بدأت المباراة النهائيّة بحذر واضح من الفريقين، وخلت الدقائق الأولى من الفرص الخطرة، ثمّ حاول فينيورد روتردام أن يجتاز حواجز روما الدفاعيّة دون جدوى، مورينيو مدرّب النادي الإيطالي أُجبر على خسارة أحد أهم أوراقه مبكّرًا، الأرميني مختاريان خرج من المباراة مصابًا، ليحلّ بديلًا عنه سيرجيو أوليفيرا، دقائق بعد ذلك ويفتتح جوهرة الذئاب زانيولو التسجيل، حينما استلم كرة مرفوعة من مانشيني داخل منطقة الجزاء، أكملها بإتقان في شباك الهولنديين.
هدف زانيولو كان من التسديدة الوحيدة لروما في الشوط الأوّل، والذي انتهى بكرة من كوتشكو أمسك بها حارس مرمى الإيطاليين، وفي الشوط الثاني بدأ فينيورد بحملة شرسة من أجل تعديل النتيجة، ثوان على صافرة البداية حتّى انهمر سيل هجمات الهولنديين، فكاد مدافع روما مانشسني أن يسجّل في مرمى فريقه بالخطأ، لكنّ القائم تدخّل وأنقذه من ذلك، ثمّ وصلت الكرة إلى غوس تيل وأكملها تجاه الشباك، لكنّ الحارس البرتغالي باتريسيو أنقذ الموقف.
الطواحين الهولندية واصلت دورانها، في وقت استلم به الحارس البرتغالي مهمّة الدفاع عن حصون روما، فأنقذ مرماه من كرة ثيريل مالاسيا، وأبعدها بالتناوب مع القائم، فيما اعتمدت كتيبة مورينيو على الهجمات المرتدّة، والتي شكّلت بعض الخطورة مثل تسديدة جوردان فيرتو وتصويبة بيليغريني، كلّ ذلك حدث وسط سيطرة شبه مطلقة للهولنديين، قابلها إطباق تام للمناطق الخلفيّة بالنسبة لروما، والذي نجح في تحقيق مسعاه، وتوّج باللقب الأوروبي الأوّل في مسيرته.