توج باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي للمرة الـعاشرة في تاريخه، بعد تعادله مع ضيفه لانس بهدف لمثله، في المباراة التي أقيمت بينهما ضمن الجولة الـ34 من منافسات البطولة، وحسم فريق العاصمة الفرنسية اللقب قبل أربع جوالات من النهاية، بعد أن رفع الفارق مع الوصيف مارسيليا لـ16 نقطة.
من أجل تزيين قميصه بنجمة اللقب العاشر فوق الشعار، ومعادلة عدد بطولات سانت إتيان أكثر فرق الليغ 1 تتويج بالدرع، استقبل السان جيرمان على أرضية حديقة الأمراء نادي لانس الذي يقاوم بدوره بالأمتار الأخيرة للدوري، من أجل نيل مركز مؤهل للمنافسات القارية، فارق الـ15 نقطة مع الوصيف مارسيليا جعل من الباريسيين أمام فرضيتين لجعل التتويج حقيقة، فإما النصر أو حتى نقطة التعادل ستكون كافية لإنهاء أمر الدوري بشكل رسمي.
قاوم لانس المتشّبث بحلمه الأوروبي، موجات الضغط العالية التي أطلقها رجال العاصمة منذ صافرة الحكم الأولى، فشتّت فوفانا رأسية السنغالي غاي، ووقف الحارس جالياكا سداً منيعاً، فقفل زاوية التسديد على المغربي حكيمي، أمام أولوية الدفاع ردّ الفريق الأصفر باحتشام، عبر دوكري الذي وجد نفسه أمام مكان جيد للتسديد من داخل مربع العمليات، لكنه ركله للكرة كان عشوائياَ، عاد بعدها المحليون لغاراتهم الهجومية، التي افتقدت للفاعلية بالثلث الأخير، من ناحية، وبُترت بسبب المبالغة في النزعة الفردية من جانب آخر، لتبقى نتيجة التعادل السلبي سيدة الموقف حتى نهاية الفترة الأولى.
بدافع عدم تخيب آمال ألاف الجماهير الحاضرة بالمدرجات، والتي تريد للتتويج أن يكون بطعم الفوز، نزل السان جيرمان بكل ثقله للمناطق الأمامية للضيف، فكان مبابي أمام فرصة ذهبية لإدراك المبتغى، عندما رفع الكرة فوق الحارس، ليظهر المدافع دانسو ويتصدى لها من على خط المرمى، زحف أصحاب الأرض للهجوم تضاعف بعد اقصاء الحكم لكيفن دانسو لاعب الخصم.
أتى الدور على ميسي ليظهر براعته في حسم الأمور، لكن الحارس جاليكا قابله ببراعة أكبر، فطار وأحكم قبضته على مخالفة الأرجنتيني، هذا الأخير أبى إلا أن يكون الحسم من نصيبه، فقذف كرة لا تصد ولا ترد من خارج المنطقة، اخترقت شباك جاليكا، هدفٌ اهتزت له أركان "البارك دي برانس"، مهدياً القب العاشر للباريسيين، بالرغم من هدف التعديل الذي سجله الضيوف باللحظات الأخيرة.
باريس سيداً لفرنسا من جديد ولكن...
على عكس الموسم الماضي، حينما حقق ليل مفاجأة وكسر سيطرة باريس سان جيرمان على لقب الليغ آن، هذا الموسم عاد فريق العاصمة الفرنسية لمطارحة الجميع منذ البداية، سيما بعد التعزيزات التاريخية التي قام بها النادي الصائفة الماضية، على مستوى الرصيد البشري، فبدأ الهروب بالصدارة منذ الأمتار الأولى مستغلاً سوء أوضاع منافسيه، ليختم مرحلة الذهاب بفارق وصل لـ19 نقطة مع أقرب ملاحقيه، وبمرحلة إياب أقل فاعلية نسبياً من المرحلة الأولى، تمكن فريق العاصمة الفرنسية من استعادة لقبه الضائع قبل أربع لفّات على النهاية، وبمجمل 24 انتصار وبحصيلة هجومية قياسية قوامها 74 هدفاً في شباك خصومه، ليكون اللقب العاشر للفريق، ويتجاوز به عدد ألقاب غريمه مرسيليا التسع، ويعادل رقم سانت اتيان الأكثر تتويجًا، وسبق لسان جيرمان الفوز بالقب في تسع مرات سابقة بداية من بطولة 1985/1986، وصولاً للقب 2019/2020، وبينهما مواسم 1993/1994، 2012/2013، 2013/2014، 2014/2015، 2015/2016، 2017/2018، 2018/2019، 2019/2020.
🔟 ألقاب
𝟏𝟗𝟖𝟔 - 𝟏𝟗𝟗𝟒 - 𝟐𝟎𝟏𝟑 - 𝟐𝟎𝟏𝟒 - 𝟐𝟎𝟏𝟓 - 𝟐𝟎𝟏𝟔 - 𝟐𝟎𝟏𝟖 - 𝟐𝟎𝟏𝟗 - 𝟐𝟎𝟐𝟎 - 𝟐𝟎𝟐𝟐
🔴 #𝗖𝗛𝗔𝗠𝗣𝟭𝟬𝗡𝗦 🔵
pic.twitter.com/yb67gij5Zs— باريس سان جيرمان (@PSG_arab) April 23, 2022
بعد وصول الفريق لنهائي أبطال أوربا لسنة 2020، وبلوغه نصف نهائي للعام السابق، كانت الجماهير تأمل كثيراً من الموسم الجديد، سيما بعد أن بذلت الإدارة المالكة للنادي الكثير من الأموال لاستقدام نخبة اللاعبين في مراكزهم، على غرار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وقيدوم الدفاع الإسباني سيرجيو راموس وغيرهم، انتدابات ظنت بعدها الجماهير بأن فريقهم بخبرته السابقة وتشكيلته الحالية، قد دخل فعلاً في خط المنافسة الحقيقية على المسابقة الأوروبية الأم، وعلى الرغم من الأداء المتواضع الذي ظل الفريق يقدمه بالدوري، كانت ردة فعل الأنصار دائماً إيجابية، حيث تعتبر أن محك دوري الأبطال هو الوحيد القادر على إخراج أعلى المستويات من النجوم.
جاءت لحظة الحقيقة وحدث ما لم يكن في الحسبان، دقائق معدودة بالبرنابيو، وصفتها الصحافة الفرنسية بانتكاسة القرن لممثل العاصمة، خلفت فاجعة لدى الجماهير، وأسقطت الجدران المنمقة التي كان يختبئ وراءها، عراك بغرف الملابس، شكاو من الوكلاء، اتهامات وتلويح بالإقالات والاستقالات، ملابسات محسوبية في هيكل الإدارة..
سقط الجدار، وسقطت معه هتافات الأنصار، الذين صرخوا استهجاناً في وجه النجوم، وأضربوا عن التشجيع كأن أمر البطولة المحلية لا يعنيهم، وبرغم من الدعوات العديدة من المدرب لاحتياج النادي لحضن جماهيره بالأمتار الأخيرة من البطولة، ظلت القطيعة وحدها من تحكم علاقة الفريق بأنصاره التي ترى بأن بطولة ثامنة للدوري المحلي في أخر عقد، لن تغطي على محاسبات وتقييمات ضرورية، لرسم مستقبل جديد للنادي.