أظهر تقرير حديث صادر عن الشركة المطوّرة لتطبيق وموقع "دولينغو" الشهير لتعليم اللغات، أن مستخدمي التطبيق في اليابان يتصدرون قائمة المتعلّمين الأكثر جديّة في العالم، ممّن يستخدمون التطبيق لتعلّم الإنجليزية، أو التعرّف إلى لغات أخرى مثل الكورية والصينية، واللتان حلتا ثانيًا وثالثًا في الترتيب بعد الإنجليزية كأكثر اللغات التي يرغب المستخدمون بتعلمها في اليابان.
لم تكن العربية في قائمة اللغات الأكثر شهرة على تطبيق دولينغو في العام 2022
أما بعد اليابانيين، فجاء المستخدمون في بيلاروسيا وهنغاريا وروسيا والتشيك في مراتب متقدمة في ترتيب العملاء أكثر استخدامًا للتطبيق عالميًا، وذلك وفق لتقرير "لغات دولينغو" لعام 2022، والذي اعتمد على تحليل بيانات أكثر من 500 مليون مستخدم للتطبيق حول العالم.
هذا التقرير يقدم عرضًا لأحدث الاتجاهات العالمية فيما يخص اللغات وتعلّمها وتفضيلات المتعلمين وتباينها بين عام وآخر، وذلك بالاعتماد على كتلة ضخمة من بيانات التطبيق الأكثر تداولًا وتنزيلًا في العالم. وتوفر هذه البيانات إضاءات مفيدة حول أبرز اللغات التي يرغب المتعلمون بإتقانها في مختلف أنحاء العالم، وكيف تتغير اهتماماتهم والأوقات التي يمضونها في دراستها باختلاف الوقت والموقع الجغرافي والعمر والجنس ومتطلبات سوق العمل.
طفرة في عدد متعلمي الأوكرانية
وبحسب التقرير، فإن الاتجاه الأكبر على الإطلاق في عام 2022 تمثّل بالاهتمام العالمي غير المسبوق بتعلّم اللغة الأوكرانية، ولاسيما بين المستخدمين في عدة دول أوروبية وفي الولايات المتحدة. فبعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 20 شباط\فبراير عام 2022، شرع أكثر من 1.3 مليون شخص حول العالم بدراسة اللغة الأوكرانية، وهو مؤشر هام على أثر النزاعات والحوادث الكبرى على أنماط تعلّم اللغة بين البشر، إضافة إلى ما اعتبره التقرير حالة من "التضامن" مع الأوكرانيين ورغبة في التعرف بشكل أكبر إلى ثقافتهم، أو الاستعداد للتعامل مع اللاجئين الأوكرانيين والتواصل معهم.
وقد وصل عدد متعلمي الأوكرانية على التطبيق إلى ذروته الأعلى في أواخر آذار\مارس 2022، ثم استقر كنمط اهتمام ثابت حتى نهاية العام، وهو ما يعكس قوّة وأثر الجهود الإعلامية في العديد من الدول حول العالم في مناهضة التحرّكات الروسية ودعم كييف في التصدّي لها.
وقد كان من بين أبرز من أبدوا اهتمامًا بتعلم الأوكرانية في أوروبا مستخدمو دولينغو في ألمانيا، حيث تزايد عدد متعلمي هذه اللغة بينهم بنسبة 1651%، يلي ذلك بولندا بنسبة 1615% والتشيك بنسبة 1515%. أما في المرتبة الأولى على الإطلاق أوروبيًا في ارتفاع نسبة متعلمي الأوكرانية بين المستخدمين، فقد تمّ تسجيله في إيرلندا، وذلك بواقع 2229% مقارنة بالعام 2021.
إلا أن هذا الاهتمام اللغوي بأوكرانيا لم يقتصر على الدول القريبة منها جغرافيًا، بل وصل أثره إلى دول قصيّة عنها، مثل الأرجنتين واليابان وفيتنام، حيث سجّل التقرير زيادة غير مسبوقة في أعداد المستخدمين الذين بدأوا تعلّم الأوكرانية عبر التطبيق.
السيطرة إنجليزية في عالم يحبّ اللغات
للغة الإنجليزية الصدارة اليوم في كلّ الميادين تقريبًا، وبلا منازع في المدى المنظور كما يبدو، وهي رغم أهمّيتها في عالم الاقتصاد والمال والمعرفة والتواصل، ما تزال في نظر بعض الباحثين اللغة "البهيموث، المتنمّرة، السرّاقة"، والتي يتجاوز مجموع من ينطقون بها ويتعلمها ثلاثة مليارات شخص حول العالم، بحسب بيانات الاتحاد الدولي لمراكز اللغات (IALC). ولم يختلف الحال كثيرًا في تطبيق دولينغو عام 2022، إذ أظهرت البيانات استمرار هيمنة الاهتمام بالإنجليزية بين المتعلمين، تليها الفرنسية، ثم الإسبانية، لكن بفارق كبير عن الأولى، كما يظهر في الشكل أدناه، إذ كانت الأفضلية لتعلم الإنجليزية في 119 دولة.
من جهة أخرى، تواصل النموّ في أعداد متعلمي اللغة الكورية حول العالم، وهي لغة لا يتجاوز عدد المتحدثين بها 77 مليون نسمة، إلا أنها حلّت في المرتبة السابعة في التطبيق على مستوى عدد المهتمّين بتعلّمها، وقد حافظت على موقعها كواحدة من أسرع اللغات نموًا في العديد من البلدان الأخرى، من بينها الفلبين والأرجنتين وألمانيا والهند وفيتنام وغيرها، بحسب ما يوضح التقرير.
تواصل النموّ في أعداد متعلمي اللغة الكورية حول العالم، وهي لغة لا يتجاوز عدد المتحدثين بها 77 مليون نسمة، إلا أنها حلّت في المرتبة السابعة في التطبيق على مستوى عدد المهتمّين بتعلّمها
أما فيما يخص اللغة العربية، فلا يوفّر التقرير سوى تفصيل عابر بخصوص تزايد الاهتمام بتعلّمها في الصومال، إذ حلّت في المرتبة الثانية بين مستخدمي تطبيق دولينغو بها. إلا أن ضعف أداء العربية على التطبيق لا يرتبط بالضرورة بتراجع الاهتمام بتعلّمها عالميًا، فثمة بيانات أخرى تشير إلى اهتمام متواصل بتعلّمها حول العالم، ولاسيما في الدول الإسلامية، إضافة إلى الولايات المتحدة، حيث تحلّ في المرتبة الثامنة بين اللغات الأكثر طلبًا بين المتعلمين. أما السبب الأهمّ فيعود إلى ضعف المادة التعليمية الخاصّة بالعربية على تطبيق دولينغو، واقتصارها على الأساسيّات وتركيزها المفرط على تعليم الحروف العربية، دون توفير مساحة كافية للراغبين بتعلّمها من مستويات متوسطة أو فوق متوسّطة.