مرة أخرى سيجمع نهائي كأس العالم بين منتخبين من أوروبا وأميركا اللاتينية، بعد وصول الأرجنتين وفرنسا لنهائي مونديال فيفا قطر 2022، وهو الأمر الذي يحصل للمرة الـ 11 بتاريخ كأس العالم، آخرها كان في مونديال 2014 في البرازيل، يوم فازت ألمانيا على الأرجنتين بهدف نظيف بعد تمديد الوقت.
قارتان احتكرتا كأس العالم
منتخبات أوروبا وأميركا اللاتينية سيطرت على جميع النسخ الـ 22 لكأس العالم ومن بينها النسخة الحالية، وقد تنافست القارتان بضراوة على زعامة الكرة العالمية. عندما فازت البرازيل على ألمانيا في نهائي مونديال 2002، أصبحت فرق أميركا اللاتينية تتفوق بتسعة ألقاب مقابل ثمانية، لكن الأوروبيين احتكروا البطولة في النسخ الأربع التالية، وبالتالي فإن الأرجنتين مطالبة اليوم بإعادة كأس العالم إلى أميركا الجنوبية بعد غياب دام 20 سنة، وهي أطول فترة تغيب فيها القارة عن التتويج.
البرازيل تُخرج المونديال من القارة المضيفة للمرة الأولى
انتظر العالم 28 سنة وست نسخ مونديالية ليشهد أول مواجهة أوروبية – أميركية لاتينية في كأس العالم، وتحديدًا حتى العام 1958، عندما توّجت البرازيل بأول ألقابها على حساب السويد المضيفة، لتصبح أول منتخب يتوّج باللقب خارج قارته، مع العلم أنها كانت أول منتخب يلعب نهائي خارج قارته أيضًا.
في المرات العشر السابقة التي شهدت نهائيًا مختلطًا بين القارتين، تعدّ البرازيل أكثر الفرق لعبًا لهذه النهائيات بواقع ست مرات، فازت في خمس منها. جميع ألقاب البرازيل المونديالية الخمسة كانت ضد فرق أوروبية، في المقابل فإن الأرجنتين، إيطاليا وألمانيا هي الأكثر خسارة لنهائيات مختلطة بواقع اثنين لكلّ منها.
ستلعب الأرجنتين الأحد مباراتها النهائية الخامسة ضد فرق أوروبية، حيث سبق لها الفوز على ألمانيا وهولندا في المرتين الوحيدتين التي توّجت بها، فيما خسرت أمام ألمانيا مرتين في نسختي 1990 و2014 بتواجد مارادونا وميسي تواليًا.
في المقابل ستواجه فرنسا فريقًا من أميركا اللاتينية للمرة الثانية، بعدما هزمت البرازيل في نهائي 1998 بثلاثية نظيفة. في حال فوزها في النهائي ستواصل فرنسا سجلها المميز ضد اللاتينيين، بينما تسعى الأرجنتين لإلحاق الخسارة الثانية بفرنسا في مباراة نهائية بعد 2006، واسترداد ماء وجه الكرة اللاتينية بعد إخفاقات أربعة متتالية.
تفوق أميركي لاتيني بواقع 7-3
في المواجهات العشرة السابقة بالمباريات النهائية، حققت منتخبات أميركا الجنوبية اللقب سبع مرات، من بينها المواجهات الخمس الأولى، واحدة منها فقط كانت في قارة أوروبا (السويد 1958 )، فيما تعدّ ألمانيا المنتخب الأوروبي الوحيد الذي ظفر بكأس العالم من قلب أميركا اللاتينية ( البرازيل 2014 ).
البرازيلي بيليه هو الوحيد الذي فاز بنهائي كأس عالم مرّتين ضد فرق أوروبا (ضد السويد 58 وضد إيطاليا 1970)، علمًا أن بيليه فاز مع بلاده بكأس العالم 1962 ضد تشيكوسلوفاكيا ولكن لم يكن يلعب في النهائي بسبب الإصابة، فيما شهدنا نهائيين مختلطين متتاليين بين نفس المنتخبين مرة واحدة فقط، عندما تبادلت ألمانيا والأرجنتين الفوز في نهائي 1986 و1990.