ألتراصوت- فريق الترجمة
حرصت حركة طالبان التي سيطرت في 15 آب/أغسطس وعادت إلى صدارة المشهد في أفغانستان بعد 20 عامًا من الوجود الأمريكي العسكري فيها، على بث رسائل طمأنة بشأن المرحلة الجديدة، في محاولة للحدّ من التخوفات الدولية بشأن طبيعة حكمها في الفترة المقبلة، وتأكيدها على أنها معنية بتبني نهج أكثر اعتدالًا من الصورة السائدة التي التصقت بها، بما يعكس بحسب مراقبين رغبة الحركة في تحصيل الاعتراف الدولي بسلطتها في أفغانستان.
تعتمد حركة طالبانفي إستراتيجيتها الإعلامية على حضورها الذي يكتسب زخمًا متزايدًا على وسائل التواصل الاجتماعي
فإلى جانب الحديث مع بعض شبكات الإعلام والتلفزة الدولية والمحلية، فإن الحركة تعتمد بشكل كبير على الزخم الذي تمكّنت من خلقه على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لبعض قياداتها والمتحدثين باسمها، إضافة إلى بث مقاطع الفيديو والتصريحات المسجّلة عليها، وهو ما أثار حالة كبيرة من الجدل حول الاستراتيجية التي ستتبعها هذه الشبكات في التعامل مع طالبان والحسابات المرتبطة بها.
شركة يوتيوب، التابعة للشركة الأم "ألفابت"، قالت إنها تلتزم منذ فترة طويلة بسياسة لا تتيح إنشاء وتشغيل حسابات مرتبطة بشكل مباشر بحركة طالبان وتدار من أطراف يعتقد أنها تنتسب إلى الحركة. ويأتي هذا الإعلان بحسب ما نقلت وكالة رويترز إبان نشاط العديد من الحسابات التابعة لشخصيات قيادية من حركة طالبان على عدد من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ولاسيما تويتر، والتي تستضيف حساب الناطق الرسمي باسم الحركة لوسائل الإعلام الأجنبية، محمد سهيل شاهين، والذي ارتفع عدد متابعيه إلى أكثر من 350 ألف متابع، إضافة إلى حساب ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم الحركة، باللغة البشتوية، وغيرها من الحسابات الأخرى التابعة للحركة.
تواجه شركات التواصل الاجتماعات اختبارًا جديدًا في كيفية تعاملها مع الحسابات التابعة لحركة طالبان
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركة واتساب قد أقدمت على حظر حساب أعلنت عنه الحركة لتلقي الشكاوى والاقتراحات من الأفغان، إلا أنّ الشركة لم تصدر أي بيان بشأن هذه الواقعة، واكتفت بالتأكيد على أنها ملتزمة بالقوانين الأمريكية السارية التي تقضي بحظر الحسابات التي يظهر أنها تدار من قبل حركة طالبان.
وكان الرقم الذي أعلنت عنه الحركة يهدف إلى توفير آلية للتواصل مع عناصر أمن تابعين لها لمتابعة أي شكاوى عن حوادث أو عمليات عنف أو نهب أو فوضى، إلا أن فيسبوك قد حظرت نشاط الحساب وعدة حسابات للحركة على تطبيق واتساب.
ونقلًا عن الواشنطن بوست، فإن شركة فيسبوك قد صرحت يوم الإثنين، 16 آب/أغسطس، بأنها تعتبر طالبان جماعة إرهابية، وتلتزم بحظر وجودها وأي محتوى تابع لها على منصاتها المختلفة. لكن ورغم إعلان شركة فيسبوك بأنها ستحذف أي حسابات يعتقد أنها تابعة للحركة أو تشغلها أطراف نيابة عنها، وأنها ستقيد أي محتوى يشتمل على إطراء أو ثناء على الحركة أو محاولة الترويج لها، إلا أن المتحدث باسم الشركة، آندي ستون، قد قال في حديث مع الواشنطن بوست، بأن فيسبوك "لا تتخذ قرارات بشأن الحكومة المعترف بها في أية دولة كانت، وهي تحترم سلطة المجتمع الدولي وقراراته".
تويتر تراجع سياسات الاستخدام للقادة السياسيين
أعلنت شركة تويتر مؤخرًا عن بدء مراجعة لسياسات الاستخدام الخاصة بالزعماء والقادة السياسيين على المنصة، إلا أنّها لم تقدم أي إجابات عن سياستها إزاء الحسابات التابعة لحركة طالبان، والتي نشطت بشكل كبير خلال الأيام الماضية على منصتها.
واكتفت الشركة بتوضيحٍ قدمه متحدث باسمها، تضمّن تأكيدًا على تقيّد المنصّة بمراجعة وحظر أي محتوى يخالف قواعدها، خاصة فيما يتعلق بالترويج للعنف أو نشر الأخبار المضللة، دون أن تشير إلى أنّها ستعمد إلى وضع أي قيود على حسابات تابعة للحركة، كما لم تتطرق إلى نظرتها إلى الحركة وطريقة تصنيفها.
الحسابات الرسميّة للدولة.. هل ستنقل إلى طالبان؟
يرى مراقبون أنه سيكون لمنصات التواصل الاجتماعي الكبرى تأثير كبير على الإستراتيجية الإعلامية التي ستعتمدها حركة طالبان في الفترة المقبلة، وقدرتها على إيصال رسائلها محليًا ودوليًا، ولاسيما عند اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل الحسابات الرسمية للدولة الأفغانية، وما إذا كان يمكن نقلها لاحقًا لمسؤولين من طالبان بعد إعلانهم السيطرة على أفغانستان. فهنالك حساب مكتب الرئيس الأفغاني، والذي يتابعه مليون حساب تقريبًا على تويتر، وغيرها من الحسابات الرسميّة الموثقة في تويتر. كما سيكون على المنصّات أن تقرّر ما إذا كانت ستمنح أي توثيق للصفحات والحسابات التابعة لطالبان، مثل العلامة الزرقاء في فيسبوك أو تويتر وغيرها من المنصّات.
سيكون لمنصات التواصل الاجتماعي الكبرى تأثير كبير على الإستراتيجية الإعلامية التي ستعتمدها حركة طالبان في الفترة المقبلة، وقدرتها على إيصال رسائلها محليًا ودوليًا
وبدأت منصات التواصل الاجتماعي الكبرى بالفعل بمواجهة ضغوط لكي تتخذ خطوات لتقييد أي حسابات تابعة للحركة، وهي ضغوط عبرت عنها أصوات محافظة داخل الولايات المتحدة بالتحديد، ما تزال تتهم شركات التواصل الاجتماعي بالتحيّز ضد دونالد ترامب لاستمرارها بتقييد حساباته.
اقرأ/ي أيضًا:
تقدير موقف: خلفيات عودة طالبان إلى حكم أفغانستان وتداعياتها
إسرائيل تستهدف الإعلام بشتى الطرق وسياسات منصات التواصل تساعدها
تحقيق جديد عن جيش حسابات الصين الوهمية في تويتر