09-أغسطس-2024
سفيتلانا تسيخانوسكايا

(AP) زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تسيخانوسكايا

يسود شعور بالإحباط لدى المعارضة البيلاروسية بعد استبعادها من أكبر عملية تبادل للسجناء منذ الحرب الباردة، حيث تُركت شخصياتها الرئيسية خلف القضبان في البلد الذي غالبًا ما يوصف بأنه آخر الدول الدكتاتورية في أوروبا، وفقًا لما ذكر موقع "بوليتيكو" الأميركي.

وكانت تركيا قد أعلنت، مطلع الشهر الجاري، نجاحها في إبرام أكبر عملية تبادل سجناء بين روسيا والغرب، مشيرةً إلى أن الاتفاق أفضى إلى الإفراج عن 16 شخصًا محتجزًا في روسيا، مقابل ثمانية سجناء روس مسجونين في الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج وبولندا وسلوفينيا.

نريد أن يكون سجناؤنا أحرارًا

قالت زعيمة المعارضة الروسية من منفاها في ليتوانيا، سفيتلانا تسيخانوسكايا، في مقابلة إنه "لم يتم إدراجها في أي مناقشة" مع الحكومات الغربية بشأن تبادل السجناء.

تُركت الشخصيات الرئيسية للمعارضة البيلاروسية خلف القضبان في البلد الذي غالبًا ما يوصف بأنه آخر الدول الدكتاتورية في أوروبا

وتابعت مضيفة: "أتفهم الموقف (الغربي)، لكن بالطبع لا يمكنني أن أكذب على نفسي وأقول إنني لست محبطة لأننا نريد أن يكون سجناؤنا السياسيون أحرارًا أيضًا".

وشملت صفقة تبادل السجناء الإفراج عن زعماء المعارضة الروسية البارزين، بما فيهم فلاديمير كارا مورزا، وإيليا ياشين، بالإضافة إلى المواطن الألماني، ريكو كريجر، المحكوم عليه بالإعدام بتهمة الإرهاب في بيلاروسيا، بينما لم تتضمن الصفقة الإفراج عن أي معارض بيلاروسي.

وعلقت تسيخانوسكايا على ذلك بالقول: "بالطبع، نرحب بالحرية لـ(إيليا) ياشين، و(فلاديمير) كارا مورزا، وإيفان (جيرشكوفيتش)، لكن أصدقاءنا خلف القضبان أيضًا".

وتقدر منظمة "فياسنا" لحقوق الإنسان البيلاروسية أن هناك نحو 1400 سجين سياسي تحتجزهم حكومة الرئيس، ألكسندر لوكاشينكو، في السجون، من بينهم الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2022، أليس بيالياتسكي، وزوج تسيخانوسكايا، سيارتي تسيخانوسكي.

واكتسبت تسيخانوسكايا شهرة كبيرة بعد اعتقال زوجها بعد أيام قليلة من إعلانه عن خطط يتحدى فيها لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية البيلاروسية لعام 2020.

وكانت تسيخانوسكايا قد ترشّحت مكان زوجها في انتخابات 2020، لكنها اضطرت إلى الفرار من بيلاروسيا بعد أن أعلن لوكاشينكو فوزه بنتيجة ساحقة.

بيلاروسيا بحاجة للمزيد من الاهتمام

واعتبرت الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العديد من الدول الغربية أن نتائج انتخابات 2020 مزورة، ودعمت تسيخانوسكايا كزعيمة للحركة المؤيدة للديمقراطية.

وأصدرت بيلاروسيا حكمَا غيابيًا على تسيخانوسكايا بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة الخيانة، وتشكيل جماعة متطرفة، ويبدو مؤكدًا أنها ستواجه الاعتقال إذا ما حاولت العودة إلى مينسك.

وهناك آخرون لم يتم تضمينهم في صفقة التبادل، مثل المواطن الأميركي المسجون في روسيا بتهمة حيازة الماريجوانا، مارك فوجل، ونائب بلدية موسكو، أليكسي جورينوف؛ وحليف المعارض أليكسي نافالني، دانييل خولودني.

وزعم أعضاء المعارضة البيلاروسية أن تسيخانوسكايا كان بإمكانها أن تمارس المزيد من الضغط على الحكومات الغربية لإدراج السجناء السياسيين البيلاروسيين في المبادلة.

ورفضت تسيخانوسكايا ذلك قائلة: "لا أعتقد أنني لا أعمل بما فيه الكفاية على قضية السجناء السياسيين، نحن بحاجة إلى مزيد من الاهتمام من العالم الديمقراطي، لأننا بمفردنا لا نستطيع تفكيك هذا النظام".

وأضافت أن إسقاط لوكاشينكو هي الأولوية، مشددةً على أنه: "لن يتم إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين حتى نعمل على تفكيك هذا النظام، لأنه طالما أن النظام موجود، فإنه سيأخذ رهائن جدد".

وأشارت تسيخانوسكايا إلى أن الجهود الدبلوماسية مع وزارة الخارجية الأميركية مستمرة، وأنها ترغب بمناقشة الصفقات المحتملة في المستقبل، والتي من شأنها إطلاق سراح المعارضين البيلاروسيين.

نحن بحاجة إلى مزيد من الاهتمام من العالم الديمقراطي، لأننا بمفردنا لا نستطيع تفكيك هذا النظام

وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية: "بالطبع، علينا تذكير الحكومة الأميركية بالسجناء السياسيين البيلاروسيين، لدينا منصة مستقرة لهذا، وبالطبع سيتم طرح هذا الأمر".

من جانبها، قالت الخارجية الأميركية في بيان لها، إن الحوار مع المعارضة البيلاروسية مستمر، وأنها تواصل الدعوة للإفراج عن السجناء السياسيين المحتجزين في بيلاروسيا.

ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت، في بيان، إن الولايات المتحدة": "لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء حملة القمع الوحشية التي يشنها نظام لوكاشينكو على شعبه، بما في ذلك احتجاز أكثر من 1400 سجين سياسي"، مضيفًا أن واشنطن تواصل: "الدعوة للإفراج عن جميع السجناء السياسيين في بيلاروسيا".