27-أبريل-2024
من اعتصام الطلاب في جامعة نيويورك الحكومية

من اعتصام الطلاب (ألترا صوت)

ضمن حملة واسعة وغير مسبوقة شملت الكثير من الجامعات في الولايات المتحدة، استمر الاعتصام المفتوح والتخييم لليوم الثاني في جامعة مدينة نيويورك "City University of New York"، لدعم الفلسطينيين في غزة وسط تزايد ملحوظ لعدد للطلاب المشاركين. 

وقام الطلاب المعتصمون الذين وصل عددهم إلى ما يقارب الألف، خلال يوم الجمعة، بالاستمرار بالتخييم المفتوح رغم البرد القارس، ومطالبة إدارة جامعتهم بمقاطعة "إسرائيل". الخيم والأعلام الفلسطينية ملأت الساحة المركزية لكلية المدينة "City College"، التي تتواجد في حي هارليم. وصدحت الهتافات العربية والإنجليزية في الساحة التي استضافت كافة أطياف الداعمين للقضية الفلسطينية. أما الشرطة، فلم تحاول إجبار المعتصمين على الرحيل، على عكس ما جرى البارحة، لكن هناك شخص واحد قام بمحاولة التحريض وافتعال العنف، وهو ما لم يحصل.

أمهل الطلاب إدارة الجامعة حتى يوم الإثنين المقبل لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بقطع العلاقات مع إسرائيل

انضمت جامعة مدينة نيويورك العامة البارحة إلى الحراك الطلابي لأول مرة. ورغم أن الجامعة تأخرت نسبيًا بالانضمام للحراك الطلابي العام، إلا أن هذا يعتبر تطورًا مهمًا نظرًا لعدد طلاب الجامعة الكبير، والذي يقدر بحوالي ربع مليون طالب موزعين على عشرات الكليات.

وجاء هذا أيضًا بعد قيام الشرطة باعتقال المئات من طلاب جامعتي كولومبيا "Columbia University" ونيويورك "New York University" الخاصتين خلال الأسبوع الماضي. وهما من الجامعات المهمة على المستوى الأكاديمي وحجم الأموال الطائلة الموجودة في خزانتيهما وصناديق الاستثمار.

وأعلن المعتصمون في الجامعة، اليوم، عن إعطاء المستشار العام للجامعة، ماتوس رودريغيز (Matos Rodriguez) إنذارًا حتى يوم الاثنين القادم، بعد أن فشلت محاولة سابقة لتنفيذ مطالبهم. 

وأبدت آلاء جعارة، وهي فلسطينية أمريكية وطالبة سابقة في الجامعة، ارتياحها لحجم المشاركة بالاعتصام وقالت إنها سألت الله أن يسخرها لقضية شعبها، وأن يساعدها في تغير قلوب وعقول الناس من حولها.

وأضافت أنها سعيدة برؤية الناس واجتماعها في هذه الساحة للتعبير عن دعمهم لغزة ودعوتهم لإنهاء الاحتلال والإبادة الجماعية. وتابعت قائلةً إن مشاركتها بالاعتصام أحيانًا كثيرة تتطلب التدخل لفك الاشتباكات، وقد تلقت تدريبًا خاصًا لذلك، وهي مهارة ضرورية خاصةً عند محاولة داعمي الصهيونية التسلل وافتعال المشاكل.

وهو ما حدث بالفعل خلال الاعتصام اليوم، إذ حاول داعمٌ للطرف الآخر مواجهة المعتصمين وجرّهم إلى العنف على مسافة قريبة من الشرطة حتى يكون مبررًا لاستخدام العنف واعتقال المعتصمين السلميين، إلا أن المعتصمين مارسوا ضبط النفس ولم يسفر اليوم عن أية مواجهات مع الشرطة.

وقالت جاين مايزل (Jane Maisel)، وهي من الطاقم التدريسي في كلية المدينة، مركز الاعتصام، إنها تشارك بالاعتصام لأنها يهودية ومن واجبها الوقوف مع الفلسطينيين ضد الظلم وضد الحرب، مؤكدةً أن المعتصمين اليوم أكثر ارتياحًا من اليوم الأول لأن رئيس الجامعة تعهد بعدم إرسال الشرطة لفك الاعتصام بالقوة، وأنها أتت اليوم لتتأكد أن الاعتصام ماضٍ بدون عراقيل، مشيرةً إلى أن الجامعات هي مساحات للتعبير والحوار بين أناس مختلفين ويجب إعطاء الجميع المساحة الكافية لذلك.      

 وأكملت مايزل: "أنا أظن أن تأسيس إسرائيل بالطريقة التي تمت بها هو خطأ وأظن أن الحل هو بتقبُل الجميع بدون تمييز كما هو الحال في ساحة الاعتصام هذه، حيث أن الجميع هنا سواسية".